يقترب السباق الرئاسي الأمريكي من نهايته بعد كثير من المفاجآت والفضائح والتقلبات والسجالات التي أذهلت الرأي العام في الولاياتالمتحدة وشغلت العالم بأسره. ومع اقتراب موعد الانتخابات المقررة غدا يكثف المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون جهودهما الأخيرة وسط توتر متزايد سعيا لاجتذاب أكبر عدد من الأصوات. وخلال اليومين الأخيرين من الحملة زار ترامب 8 ولايات مركزا بالأساس علي الولايات التي تعتبر معاقل تقليدية للديمقراطيين مثل مينيسوتا التي لم تنتخب مرشحا جمهوريا منذ 1972 وميشيجان التي لم تنتخب مرشحا جمهوريا منذ 1988. ويأمل ترامب أن تصب أصوات الناخبين في أي من هذه الولايات لصالحه. ويتعين علي ترامب الفوز بسلسلة من الولايات الأساسية الحاسمة في السباق حتي يتمكن من الوصول إلي البيت الأبيض معولا في ذلك علي أصوات الناخبين في المناطق الريفية. في المقابل تتبع كلينتون تكتيكا واضحا تتمسك من خلاله بجميع الولايات الأساسية وتركز علي دفع جميع الناخبين الديمقراطيين للمشاركة في الانتخابات والتصويت لصالحها وتعقد وزيرة الخارجية السابقة مهرجانها الانتخابي الأخير في نورث كارولاينا قبل ساعات قليلة من فتح مكاتب الاقتراع علي الساحل الشرقي للولايات المتحدة علي أمل أن تصبح أول امرأة تتولي رئاسة الولاياتالمتحدة. وفي تجمع في تامبا بولاية فلوريدا الحاسمة قال ترامب: "سنفوز بالولاية وسنستعيد البيت الأبيض". وواصل ترامب انتقاده لكلينتون لدعمها برنامج أوباما للرعاية الصحية (أوباما كير) في أعقاب الإعلان عن زيادة أقساط البرنامج من العام المقبل. وفي مدينة ويلمينجتون بولاية نورث كارولاينا سبقت ترامب علي المنصة زوجته ميلانيا التي أصبحت تشارك بشكل أكبر في الحملات الانتخابية مع اقتراب موعد الانتخابات. وقبل وقت قليل من اعتلاء كلينتون المنصة في مدينة بمبروك باينز بفلوريدا بدأت الأمطار تتساقط وقالت المرشحة الديمقراطية "أنا سعيدة لكوني هنا...سواء كان الجو ممطرا أو مشمسا أنتم مستعدون." وبعدها توجهت كلينتون إلي فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا حيث دعت إلي التعبئة في الشوط الأخير من السباق مبدية ثقتها في الناخبين كما ظهرت إلي جوار المطربة كاتي بيري التي أقامت حفلا لدعم المرشحة الديمقراطية. وتعتمد كلينتون بشكل كبير علي مشاهير الفن والرياضة لجذب أصوات الناخبين وهي السياسة التي انتقدها ترامب معتبرا أنها وسيلة "معيبة للعملية السياسية". وبعد الإعلان عن مهرجان انتخابي لها في ميتشجان سخر ترامب من منافسته وقال "أعتقد أنها تهدر وقتها.. يجدر بها العودة لمنزلها". وفي تحرك نادر للتعبير عن وحدة الحزب الجمهوري ظهر رئيس مجلس النواب بول رايان إلي جوار المرشح لنائب الرئيس مايك بنس في ويسكونسون ودعا ريان الناخبيين للعودة للحزب ودعم المرشح الجمهوري. وكان ريان قد نأي بنفسه عن ترامب بعد فضيحة تصريحاته المسيئة للنساء. وفي الخارج أعرب الرئيس الألماني يواكيم جاوك الذي عادة ما يبقي متحفظا في تعليقاته عن قلقه من إمكانية انتخاب ترامب الذي قال إنه "لا يمكن التكهن بما سيفعله" محذرا من مخاطر "تطور نحو نظام متسلط" في الولاياتالمتحدة.