أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الشعب لم يعد لديه تعاطف مع فكرة استغلال الدين في السياسة، مشيرا إلي أن دولة الخلافة لن تحل المشكلات وان التحديات ستحل فقط عبر العمل والمثابرة والعلم، مشددا علي أنه لا يمكن حكم الناس غصبا عنهم، سواء من خلال التزوير أو خلاف ذلك. وقال السيسي إن قضية التصالح مع جماعة الإخوان المسلمين أمر لا يقدر علي تحديده شخصيا وأن ذلك يكون قرار دولة. وأضاف الرئيس خلال لقائه أمس الأول بشباب الصحفيين والإعلاميين وشباب الجامعات والباحثين المغتربين علي هامش المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ أنه أتاح العديد من الفرص لجماعة الإخوان منذ يوم 3 يوليو للمشاركة السياسية جنبا إلي جنب مع الدولة، مشيرا إلي أنهم لو كانوا قد قبلوا هذه المشاركة لكان وضعهم مختلفا الآن. وحذر الرئيس من ممارسات بعض الشباب التي قد تؤذي البلاد، منتقدا حديث البعض بأن تصبح مصر مثل سوريا ورغبتهم في هدم الدولة. وفيما يخص فكرة وجود حزب سياسي للرئيس، أكد السيسي أنه لا يفكر بأي شكل من الأشكال في هذا الأمر، مشيرا إلي أن المدة المتبقية في فترة حكمه والمقدرة بعام ونصف العام غير كافية لتشكيل مثل هذا الحزب. تجهيز الشباب ونفي الرئيس أن يكون البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة شكلا من الأشكال غير المباشرة ليكون ظهيرا سياسيا للرئيس، قائلا: »الفكرة في البرنامج إعطاء فرصة لتجهيز الشباب وإعدادهم للعمل كمساعدين لأعضاء البرلمان. وناشد الرئيس جموع الشباب بأن يبقوا علي قلب رجل واحد، موضحا أنه لن يقدر أحد علي توجيه ضربات لمصر علي مدار خمس سنوات، إلا ان تخوفه هو من انقسام المصريين وعدا ذلك لا يهمه. وقال السيسي في رده علي تساؤلات الشباب إن الدولة في حاجة لعودة الجماهير إلي الملاعب ولكن بطريقة تقليدية، إلا أن أهل الشر يحاولون إجهاض أي تجربة جديدة. وأضاف الرئيس إنه ليس لديه أي غضاضة من النقد الموضوعي من أولاده من الشباب والباب مفتوح امام الجميع، مطالبا أن يكون النقد مبنيا علي المعرفة الدقيقة بالأمور وعدم ترديد أي كلام. ونفي السيسي تحرك الحكومة بصورة بطيئة، مؤكدا أنها تسير بنفس السرعة التي يسير عليها، موضحا أنه يحاول الجري بأقصي سرعة وكسر أي قيود، مشيرا الي انه لا سبيل سوي ذلك بعد ان شهدت السنوات الست الماضية حجما كبيرا من الاعاقة، وقال ان هذه السرعة ستمكن الدولة من إنشاء 1350 مشروعا قبل انتهاء ولايته منتصف عام 2018. وأكد الرئيس خطورة ما تواجهه مصر من حروب الجيلين الرابع والخامس، مشيرا الي اهمية التصدي بكل قوة لها. وشدد السيسي علي أهمية ان تتقدم البلاد بصورة سريعة حتي لا تتسع الفجوة مع الدول المتقدمة لدرجة كبيرة. وناشد الرئيس شباب الخريجين الالتحاق بسوق العمل حتي لو علي سبيل التطوع، حتي يكتسبوا الخبرات اللازمة ولا يجلسوا في منازلهم ، وأشار الي أن هناك برامج لوزارتي الاتصالات والدفاع للحصول علي الدورات التدريبية حتي تتيح للخريجين العمل في الداخل والخارج، مؤكدا أن الباب سيظل مفتوحا أمام صقل مهارات الشباب. وشدد الرئيس علي مبدأ استقلال القرار الوطني الذي ينبع من فكرة نضج السياسة المصرية القائمة علي التوازن والاعتدال والرشد. وأضاف السيسي أن القرار المصري الآن أصبح بيدنا وأنه بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعانيها إلا أننا مازلنا قادرين علي أن نقول لا ونستطيع العيش بكرامة. وكشف الرئيس عن إجراء دراسة لتغير نظام العمل داخل الدولاب الحكومي . فرصة للتفاعل وأعرب الرئيس عن سعادته بعقد المؤتمر الوطني الأول للشباب، وما أتاحه من فرصة للاستماع الي وجهات نظر الشباب تجاه مختلف القضايا والموضوعات والتعرف علي أفكارهم البناءة والتفاعل معهم، مشيراً إلي شعوره بالاطمئنان علي مستقبل مصر في ضوء ما لمسه من حماس ووطنية وعزيمة شبابها.. وأوضح الرئيس ان عاملي الأمن والاستقرار مهمان لعودة السياحة