أعلنت إسرائيل عن وفاة الإرهابي شيمون بيريز، في تل أبيب عن عمر يناهز 93 عاما بعد إصابته بسكتة دماغية قبل نحو أسبوعين. اشتهر شيمون بيريز بقدرته علي التفاوض والنفس الطويل في تحقيق المصالح الإسرائيلية العليا بالطرق الدبلوماسية أحيانا وبالعسكرية أحيانا أخري، وكان دائم التفكير في حاضر ومستقبل إسرائيل، وهو الأمر الذي جعل الصهاينة يبكونه بحرقة بعد موته. وانتشر خبر وفاة الإرهابي شيمون بيريز علي مواقع التواصل الاجتماعي كما تنتشر النار في الهشيم، وكانت وفاته فرصة لأن يستعرض رواد الإنترنت ما فعله رئيس الكيان الصهيوني من مذابح وجرائم بحق الفلسطينيين والعرب، خاصة أن جنازته تزامنت مع ذكري استشهاد محمد الدرة. لم يترك الشباب العرب علي مواقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك» و»تويتر» وفاة السفاح تمر إلا وفضحوا جرائمه التي ارتكبها علي مدار حياته وذكّروا العالم بإرهابي فعل كل شيء لبث الرعب في نفوس بريئة لا ذنب لها سوي الدفاع عن أرضها ووجودها ورغبتها في الحياة بسلام. »#شمعون_بيريز #وفاة_شيمون_بيريز #هلاك_الرئيس_الإسرائيلي»، وغيرها من الهاشتاجات التي عبر من خلالها رواد التواصل الاجتماعي عما يحملونه من كراهية لرجل لا يستحق إلا الكراهية. قدم المغرِّدون قائمة طويلة بالجرائم التي ارتكبها السفاح الذي يعدُّ عراب المشروع النووي الإسرائيلي ومؤسس الاستيطان في الضفة الغربية، كما أنه جزار مذبحة قانا التي قُتِل فيها عشرات النساء والأطفال. غادر بيريز الحياة بعد أن ترك سجلا حافلا من المجازر والمذابح ضد العرب والفلسطينيين خلال فترة عمله الممتدة سواء في عصابات »الهاجاناه» أو في وزارة الخارجية الإسرائيلية أو من خلال رئاسة الوزراء التي تولاها مرتين ركز خلالهما علي تسليح العصابات اليهودية المتطرفة. بيريز القاتل المحترف في الصراع العربي الإسرائلي لم يفوِّت فرصة واحدة لسحق الفلسطينيين وهو ما تسبب في أن تحمل له الشعوب العربية في صدورها كراهية مطلقة. ولبيريز قائمة طويلة من الجرائم التي عمد فيها إلي إبادة الفلسطينيين خلال خدمته في حركة »الهاجاناه» المتطرفة، كما شارك في مجازر ضد الفلسطينيين في الفترة من عام 1948 - 1952 ولا ننسي أنه مهندس العدوان الثلاثي علي مصر سنة 1956 وصاحب الدور البارز في جمع السلاح لدعم العصابات اليهودية في خمسينيات القرن الماضي. تم تكليفه عقب تعيينه في وزارة الخارجية بجمع السلاح والعتاد للعصابات اليهودية، وقاد عملية »عناقيد الغضب» التي استهدفت لبنان عام 1996 وأمر باستهداف ملجأ للأمم المتحدة في قانا ما أدي لمقتل مئات النساء والأطفال. أشرف بنفسه علي مذابح القمع ضد الفلسطينيين خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولي، وتورط في مذبحة مخيم جنين والياسمينة في مدينة نابلس القديمة، ووجه بارتكاب مجزرة إبادة ضد أهالي قطاع غزة خلال حرب 2008 . ودع العالم أحد السفاحين، الذي جعل من الشرق الأوسط منطقة للقتل والحقد بحق المدنيين الأبرياء، حتي صار منظومة فكر ونسق من القيم المعادية للبشرية، جمع بين مكر الشيطان، ولدغة العقرب، وجرائم النازيين »السوداء». يُعرف شمعون بيريز بأنه مهندس البرنامج النووي الإسرائيلي، لكنه اكتسب شهرته الدولية بعد اتفاقية أوسلو، التي وقعتها إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية عقب سلسلة من المفاوضات السرية شهدتها العاصمة النرويجية أوسلو عام 1993 ومن مفارقات القدر العبثية، أن القاتل الدموي الذي لا يعرف إلا سحق الحياة أمام الفلسطينيين بلا رحمة حصل علي جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات. السجل الدموي للإرهابي »بيريز» لا يقف عند مذابح »قانا» بل يمتد قبل هذا التاريخ وبعده، عشرات الجرائم الدموية التي ارتكبها أو خطط لها، وحسب أحد مساعدي شارون، فقد كان بيريز الذي أبلغ وحدة المظليين 101 التي كان يقودها شارون، بأن المستوي السياسي قد أعطي الضوء الأخضر لتأديب سكان القري الفلسطينية في الضفة الغربية، وبالتالي قام شارون علي رأس الوحدة بتنفيذ مجزرة »قبية» عام 1954 التي راح ضحيتها العشرات من الأطفال والشيوخ والأطفال الفلسطينيين علي أيدي قوات شارون..محاولة ارتداء الإرهابي ثوب حمامة السلام كشفها تاريخه الدموي وسجله الحافل بالمذابح والقتل، بينما مهارته في التلوُّن كحرباء لم تستطع إخفاء الحقيقة الواضحة ولم تغطِ علي الدماء التي سفكها بحق أبرياء فلسطينيين لا ذنب لهم إلا أنهم يواجهون رجلا بلا قلب ويمتلك شهوة القتل..اعترف بيريز في حياته بخطة عملية »قادش» أو »الهجوم علي سيناء»، 1956 للتمهيد للعدوان الثلاثي علي مصر وقام بإقناع ديفيد بن جوريون، رئيس وزراء إسرائيل ووزير الدفاع آنذاك، بتوقيع الخطة ثم قام بيريز بالتوقيع علي وثيقة الخطة بتاريخ 24 أكتوبر 1956 أي قبل الحرب بستة أيام، وبدأت الحرب بعملية إسقاط للقوات الإسرائيلية علي ممر متلا علي بعد 60 كم من قناة السويس. وكانت الخطة قد رُسِمت في اليوم الثالث والأخير مما عرف فيما بعد بمؤتمر »سيفرس» نسبة إلي اسم الفيلا التي تم فيها الاجتماع في إحدي ضواحي باريس، حيث اجتمع ممثلون من فرنسا وإنجلترا وإسرائيل للتخطيط سرا للحرب.