من المؤكد أن حرب السادس من أكتوبر ستظل هي العلامة المضيئة الوحيدة في تاريخ العرب الحديث بعد سنوات من الهزيمة والانكسار عقب نكسة عام 1967 ونجاح الجيش المصري البطل عام 1973 في تحقيق نصر عظيم شهد به العالم و تمكنت القوات المسلحة من إذلال العدو الاسرائيلى والقضاء على مقولة الجيش الصهيونى الذى لا يقهر لتتمكن من اعادة هيبة العرب واستعادة كرامتهم وليرفرف العلم العربي في سماء المجتمع الدولى. وما أحوجنا اليوم الى أن نتذكر نجاح الجيش المصري والقيادة السياسية بعد النكسة فى علاج الأخطاء سريعا واصطفاف الشعب وراء قادته وتحمل ضريبة هذه النكسة من شظف الحياة وصعوبتها ونقص فى مختلف السلع والخدمات ليثبت قدرته على مواجهة مختلف التحديات وتم اعادة بناء قواتنا المسلحة وتنويع مصادر الأسلحة ليثبت الجيش خلال فترة حرب الاستنزاف قدرته على تسطير ملحمة بطولية وتوجيه ضربات مؤثرة أزهلت القوات الاسرائيلية ووقفت معظم الدول العربية الى جوار مصر ووجهت بعضها دعما عسكريا فيما وجه البعض الآخر دعما سياسيا ولوجستيا حتى تحقق النصر . ولا شك أنه عندما تمر ذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيدة تمر بخواطرنا جميعا الأوضاع المأساوية التى يعيشها عالمنا العربى اليوم ونتذكر على الفور كيف كان اصطفاف الجيوش العربية وطبعا فى طليعتها الجيش المصرى بقواته المسلحة الباسلة وقادتها العظام الذين خططوا لهذه المعركة التى مكنت العرب من استعادة كرامتهم وهويتهم من جديد بانتصارهم الوحيد على الكيان الصهيوني المغتصب يوم أن تجمع العرب على قلب رجل واحد وتوحدت كلمتهم وهدفهم وقرارهم فاستحقوافى جسدها واستطاعوا اشعال الفتن والقلاقل بين أطياف شعوبها وأشعلوا نار الحروب الطائفية والعرقية والدينية فيها وقسمت بعض دولها تحت مسمى ثورات الربيع العربى وأشعلت نار الارهاب فى ربوع العديد من أقطارها ليصبح الجسد العربى هزيلا مستباحا من الجميع . وما أحوجنا اليوم فى مصر الى الاستفادة من دروس هذه الملحمة التاريخية والى تذكر لحظات النصر والكرامة فى الذكرى ال43 لنصر أكتوبر والوقوف بقوة خلف القيادة السياسية وعدم الالتفات الى الشائعات التى تسعى للنيل من جيشنا العظيم وعلينا أن نتحمل بعض الصعاب التى نمر بها وفى مقدمتها ارتفاع الأسعار ونقص بعض الخدمات وأن نتذكر فترة ما بعد النكسة والحياة القاسية التى مر بها هذا الشعب الصبور البطل كما يجب علينا على المستوى العربى أن نعمل على وقف نزيف الحروب المستعرة فى سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها والتى فقدنا فيها مئات الآلاف من الأرواح بين قتيل ومصاب ومهاجر هائم على وجه يستجدى الحياة فى الدول الأوربية التى تغلق أبوابها فى وجوه أخوة لنا والتفكير فى احياء الأمل فى العودة الى طريق البناء والتنمية ونبذ الفرقة والخلاف والعمل على التوحد لعلاج ما أصاب الجسد العربي من أمراض أنهكته وشتته وأوشكت أن تقضى عليه.