الأجنبية الي مصر، مشيرا الي ان ما تشهده بعض الدول العربية المجاورة من عدم استقرار يؤثر علي عملية عودة السائحين. وطالب بأن تكون حرية التعبير غير مدمرة لاقتصاد البلاد، وناشد الشباب الحاضرين بأن يحاولوا اقناع زملائهم بألا تؤثر حرية التعبير علي البلاد، وقال ان علي الطلاب ان يرفعوا من كفاءة الدولة عبر رفع كفاءتهم الشخصية، مشيرا الي ان تصنيف الجامعات المصرية أصبح متأخرا عن السنوات السابقة، وطالب بأن نهتم بتخريج خريجين أكفاء، حتي يعود الطلب عليهم بالداخل والخارج. وقال الرئيس ان ضرب السياحة بدأ منذ حرب يونيو 1967، بعد أن كنا مقصدا للعديد من الدول، لافتا الي انه منذ هذا التاريخ لم تشهد السياحة استقرارا لفترات طويلة، حيث إن البلاد تعرضت لضربات عديدة منها حادث الاقصر، مضيفا ان حادثي الطائرة الروسية والمصرية القادمة من فرنسا قد أثرا علي السياحة، التي اصبحت مستهدفة ، وان أي حادث كفيل بوقف السياحة لعام علي الاقل حتي مع بذل الجهود الترويجية اللازمة. وقال السيسي إن ما شهدته البلاد من عدم استقرار خلال الست سنوات الماضية كان بمثابة ميلاد لحالة صعبة، مشيرا الي اننا تحصلنا علي مكاسب كثيرة وكان أمامنا العديد من التحديات. وأضاف اننا قد عشنا لسنوات لم نشهد تداولا للسلطة، ولكن أصبح لدينا دستور طموح ساعد علي إجراء انتخابات برلمانية شفافة دون التدخل في مجرياتها. معلنا ترحيبه بالشراكة مع الشباب حتي يتحملوا المسئولية، وأضاف ان حجم التحديات يحتاج لأكثر من 4 سنوات حتي يتم التغلب عليها، لذلك فانه يسرع الخطي من اجل انجاز المشروعات الكبري علي ارض الواقع. وأكد الرئيس أن الدولة تعمل علي تأمين الثروة الحيوانية، مشيرا الي مشروعات الاستزراع السمكي الضخمة التي تطلقها الدولة حاليا، وأعلن انه سيتم انشاء مزارع لانتاج مليون رأس تقريبا خلال سنة ونصف من الآن، وأضاف ان هذه المشروعات تساهم في سد الفجوة الغذائية في اللحوم والاسماك، كما أنها توفر العديد من فرص العمل. القطاع الخاص وأكد السيسي علي رفضه لفكرة احياء شركات القطاع العام، مشيرا الي أن القطاع الخاص يحقق نجاحات كبيرة ويتفوق علي القطاع العام، ضاربا المثل بما حدث من تطوير لمصانع الاسمنت بعد أن أصبحت في حوزة القطاع الخاص وبعد أن شهدت خسائر كبيرة في ظل القطاع العام. وشدد الرئيس السيسي حرص الدولة علي بذل أقصي الجهود لتعيين المعاقين في مؤسساتها ، موضحا صعوبة استيعاب الأعداد الكبيرة من المعاقين اليها. وقال السيسي إن الثورة هي انعكاس للواقع، مشيرا الي أن حالة التردي التي عاشتها مصر قبل 6 سنوات جعلت الناس تلجأ للتغيير. وأضاف الرئيس : » في كل مكان فيكي يا مصر فيه مشكلة»، مشيرا إلي أن الدولة مدينة خلال الست سنوات الفائتة ب900 مليار جنيه لتلبية مطالب رواتب القطاع الحكومي، مشيرا الي أن خدمة الدين من 18 الي 20 مليار جنيه كل عام يتم دفعها . وناشد السيسي الشباب بان يكونوا علي قلب رجل واحد، وقال : لن يقدر أحد توجيه ضربات لمصر والنجاح في ذلك إذا كان كل المصريين علي قلب رجل واحد . وتابع الرئيس: »أنا بتكلم علشان أشكل حالة فهم حقيقي للواقع اللي احنا عايشين فيه»، مضيفا: »ما حدث في مصر خلال الست سنوات اللي فاتوا كان لهم تأثير صعب علي مصر لأننا في ظروف صعبة أوي». وأضاف الرئيس: »ما حدث خلال الست سنوات كان ميلاد الحالة صعبة، عشنا سنوات طويلة منعرفش حاجة اسمها تداول سلطة، انتم تحصلتم علي مكاسب..الانتخابات البرلمانية لم يتدخل أحد فيها..الدستور الموجود قوي ووجيه وطموح»، مضيفا: »زي ما ده تحقق، حدثت تحديات كبيرة معظمها بيصب في الموقف الاقتصادي». وقال الرئيس إن الباب مفتوح أمام الشباب علي مصراعيه مشيراً إلي أنه لا يحمل أي غضاضة تجاه أي نقد بناء يستند لمعلومات دقيقة. وأضاف الرئيس: »الباب مفتوح أمام الشباب ومكانش عمره مقفول، ومعنديش أي غضاضة ابدا من ولادي وهم بيتكلموا وينتقدوني، لكن بذكاء وعلم ومعرفة ومترددش كلام الآخرين».