لسنوات طويلة كانت السواقي رمزا لمحافظة الفيوم، ووسيلة لجذب السائحين الذين يزورونها، لكن هذه السواقي التي يعود تاريخها إلي أكثر من 2500 سنة تعرضت للإهمال، فضاع بريقها، وتلاشي صوت هديرها.. لكن يبدو أن عام 2017 سيحمل بشري سارة لسواقي الفيوم، بعدما تولي جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة تطوير ميدان السواقي، وهو ما سيعيد لسواقي الفيوم سمعتها السياحية، ويخرجها عن صمتها. ويقول محمد سيد باحث أثري إن تاريخ سواقي الهدير يرجع إلي أكثر من 2500 سنة وتحديدًا في العهد البطلمي الذي شهد اتجاه المصري القديم إلي الزراعة في تلك المساحة ذات الطبيعة الخاصة فابتكر تلك الطريقة الهندسية الفريدة لري المساحات الشاسعة من الأراضي التي تنحدر من الجنوب علي ارتفاع يزيد علي 26 مترا فوق سطح البحر، ولعب انحدار الأرض دورًا كبيرًا في صناعة شلالات طبيعية من المياة مختلفة الارتفاعات في أجزاء كثيرة من بحر يوسف الذي يعد المصدر الرئيسي للمياه في الفيوم. ويضيف إنه علي مدار عقود من الزمان اكتسبت الفيوم شهرة عريضة من سواقي الهدير فغني لها المطربون ونظمت إليها العديد من الرحلات وتحولت إلي مزار سياحي، وكانت قبلة للسائحين، حيث يوجد في الفيوم نحو 200 ساقية منتشرة في الحقول علي المجاري المائية في مواقع الهدارات ولا يوجد هذا النوع من السواقي في مصر إلا في الفيوم، وتحولت السواقي مؤخرا إلي أطلال بسبب الإهمال بعد أن ظلت لعقود مصدرا للجمال والبهجة، وما زاد الطين بلة أن حرفة صناعة السواقي الخشبية في طريقها للانقراض فلم يتبق من صناعها سوي ورشة صغيرة لا تجد من يدعمها أو يحافظ علي ذلك التراث المهدد بالاندثار، حتي بدأت القوات المسلحة مؤخرًا في تطويرها لإعادتها إلي سابق عهدها مرة أخري. من جانبه يشير السيد إبراهيم موسي رئيس مركز ومدينة الفيوم إلي أنه تم اسناد عملية تطوير ميدان السواقي لجهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة والتي بدأت عمليات التطوير في الميدان الذي يبدأ من بداية قصر ثقافة الفيوم مرورا بميدان السواقي وحتي الحديقة العامة بمنشأة لطف الله متوقعا ان تصل تكلفة التطوير إلي نحو 20 مليون جنيه، بالإضافة إلي تطوير أي أجزاء معيبة في الشوارع التي تقابل عمليات التطوير ورفع كفاءتها. ويضيف ان الميدان بعد الانتهاء من تطويره سيكون تحفة معمارية عقب اضافة شلالات له وإقامة بازارات ومحال تجارية لعرض تراث الفيوم من الخزف والأواني ومنتجات الجريد، وبه موقف لانتظار السيارات وشاشة عملاقة لعرض معالم الفيوم السياحية والأثرية، مؤكدا ان ميدان السواقي سيعود كما كان في السابق مزارا سياحيا تقصده كافة الوفود السياحية داخليا وخارجيا، متوقعا ان يتم الانتهاء من أعمال التطوير واستلام الميدان لافتتاحه بداية يناير من العام الجديد.