من فوق قمتها تستطيع أن تشاهد بوضوح حدود أربع دول، مصر والسعودية والأردن وفلسطين المحتلة، حصن منيع يجسد عبقرية العسكرية المصرية علي مر العصور وقدرتها علي حماية الأمن القومي من الأخطار، إنها جزيرة فرعون التي تبعد 8 كم جنوبي طابا، وتتوسط قمة خليج العقبة وتضم واحدة من اهم القلاع وهي »قلعة صلاح الدين» التي تعتبر أهم الآثار الإسلامية في سيناء. أنشأ صلاح الدين الأيوبي القلعة التي تحمل اسمه علي جزيرة فرعون في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، لتأمين خليج العقبة ضد الغزوات الخارجية، وتأمين طريق الحج وطرق التجارة، وخاصة بعد محاولة أمير الكرك وألد أعداء صلاح الدين »ريجينالد» الاستيلاء علي مكة والمدينة، ورغم مرور القرون فقد بقيت الجزيرة والقلعة تتمتعان بأهمية كبيرة، وهو ما شجع وزارة الآثار علي السعي لتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي في »اليونسكو»، وقد انتهت الوزارة بالفعل من إعداد الملف المبدئي لتقديمه إلي »مركز التراث العالمي»، تمهيدا لتقديم الملف النهائي في فبراير من العام القادم. وكشفت د. ياسمين الشاذلي، المُشرف العام علي المنظمات الدولية ومسئول ملف التعاون الدولي بوزارة الآثار عن سفر فريق عمل مُتكامل من وزارة الآثار إلي»طابا» لعدة مرات آخرها إبريل الماضي، لإستكمال إعداد ملف الموقع الأثري لقلعتي »فرعون والجندي»، تمهيداً لتقديمة إلي »لجنة التراث العالمي» ب»اليونسكو»، لتسجيله ضمن قائمة التراث العالمي، تضمنت أعمال اللجنة دراسة البيانات التاريخية، والمعلومات الآثرية، ووصف الموقع والمناطق الملحقة به، واستكمال أعمال الرفع المساحي لتوقيعها علي خرائط GPS. د. خالد العناني وزير الآثار، أكد أن الوزارة تقوم حالياً بإعداد ثلاثة ملفات لمواقع أثرية هامة، تمهيداً لرفعها وإدراجها ضمن» قائمة التراث العالمي »بمنظمة اليونسكو»، وهي: »مدينة الإسكندرية القديمة»، و»المعابد البطلمية»، وقلعتي »فرعون» و»الجندي» بسيناء ب»جزيرة فرعون» ب»طابا»، وقال الوزير: أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص الوزارة لتسجيل أكبر عدد ممكن من الآثار المصرية علي قوائم» التراث العالمي»، وكذلك البلوغ بها لأعلي مستويات الحماية، وتأهيلها بما يتناسب مع أهميتها وتفردها علي مستوي العالم، مشيرا إلي أن هناك 7 مواقع مصرية فقط مُسجلة ضمن القائمة الرئيسية للتراث، منها 6 مواقع ثقافية »آثار»، وموقع واحد للتراث الطبيعي هو »وادي الحيتان»، وكان آخر موقع تم تسجيله بالقائمة في عام 1979.