تحررت من دور الفتاة الطيبة والمسالمة وتمردت علي أدوارها السابقة، وساعدتها علي ذلك شخصية فتاة متحررة وجريئة تحمل بداخلها كل ألوان الشر والحقد، علي مدار عام ونصف العام عاشت بداخل فتاة إغراء للمرة الأولي في حياتها الفنية، مما تسبب في صدمة حقيقية وقوية لكل من شاهدها في هذا الدور الجديد وعلي رأسهم زوجها الفنان شريف سلامة، والفنان صلاح عبدالله الذي انبهر عندما رآها في هذا الدور. الفنانة داليا مصطفي التي تعيش حالة من السعادة عقب عرض مسلسلها الأخير "الكبريت الأحمر" بعد فترة تصوير استمرت ما يقرب من عام ونصف العام وقدمها لجمهورها بشكل جديد ومختلف.. أري من خلال دورك في مسلسل "الكبريت الأحمر" الذي يعرض حالياً أنك تمردت علي جميع أدوارك وشخصياتك السابقة؟ - تضحك.. بكل تأكيد.. وتمردت تمرداً شديداً، وفي هذا المسلسل وجدت ضالتي التي كنت أبحث عنها خلال السنوات الماضية، كما أنها في الخروج من منطقة الأدوار التقليدية، إلي الأدوار التي تلفت إليها الأنظار وتترك انطباعاً ومساحة واسعة من التساؤلات تجاه اللعب في منطقة جديدة لم تكن في حساباتي الفترة الماضية. ولماذا تركت نفسك في سجن هذه الأدوار طوال السنوات الماضية؟ - مسألة خارجة عن إرادتي، وهي مشكلة كبيرة تعاني منها بنات جيلي، بأن المخرجين يحصروننا في شخصيات معينة، تظل معنا لفترات طويلة، وهو الأمر الذي يضرنا فنياً، ونسعي للبحث عن أدوار جديدة لكن دائماً ما تأتي في وقت متأخر، وإذا الممثل وضع في مكان فهو غصب عنه وليس بمزاجه، وهي مصيبة وكارثة إذا استمر في هذه المنطقة. وهل شخصية "جيرمين" جاءت في وقت متأخر؟ - بالنسبة لي أعتقد أنها جاءت في الوقت المناسب، وإذا كانت تأخرت فإنها لم تتأخر كثيراً، وأنا مؤمنة بأن الدور هو الذي ينادي علي صاحبه، وجيرمين "نادت عليَّ بصوت عالٍ قوي". ولهذا السبب تفرغت لهذا الدور علي مدار عام ونصف العام دون غيره من الأدوار الأخري التي عرضت عليك؟ - هذا صحيح لأنني حبيت الشخصية والدور، وكانت مفاجأة بالنسبة، أما باقي الأدوار التي عرضت علي من قبل لم تكن جديدة وشبيهة بأعمالي السابقة، ولن تضيف لي شيئاً، فقررت أن أتفرغ لهذا الدور في مسلسل "الكبريت الأحمر" وأتعايش مع الشخصية طول الوقت لأنها صعبة جداً. يبدو أنها أرهقتك وأخذت منك وقتاً طويلاً في التحضير؟ - بالفعل وبدأت بقراءة المسلسل مرتين، ثم قمت بتفريغ دوري وقراءته لأكثر من عشر مرات، حتي تخرج الشخصية بالشكل الذي يرضيني، وحتي لا يترك انطباعاً سيئاً لدي الجمهور، فكنت حريصة جداً في مذاكرة الشخصية بكل تفصيلة صغيرة، فهي تحمل تفاصيل كثيرة بداخله من حقد وشر وجرأة. تؤثر فترة التوقف والعودة لمدة عام ونصف العام علي شخصية "جيرمين" وعلي أحداث المسلسل؟ - لا أنكر أنها أثرت وبشكل كبير علي أحداث المسلسل، فحصل اختلاف فسيولوجي قوي في تكوين جميع الشخصيات خاصة البنات، حيث زاد وزن كل ممثلة ما يزيد علي 20 كيلو، فكان لابد أن يصل كل من زاد وزنه إلي الوزن الطبيعي للشكل الذي ظهرن به في بداية التصوير، وبالنسبة لي كنت ألعب في 3 كيلو جرامات زيادة ووصلت إلي الوزن الطبيعي للشخصية، وبالنسبة للأحداث فقد وصل بعض الإحباط لعدد من الممثلين، وحاولت ألا يتملكني وأتفاءل بدوري وبالعمل. لكن كثرة التوقف قد تثير غضب الفنان خاصة إذا تفرغ له واعتذر عن أعمال فنية أخري؟ - في الحقيقة لم أشعر بفترة التوقف لأنني كنت "لابسة" الشخصية والحالة الفنية، ومستمتعة جداً بالدور، فكل ما كان يشغل بالي هو العودة للتصوير مرة أخري، وفي فترة التوقف كنت أعيد مذاكرة الشخصية مرة أخري لأنها نقلة فنية جديدة في مشواري الفني وهذا المسلسل كان لدي شعور قوي وأنا أشارك فيه وكأنني "رايحة أقابل حبيبي". هل يوجد فرق بين شخصية قريبة إلي القلب وشخصية تحبينها؟ طبعا وكما قلت أنا لعبت شخصية أحببتها جداً لأنها شخصية غريبة، وكل إنسان في الدنيا جواه الأسود والأبيض، والأسود اللي جوه نيرمين ممكن يكون عند ناس كثيرة لكن بتفرق من شخصية لأخري علي حسب طريقة دلعها، والطريف أن أصحابي عمرهم ما شافوني أو اتخيلوا إني ممكن أدلع أصلا وأول مرة يشوفوني كده. ما أغرب تعليق وصلك عن دورك في المسلسل؟ ضاحكة.. أغرب تعليق كان من الفنان عمي صلاح عبدالله، لأنه قال لي "ده إنتي طلعتي بنت وأنا مكنتش عارف" وطبعاً ده دليل علي أني قدمت الشخصية بشكل مختلف وترك بصمة لدي المشاهدين ولدي الوسط الفني خاصة أن الفنان أمير شاهين أشاد جدا بالدور والشخصية، "لأن محدش شاف الوش ده حتي في الطبيعة " عند داليا، لأنني لم أكن أهتم بتفاصيل الستات والتي أبسطها "الميك آب". إذا الفنان صلاح عبدالله كان شايفك إزاي قبل شخصية جيرمين؟ - كان شايفني "عيلة" صغيرة بسيطة في تصرفاتها وغير متكلفة في نفسها، وبطبعي أنا "مش دلوعة" وصوتي عادي، لكن في المسلسل جيرمين قلبت الموازين، لأنها أخرجت الأنثي "اللي جوايا" ونبرة صوتي اتغيرت وبذلت مجهوداً كبيراً لأن أتحول 180 درجة وأطل علي جمهوري بفتاة جديدة ومختلفة كاملة الأنوثة والإغراء والجرأة. وبالنسبة لزوجك الفنان شريف سلامة كيف كان رد فعله وتقييمه للعمل أثناء عرضه؟ - تضحك.. أثناء التحضير علي الورق شريف ساعدني كثيراً وشجعني لكنه كان متخوفاً من الدور لأن الناس هتكرهني، لأنها لم ترني بهذا الشكل من قبل، لكن أثناء العرض صدم من الدور، لأنه زي أي راجل بيغير وعمره ماشافني وأنا بعمل إغراء. موضوع المسلسل يدور في منطقة السحر والرعب والعفاريت فكيف ترين هذه النوعية من الأعمال؟ - مرحلة انتقالية جديدة في مجال الدراما، والتكنولوجيا والإمكانيات الحديثة ساعدت علي نجاح هذه النوعية، وزاد الإقبال عليها من قبل المشاهدين علي عكس زمان كانت تقدم بشكل بدائي وغير مقنعة. وماذا عن العفريت الذي يخيف داليا مصطفي؟ - العفريت الوحيد اللي في حياتي هو بكرة، فهو يقلقني بشكل مرعب، ودائما أعمل حساباً لبكرة.