يبدو أن المنافسة في مجال البناء الحديث لن تكون فقط في رفاهية تلك الأبنية وما تضمه من وسائل للراحة والأمان، لكن المنافسة ستكون أيضا في مدي ذكاء تلك الأبنية.. فالذكاء المقصود هنا يتضمن قدرة تلك الأبنية علي تحقيق متطلبات مستخدميها من وسائل الرفاهية والتقنيات الحديثة، لكنها أيضا في الوقت ذاته تحقق معايير الحفاظ علي البيئة. المشاركون في مؤتمر ومعرض المدن الذكية 2016، والذي يقام تحت رعاية وزارة البيئة أكدوا أن المباني الخضراء هي مدخل للتنمية المستدامة للمجتمعات العمرانية، حيث تعد مباني عالية الجودة وذات عمر افتراضي أطول وتكاليف صيانة أقل رغم ارتفاع تكلفتها نسبيا، وقد بدأت تكلفة انشائها تقل تدريجيا حتي أصبحت متقاربة مع تكلفة المباني التقليدية. وتتميز بأنها تؤدي إلي تقليل مصروفات تشغيل المباني من خلال ترشيد استهلاك الطاقة والاعتماد علي أساليب ترشيد ومعالجة وتدوير المياه، وتقليل المخاطر البيئية الناتجة عن الانبعاث الحراري والتلوث. وتقول د. مني كمال رئيس قطاع نوعية البيئة ان الوزارة تولي اهتماما خاصا بمفهوم المدن الذكية والذي يرتبط مع أهداف ومقومات مفهوم المدن الخضراء والتي تحقق مزايا بينية من خلال الاتجاه إلي تقليل استهلاك الطاقة باستخدام الأنظمة الذكية والاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة كبديل لمصادر الطاقة الحالية ومحطات مراقبة التلوث.وتشير د. مني إلي ان المدن الذكية هي مدن خضراء متكاملة تعتمد بقدر أكبر علي الموارد والمواد المتوافرة في البيئة المحيطة حيث ان العمارة الخضراء تقوم علي تصميم المباني بأسلوب يراعي البيئة وتهتم بالحد من الأنشطة الملوثة والانبعاث الحراري الناتج عن المباني وتعتمد علي استخدام الطاقة المتجددة.وأوضحت د. مني ان مشروع استدامة النقل التابع لوزارة البيئة والذي يهتم بشكل أساسي بمبدأ الحد من استخدام المركبات والتوجه نحو استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة ومنها الدراجات والاعتماد علي وسائل النقل الجماعي والمشي للحد من الانبعاثات الناتجة عن قطاع النقل والتي تساهم بشكل أو بآخر في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري.وهناك العديد من المشروعات في مصر التي تعتمد علي الأبنية الخضراء، سواء في القاهرة أو بعدد من المناطق السياحية، كما ينتظر أن تكون معظم مباني العاصمة الإدارية الجديدة من المباني الخضراء.. والذكية.