رقيقة، صارخة الأنوثة والجمال، عندما تقع عيناك عليها للوهلة الأولى تعتقد أنها بطلة رواية رومانسية، لكن المفاجأة هذا الوجه البريء وتلك الملامح الحسناء صاحبتهما مروضة أشرس حيوانات الأرض، اسود ونمور وثعابين! "أنوسة كوته" اصغر مدربة اسود فى مصر، لا تمتلك الجمال فحسب بل تمتلك أيضا قدرًا كبيرًا من العلم والشخصية الناضجة والذكاء والموهبة.. ما يجعلها مثار اهتمام وجذب انتباه للعديدين، قابلنا أنوسة كوته وتحدثنا معها، لنجد أنفسنا أمام شخصية قوية وداخلها طفلة جميلهة وفتاة رقيقة مختلطة بأنثى يملؤها النشاط والقوة، وبسؤالنا عن "أنوسة كوته"27 سنة قالت: أنا أنتمي لثلاث عائلات فنية، حيث أن جدتي من الأب هي محاسن الحلو مدربة الأسود الشهيرة وقد سميت على اسمها فاسمي الحقيقي "محاسن" وأنوسة هو اسم الدلع الذى أطلقته جدتي على بعد ذلك، ووالدي مدحت كوته مدرب الأسود الأشهر، ومن ناحية الأم انتمى لعائلة عاكف وأشهرها نعيمة عاكف، فولدت وجدت نفسي أترعرع فى بيت فني من كل الجوانب، وقد حصلت على ليسانس الحقوق وبعدها دبلومة فى القانون الدولي ومستشار تحكيم دولي، ورغم الدراسات الكثيرة لكنى لم أجد نفسي فى القانون والمحاماة، ووجدت ان بداخلي موهبة ورثتها عن عائلتي وهى حب الحيوانات المفترسة، فقررت تكليلها بالعلم والدراسة هي الأخرى فحصلت على دبلومة سيرك من روسيا! وبسؤالها عن الزواج وفارس الأحلام قالت "أنوسة": اعلم تماما أنني قضيت معظم حياتي فى الدراسة ما بين القانون والحيوانات وجميعها أمور التهمت من وقتي الكثير، لكن حبي لحيواناتي من اسود ونمور وعشقي للسيرك القومي جعلوني أكثر سعادة، أما عن فارس أحلامي فكل ما أتمنى أن أجده فيه ان يحب الأسود لأنه بالتأكيد سوف يعيش معنا فى البيت على الأقل أسد او اثنين فلابد أن يتحمل الوضع ويتقبل الموضوع، كما تعودت وتربيت فى بيت عائلتي، وهذا كل ما أتمناه! ومتى تعاملت مع أول أسد فى حياتك، وكذلك أول ثعبان؟!، أجابت قائلة: كان أول أسد أتعامل معه هو "أندرو" كان هدية من أبى وكان عمري وقتها سنتين فقط وكان هو شبل صغير عمره شهر واحد فقط، وكبر معي أندرو وكان صديقي الحميم، أما تعاملي مع الثعابين بدأ وعمري 5 سنوات حتى 10 سنوات، حيث بدأت أتدرب على التعامل معهم، فكنت صغيره شكلا وأداءً وفى أولى خطواتي، فتدربت على الثعابين العاصرة وهى نوعان الألب ينو وبيت وأطلق عليها ذلك لأنها تلف نفسها حول الفريسة وتبدأ تأكلها، وكنت وعمري صغير اجلس مع أكثر من ثعبان عاصر فى صندوق متر ونصف ومتر ونصف واخرج منه سالمه! وانا أقوم بتربية هذا النوع من الثعابين فى بيتي حتى الآن، وطريقة إطعامها أقدم لها الطعام كل 10 أيام فقط، وإذا كان صغير الحجم يأكل فئران او حمام او سمان وإذا كان كبير يأكل فراخ او سمان او أرانب، لكن لابد ان أقدم لها الفريسة وهى حية غير مذبوحة، لان متعتها فى الطعام تكمن بأنها تلف نفسها حول الفريسة حية وتعصرها وتأكلها، ثم اتركها تهضم طعامها لمدة يومين، والثعابين تعرف صاحبها من اللمس، والزواحف عادة ليس لها حاسة السمع عدا التماسيح