لم تكن السنوات الثلاث كافية لإذابة الفارق بين الزوجة الجامعية وزوجها التاجر، وبدلا من أن تتمتع بأيام الزواج الأولي، تعذبت بعقدة الزواج، واحساسه الدائم بأنه أقل منها، لا يجيد الحديث كما تجيده هي، ولا يعرف أصول »الإتيكيت» البسيطة، دفعه النقص الذي يشعر به إلي ضربها، والتطاول عليها والتهكم علي شهادتها الجامعية، وانتهي الأمر بالانفصال. تروي المحامية منال مصطفي محامية الزوجة وتقول: إن موكلتها جامعية تخرجت من كلية التجارة وطوال سنوات الدراسة كانت تحلم باليوم الذي ستتخرج فيه وتحقق طموحها في العمل مع والدها التاجر الكبير، فقد كان دائما يداعبها حلم أن تثبت لوالدها أنها تستطيع أن تقف بجانبه في تجارته مثل الولد الذي كثيرا ما كان يتحدث عن أمنيته بأن يرزقه الله إياه ليكون سندا له في تجارته ولأنها تحب أباها وافقت علي زواجها من ابن صديقه، رغم أنه لم يكن قد أكمل تعليمه، بل إلتحق مع والده بأعمال التجارة، ومع أنها تغاضت عن هذا الفرق العلمي والثقافي بينهما إلا أن ذلك كان هو السبب الرئيسي في توتر العلاقة بينهما فيما بعد مع أنه لم يظهر ذلك أيام الخطوبة بل كان يجاملها بأنه من المحظوظين لأنه رزق بزوجة متعلمة سوف يكون مطمئنا من قدرتها علي حسن تربية أولادهما في المستقبل. وفي ليلة وضحاها أصبحت زوجة وكانت سعادتها لا توصف خاصة وكل ترتيبات الزواج وتأثيث عش الزوجية تم كما خططت له وانتقلت من فيلا والدها لإحدي الشقق الفاخرة بإحدي الأحياء الراقية بالقاهرة وسرعان ما مرت الأيام السعيدة ليظهر بعدها الوجه الحقيقي للزوج. فبالرغم من ثرائه ومكانته وسط التجار إلا أن ذلك لم يمنع شعوره الدائم بأنه أقل من زوجته الجامعية وظهر ذلك في تصرفاته معها والتي كانت لا تتوقف أمامها طويلا وتبررها بكثرة الضغوط التي يتعرض لها في أعماله، لكنها لم تستطع أن تصمت أكثر من ذلك بعد أن ضربها أمام الخادمة، واشتكت إلي والدها لأول مرة ولكنه أوصاها بالصبر وتحدث إلي زوجها الذي أبدي أسفه عن ما حدث مع وعد بعدم تكرار ذلك في المستقبل. لكن لم يكن عند وعده هذا فقد اعتاد ضربها علي أتفه الأسباب وزاد الأمر سوءا اعتياده السهر بالخارج وإدمانه الحشيش مما جعل الحياة بينهما تتحول إلي جحيم.. فما كان منها إلا أن حملت حقيبة ملابسها وخرجت غاضبة إلي بيت والدها علي أثر أحد الخلافات بينهما وضربه لها.. وطلبت الطلاق. وعندما عاند ورفض طلبها رفعت قضية خلع أمام »محكمة الأسرة» التي حاولت الصلح بينهما للحفاظ علي حياتهما الزوجية واستدعت حكما من أهلها وحكما من أهله.. لكنها وقفت أمام القاضي وصرخت: سيدي لقد صارت حياتي جحيما.. ذهبت أحلام المراهقة.. وأمنيات آية فتاة في فتي أحلامها.. حتي والدي الذي تزوجت هذا الشخص من أجله هاجمته الأمراض حزنا علي حالي.. وأنا لا أستطيع أن أعيش معه أكثر من ذلك.. فقد وعد كثيرا بعدم ضربي وإهانتي ولكنه يزداد توحشا في كل مرة نختلف فيها. وعندها لم يجد القاضي سوي أن يحكم لها بالخلع من زوجها بعد أن باءت كل محاولات الصلح بالفشل وإصرارها علي الإنفصال. فتنازلت عن كافة حقوقها المادية من مؤخر صداق وردت إليه المهر وحكمت لها المحكمة بالاحتفاظ بمنقولات الزوجية حيث إنه في حالة الخلع لا يجوز للزوجة أن تتنازل عن قائمة المنقولات أو حضانة الأطفال. »اللواء الإسلامي»: حقيقة أن تكافؤ الزوجين في المستوي الاجتماعي والعلمي والثقافي له دور كبير في خلق جو من التفاهم بين الزوجين، ويقوي الرابطة الزوجية، لذلك فإن الشريعة دعت إلي هذا التكافؤ لأنها تهتم بكل ما يقوي وينمي الحياة الزوجية،وعدم وجود تكافؤ يخلق جوا من عدم الاستقرار النفسي والأسري إذا تم التغاضي عنه في بداية الحياة الزوجية لأي سبب فقد يأتي يوم ويظهر فيه جليا فيؤدي إلي هدم الإسرة.