امتدت أزمة الدولار لتهدد »مزاج» المدخنين، حيث أكدت الشركة الشرقية للدخان »ايسترن كومباني» انها تواجه صعوبات كبيرة في توفير احتياجاتها من العملة الأجنبية، وفتح اعتمادات بالبنوك لشراء المواد الخام، وأشارت إلي ان ذلك يهدد بتوقف الانتاج والبيع. جاء ذلك في بيان أرسلته إلي إدارة البورصة أمس، أوضحت فيه ان التكاليف الاستيرادية تبلغ نحو 30 مليون دولار شهريا، وهو ما يضع الشركة أمام وضع خطير للغاية، حيث أدي إلي انخفاض المخزون الاستراتيجي للخامات إلي أقل من 12 شهرا في نهاية سبتمبر الماضي، بعد ان كان 24 شهرا، كما ان مخزون الشركة الاستراتيجي من العملات الأجنبية قد نفد، وأشار البيان إلي ان شركة فيليب موريس توقفت عن سداد التزاماتها بالدولار منذ ابريل الماضي، وقد رفضت »الشرقية للدخان» تحصيل مستحقاتها بالجنيه خلال الربع الأول من العام الحالي لحاجتها الشديدة للعملة الصعبة. وتعتبر إيرادات الشركة من أكبر الدخل القومي لمصر خاصة مع تراجع السياحة، حيث تحصل الدولة علي حوالي 31 مليار جنيه سنويا من حصيلة الضرائب علي السجائر والمعسل ومنتجات التبغ الأخري. وبلغ صافي ربحها خلال العام المالي الماضي 1.4 مليار جنيه مقارنة ب1.3 مليار جنيه في العام الأسبق بارتفاع نسبته 12٪، ورغم ذلك تراجع سعر سهم الشركة في البورصة بنسبة 0.50٪. تسبب نقص السكر واختفاؤه في اشتعال اسعارالمشروبات الساخنة في المقاهي والكافيهات فارتفع سعر »كوباية» الشاي »مزاج المصريين المفضل» من جنيهن إلي اربعة واختفت بعض انواع الحلويات مثل »الفولية والسمسمية» من المحلات كما اختفت العصائر »الفريش» من بعض محلات العصائر ولجأت بعض المحلات إلي رفع اسعارها فوصل سعر »كوباية» المانجو إلي 8 جنيهات.. »الاخبار» قامت بجولة لرصد اسعار المشروبات والحلويات والعصائر. البداية كانت من محلات الحلويات التي تأثرت بشكل كبير بأزمة السكر فلجأت بعض المحلات إلي التوقف عن تصنيعها مثل »الفولية والسمسمية فيقول الحاج محمد جمال - صاحاب محل حلويات - ان سعر كيلو السكر من شهر كان باربعة جنيهات واربعين قرشا ثم ارتفع إلي 7 جنيهات اما الان لا أعرف سعره وان كان يتردد أنه وصل إلي 15 جنيها في السوق السوداء وقال معي رخصة وسجل تجاري حصل علي رخصة حلوي من عجين اي يعتمد علي 25% من السكر وانه كصاحب محل يلجأ إلي الطرق القانونية للحصول علي السكر ولكن لا يجد وبالتالي مع استمرار الأزمة سيلجأ إلي غلق المحل وتسريح العمالة الموجودة بها موضحا ان الفترة الحالية هي فترة الاعداد لتصنيع حلوي المولد النبوي الشريف مثل »السمسمية والفولية» مثل كل عام في هذا التوقيت ولكن لا يجد سكر. مؤكدا ان مفتشي التموين يتجهون إلي تحرير محاضر ضبطيات لأصحاب مخازن السكر الخاصة بالمصانع رغم انها مصروفة بطريقة قانونية ولكن يقولك »اشتكي في القسم». ويضيف جمال عابدين مدير مبيعات حلويات - ان السكر هو »روح الحلواني» وبالتالي مع استمرار ازمة السكر سيلجأ اصحابها إلي اغلاق المصانع وتسريح عمالها لانه لو اتجه إلي شراء سكر من السوق السوداء ويقوم برفع الاسعار سيقوم مفتشو التموين باغلاق المحلات وتحرير محاضر لاصحابها مؤكدا ان علي الدولة ان تتجه إلي توفير السكر في الفترة المقبلة وتوجيه ضربات لمحتكري السكر. وفي القهاوي والكافيهات هي الاخري رفعت الاسعار سعر »كوباية» الشاي من جنيهين إلي اربعة جنيهات اصحابها يبررون ذلك باختفاء السكر من الاسواق فيقول سعودي محمد - عامل - ان المقهي الذي يعمل به لا يجد اي سكر سواء في المحلات التجارية او الجمعيات ويلجأ إلي شراء السكر من منطقة امبابة ب 15 جنيها للكيلو مشيرا إلي ان البدائل المطروحة مثل العسل غالي للغاية ولن »يعجب الزبون» لان العسل يغير طعم الشاي موضحا ان الكل يعلم ان الازمة بسبب احتكار التجار للسكر و»تعطيش» السوق ولا بد من شن حملات متتالية من التموين والرقابة لضبط التجار المحتكرين وتقديمهم للعدالة. ويضيف ان »كوباية» الشاي ارتفعت ومعها باقي المشروبات الساخنة مثل »الينسون والنعناع والقهوة والحلبة والقرفة» ارتفعت جنيهين لكي نغطي تكاليف شراء السكر مؤكدا انهم لم يجدوا حلاً غير رفع الاسعار بدلا من اغلاق المقهي وتسريح العمال الذين يعملون به. و لم يختلف الحال في محلات العصائر والمشروبات » الفريش » فهي الاخري ارتفعت في بعض المحلات وتوقفت بعض المحلات عن تصنيعها فيقول أحمد فايد صاحب »معصرة» ان المعصرة لم تعد تقدم الا عصير القصب والبرتقال والرمان لانه لا يستخدم في صناعتها السكر مضيفا ان المنتجات الاضافية مثل المانجو والجوافة والموز باللبن لم يعد يصنعها لانه لا يوجد سكر سواء عند التجار الذي يتعامل معهم طوال العام او في السوق السوداء. ويضيف حاتم كامل انه كصاحب » معصرة» سعر »كوباية» المانجو قبل زيادة السكر كانت ب6 جنيهات وبعد الازمة ارتفعت إلي 8 جنيهات وعندما تم عرضها للزبون احتج وقام بمهاجمتنا ولم يشتر منا مرة اخري رغم ان الزبون كان يتعامل معنا منذ سنوات مؤكدا ان الحل حملات مكثفة علي محتكري السكر في كافة انحاء مصر.