فتعرف صاحبها عن طريق اللمس! وعن الأسود والنمور التى تمتلكها قالت "أنوسة كوته": لدى الآن شبل واحد فى البيت وعادة يكون معي فى البيت مابين أسدين لثلاثة اسود، أما باقي الأسود والنمور التى امتلكها وعددها يصل لقرابة العشرين أسدا ونمرا حتى الآن فجميعها فى السيرك بعضها يخرج للعرض، والجزء الثاني فى التدريب! مع العلم أنى المدربة الوحيدة فى مصر التى تمتلك اسودا ونمورا بيضاء، فموطنها من الخارج، وقمت باستبدالها مع اسود أخرى وشراء البعض منها وكل ذلك على نفقتي الخاصة، ويبدأ سعر الأسد الأبيض من 50 ألف دولار، لأقدم عروضي بها لأول مرة والوحيدة فى مصر، وانا اعمل جاهدة لأحافظ على تلك السلالة والشكل! وللعلم الأسود والنمور تربيتها مكلفة جدا، فالأسد الواحد يأكل قرابة 7 كيلو لحم فى اليوم، بجانب الفيتامينات والعلاج الذى اضطر دائما لاستيرادها من الخارج، لأنه مع الأسف الشديد ليس هناك فى مصر تلك الأدوية، حتى الأشبال بعضها قد يتطلب ألبان لإرضاعها لا توجد فى مصر أيضا فأقوم باستيرادها، وهى مكلفة جدا بشكل كبير! وعن كونها مدربة اسود عالمية قالت أنوسة كوته: لقد حصلت على جائزة "المستر" والتي تعد من أهم الجوائز العالمية فى عالم فنون السيرك لأصبح أول مدربة أسود مصرية بل وعربية أحصل على هذه الجائزة، رغم كوني اصغر مدربة سيرك فى الوطن العربي، لكن تجربتي وطريقة تعاملي مع الأسود جعلتني مميزة جدا فى هذا العالم! حيث أنى لم اكتف بالموهبة والوراثة وما تعلمته على يد والدي وجدتي، ولكنى سافرت للخارج وتعلمت كيف يتعاملون مع الأسود والحيوانات المفترسة، كما تعلمت على يد شقيقي "حمادة كوته" وهو أيضا مدرب اسود، والذى حصل على أفضل مدرب اسود لعامي 2013 و2014 فى روسيا، وهى اكبر دولة فى العالم فى سن السيرك! ومدربو الأسود فى مصر يعتمدون فى تدريبهم على حرمان الأسود من الطعام وإرهابهم بشكل مستفز، وهناك من يقوم بتكسير مخالبهم وأسنانهم، وهذا شيء غير إنساني بالمرة ولا يسمى تدريب، أما انا فأعتمد فى تدريبي على عمل علاقة صداقة مع الأسود والنمور، فهم أصدقائي الوحيدون وليس لي أصدقاء من البشر، ولا اضغط عليهم واعرف متى أتعامل معهم ومتى اجعلهم يقومون بعمل العرض فى السيرك او امنعه من الخروج للعمل، لأنه فى النهاية مخلوق وله نفسيته وربما يكون فى حالة نفسية جيدة وربما يكون فى حالة نفسية سيئة، فلا أقوم بالضغط عليه من اجل العرض او السيرك بل أعطيه مساحته من الحرية لذلك هم يفهمونني ويحبونني بشدة كما أحبهم انا الأخرى! وفى نهاية الحوار سألناها، شابة جميلة رقيقة مثلها ومدربة اسود وحيوانات مفترسة، فماذا يجعلها تشعر بالخوف او يهز مشاعرها، وكانت المفاجأة وتقول ضاحكة بخجل غريب: الصراصير، نعم للأسف البالغ الصراصير كائنات غريبة مثيرة للاشمئزاز سبحان الله، وعندما أراها اشعر بفزع شديد وربما اترك بسببها المكان كله، فأنا فى النهاية بداخلي فتاة هناك ما يثير خوفها وفزعها، والصراصير هي أكثر من مخيفة بالنسبة لي، فانا لا أهاب الأسود والنمور لكنى أموت رعباً من صرصار يتحرك أمامي على الأرض!