100 جنيه هو المبلغ الذي حصل عليه حسين أبو حجاج في أول دور له في السينما من خلال فيلم »صعيدي في الجامعة الأمريكية».. و100 ألف جنيه أكبر أجر حصل عليه عن دوره في آخر أجزاء مسلسل »الكبير أوي».. 17 عاما هي رحلة أبو حجاج في التمثيل لم يتوقف فيها عن قبول كل ما يعرض عليه من أدوار باستثناء دور الفتي الرومانسي الذي رفض تجسيده وندم علي قراره بعد فوات الأوان.. في هذا الحوار ل »آخر ساعة» يعترف العملاق بأنه لم يكن يحلم يوما بالعمل في السينما، ويكشف عن كواليس » الكبير أوي» ويتحدث عن أحدث أعماله، ويطالب بوضع حد لمعاناة الكومبارس. دخلت الفن في سن متأخرة.. لماذا؟ - لم أحلم يوما بالتمثيل.. إلا أن القدر اختار لورشة تصليح الكاوتش التي أمتلكها أن تكون بجوار قصر ثقافة بني مزار بالمنيا، وهو ما جعل المخرج عصام الفولي يشاهدني ويختارني عام 1999 وبعد أن تجاوزت ال45 عاما لأقدم معه فوازير رمضان بالقناة السابعة والتي جسدت من خلالها أدوار: الجزار والميكانيكي والمعلم. ومن بني مزار للسينما!؟ - التقيت بالفنان هاني رمزي (بلدياتي) وقالي فور رؤيته لي إنني »كاراكتر» جيد وتنبأ لي بالشهرة بعد أول ظهور..وبالفعل شاركت معه في فيلم »صعيدي في الجامعة الأمريكية» وأديت مشهدا مميزا، ومن بعده فيلم »الحب الأول» ثم »فرقة البنات» و»صعيدي رايح جاي» وغيرها من الأفلام. كم عملاً حتي الآن؟ - أكثر من 40.. 30 فيلما وخمسة مسلسلات فضلا عن البرامج والمسرحيات وال»سيت كوم». وماذا عن آخر أعمالك؟ - »كلب بلدي» الذي يعرض حاليا، وفيلم »كيت» بطولة أحمد بدير المنتظر عرضه قريبا، بالإضافة لفيلم »القرموطي مع داعش» المنتظر عرضه في رأس السنة مع الفنان أحمد آدم، ومنذ أيام قليلة وقعت عقد مسلسل سيت كوم اسمه »البيت مش بيتك» أجسد فيه شخصية »خُط الصعيد» يبدأ تصويره بعد أسبوع بمشاركة مجموعة من الشباب الصغار والمنتج باسم أبو إسماعيل والمخرج جمال عدس. حقق مسلسل »الكبير أوي» نسبة مشاهدة عالية.. حدثنا عن الكواليس التي لم نشاهدها؟ - أعتبره أفضل أعمالي، اختارني المخرج إسلام خيري مع فريق العمل في الجزء الأول، وتعرفت فيه علي الفنان أحمد مكي الذي وجدته بسيطا و»حبوب»، يستقبلني يوميا بالأحضان، وأول يوم تصوير للجزء الرابع من مسلسل الكبير كنت أجسد دور أردش والد أشرف الذي يعيش في الجبل ليحارب الأعداء وفور رؤيته لي قال لي »أنت وشك حلو علي بشكل غريب، وأنا بموت فيك» إضافة لتشجيع لمخرج أحمد الجندي للممثلين وعدم إجبارنا علي الالتزام بالنص المكتوب إذا اقترحنا بديلا أفضل. هل نستطيع القول إن مكي استكمل مشوار رمزي معك؟ - رمزي أدخلني المجال، ومكي أوصلني للشهرة. فالناس في الشارع ينادوني ب »أشرف» اسم الشخصية التي جسدتها بهذا العمل. ارتفعت أجور النجوم بشكل كبير في الآونة الأخيرة.. ماذا عنك؟ - أجورنا ليست ثابتة لأننا ليس لنا الحق في الحصول علي أجر من التليفزيون فنحن لسنا من خريجي معهد التمثيل ولا أعضاء بالنقابة وأعترف أن الأمر إهمال مني فلم أحاول الحصول علي التصاريح اللازمة لدخول النقابة لأنني في الحقيقة لم أتوقع أن أكمل مشواري في هذه المهنة. وهل يختلف الأجر بين خريجي المعهد ومن لم يدخلوه؟ - خريجو المعهد وأعضاء النقابة ممن يعملون بالتليفزيون تتحكم النقابة في أجورهم التلقائية التي يحصلون عليها وترتفع كل فترة، أما بالنسبة لنا فتكون القصة اجتهادية بين الإنتاج والممثل. في رأيك.. لماذا يحصل الكبار علي الملايين والصغار علي الملاليم؟ - بالطبع كل فريق العمل مكمل لبعضه فهي حلقة واحدة، وكل منا يرتضي بالأجر الذي يحصل عليه فيقول الله تعالي: »ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات». كم كان أجرك في أول أدوارك مقارنة بما تحصل عليه الآن؟ - 100 جنيه هو كل ما حصلت عليه عن دوري في فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية أعطيتها لل»ريجيسير» لكي يعاود الاتصال بي في أدوار أخري، وأعلي أجر حصلت عليه كان في مسلسل الكبير 100 ألف جنيه في آخر جزء وصلت لها تدريجيا مع توالي الأجزاء، ويومي في السينما حاليا ينحصر بين 4 أو 5 آلاف جنيه أحصل عليها بالخناق. لماذا لم تفكر في الخروج من دور الشرير والرجل العملاق؟ - عرض علي المخرج مجدي الهواري في فيلم 55 إسعاف أن أمثل دورا رومانسيا، ولكني لم أجد نفسي فيه، وظل يحاول إقناعي فترة طويلة ولكنني رفضت فمشكلتي أنني أعيش في مجتمع صعيدي لن يتقبلني بهذه الصورة، وندمت بعد ذلك لأنني لم أحصل علي الدور لأنه كان سيغير من قالب الشخصية الشريرة التي أدخلت نفسي فيها. حدثنا عن معاناة الكومبارس؟ - تختلف أجور الكومبارس، فأعلي أجر للواحد منهم 500 جنيه ومنهم من يحصل علي 100 جنيه ومن يؤدي دوره في مقابل وجبة، فعلي سبيل المثال إذا تحدثنا عن حسن أبو شنب فأجره 150 جنيها في اليوم وأنا أعيب عليه أنه يرضي بهذا، وقد اشتركنا سويا في إعلان حصلت علي أجر 5000 جنيه بينما حصل هو علي 1000 فقط. هل تركت العمل في ورشتك؟ - بالطبع لا.. فهي مهنتي الأساسية، وأشتغل بيدي مع الشباب، ولم يأخذني التمثيل منها مطلقا. من يعجبك من الممثلين القدامي؟ - أعشق فريد شوقي ومحمود المليجي وتوفيق الدقن وأحمد رمزي وصلاح ذو الفقار وكل فناني الزمن الجميل ومن حظي أنني عملت مع نور الشريف رحمه الله في مسلسل الرجل الآخر. ما الفرق بين السينما قديما والآن من وجهة نظرك ؟ - السينما قديما كانت تقدم قصة جيدة وموعظة حسنة أما الآن فلا نجد في العمل سوي البلطجة والأشياء السيئة، وعموما الذوق العام أصبح سيئا فإذا قدمنا شيئا كالأفلام القديمة في الوقت الحالي لن يقبل علي مشاهدتها أحد، فالسينما مرآة لما يحدث في الشارع. هل تشاهد السينما كثيرا؟ - يبتسم.. منذ أن بدأت العمل في السينما لا أذهب إليها إلا في العروض الخاصة للأفلام التي أشارك فيها فقط، فقد أبعدني التمثيل عن مشاهدة السينما. إذا قمت بدور رومانسي من الفنانة التي تحب أن تشاركها العمل؟ - يضحك: لا أصلح لأن أقدم دورا رومانسيا سوي أمام الفنانة ماري منيب، ولكنني أحب مشاهدة الفنانة شويكار وميرفت أمين وصباح وليلي علوي وشمس البارودي وغيرهن الكثيرات. ما هي المشروعات التي تحلم بتنفيذها الفترة القادمة؟ - أتمني أن أقدم عملا للأطفال. هل حلمت بالبطولة المطلقة؟ - لا يوجد ممثل لا يحلم بالبطولة المطلقة ولكني إنسان واقعي، فمن سيغامر بمنحي دور بطولة وعمري تخطي الستين عاما. ما رأيك في مسرح مصر؟ - شباب مجتهدون، وأنصح كل الشباب بأن يحذو حذوهم، ويبدأوا ليجدوا النجاح الذي حصلوا عليه. هل تفكر في الانضمام إليهم؟ - لا أحد يرفض العمل مع الناجحين وإذا استعانوا بي لأشاركهم ولو في مشهد بالطبع سأقبل. هل اشتغلت كدوبلير من قبل؟ - لا. لماذا؟ - لا يوجد أحد في مثل حجمي، فالكثيرون يقولون لي إن شكلي فريد من نوعه. كم شخصاً ضربته ومن ضربك؟ - المفترض أنني أخيف الجميع فيما عدا دوري الوحيد أمام الفنان أحمد السقا في فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية فهو الوحيد الذي أخافني.