إذا رأيت الجمال الخلاب, والحياة الطبيعية الفريدة التي لم يمسسها بشر إلي جوار من التاريخ المصري الفرعوني والروماني والإسلامي, فأنت بالتأكيد في جنة حقيقية اسمها محمية علبة أو جبل علبة, هذه المحمية التي توجد في منطقة حلايب تعد من أهم وأكبر المحميات الطبيعية المصرية حيث تبلغ مساحتها ما يزيد علي 35 ألف كم مربع. ويقول أشرف حسين مدير المحمية انها تحتوي علي العديد من الموارد الطبيعية والبشرية والثقافية ما بين حياة برية ونباتات طبية واقتصادية وقبائل محلية وثقافات واثار فرعونية ورسومات قديمة بالإضافة إلي الثروات الجيولوجية والمعدنية والموارد المائية من آبار وعيون للمياه العذبة كما يثريها البحر الأحمر بثروات بحرية كبيرة. ويضيف مدير المحمية ان المحمية تتكون من ثلاثة قطاعات منها منطقة »أبرق» وتتميز بأهمية تاريخية حيث تضم آثارا من عصور فرعونية ورومانية وإسلامية, كما تضم العديد من الوديان التي تحوي الكثير من النباتات الطبية, وتمثل كذلك موطنا لحيوانات برية كثيرة منها الغزال والوبر. ويتركز بمنطقة ابرق الكثير من السكان المحليين من قبائل العبابدة ويتجمع أغلبهم في مناطق العرقة وابرق وخصوصا في قرية ابرق بجوار جبال ابرق حيث بعض العيون والآبار العذبة مما يعطي المنطقة تراثا سكانيا كمورد من موارد المحمية. وفي منطقة علبة مجموعة من السلاسل الجبلية المواجهة للساحل الشرقي للبحر الأحمر وفي مواجهة تيارات الهواء والسحب المحملة بالرطوبة والتي تساعد علي نمو نحو 350 نوعا نباتيا, مكونة لوحات خضراء فوق منحدرات وقمم جبل علبة كما تنمو بالمنطقة غابات المانجروف الساحلية وهو ما يجعل لنباتات المحمية أهمية اقتصادية كبيرة ويرجع ذلك إلي التنوع النباتي الهائل التي تحويه جبال ووديان الصحراء الشرقية. ويقيم في محمية علبة ثلاث قبائل هي البشارية والعبابدة والرشايدة ويتخذ سكان المحمية بعض الحرف التي تناسب بيئتهم ومواردها الموجودة ومن أهم تلك الحرف الرعي والصيد بالإضافة إلي بعض الصناعات الحرفية الصغيرة التي تسهم في تنشيط السوق التجاري الدولي بمدينة الشلاتين داخل المحمية والذي اختص بالتجارة عبر الحدود بين مصر والسودان.