توقيع اتفاقيات ثنائية في عدة مجالات.. وإنشاء منطقة صناعية بين البلدين السفير السوداني: حريصون علي حقوق مصر المائية تنطلق اليوم أعمال اللجنة العليا المصرية السودانية المشتركة برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس السوداني عمر البشير، حيث تعقد اللجنة للمرة الأولي علي مستوي رئيسي البلدين بعد أن كانت تعقد علي مستوي رئيس الوزراء، كما أنها تأتي بعد انقطاع استمر ل 5 سنوات بسبب الأحداث التي شهدتها المنطقة. وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن اللجنة تبدأ أعمالها علي مستوي كبار المسئولين اليوم وغدا، ثم المستوي الوزاري بعد غد ويليه اجتماع اللجنة علي مستوي القمة الأربعاء القادم. وأضاف أن اللجنة العليا بين مصر والسودان تتكون من عدد من اللجان القطاعية التي تشمل: القطاع السياسي والأمني والقنصلي برئاسة وزيري الخارجية، والقطاع العسكري برئاسة وزيري الدفاع، والقطاع الاقتصادي والمالي برئاسة وزير التجارة والصناعة من مصر ووزير المالية من السودان، وقطاع النقل برئاسة وزيري النقل، وقطاع التعليم والثقافة برئاسة وزيري التعليم العالي، وقطاع الخدمات برئاسة وزيري الصحة، وقطاع الزراعة والموارد المائية والري برئاسة وزيري الزراعة. أضاف أبو زيد ان انعقاد اللجنة العليا هذا العام يأتي متزامنا مع احتفالات مصر بانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، ويعكس حرص الجانبين علي تطوير وترسيخ المصالح المشتركة بين شعبي وادي النيل، والعلاقات الثنائية الوطيدة، من خلال تطوير العلاقات التجارية وزيادة الربط البري بين البلدين، حيث تتزامن الاجتماعات مع بدء التشغيل التجريبي لمنفذ أرقين الحدودي الخميس الماضي، والذي من المتوقع أن يؤدي إلي زيادة ملموسة في حجم التبادل التجاري بين البلدين، كما يعد إضافة مهمة في إطار استكمال الربط البري بين الدول الأفريقية من خلال مشروع »القاهرة كيب تاون»، بما يعزز الانسياب السلعي من مصر إلي السودان وإثيوبيا وسائر أرجاء القارة، بالإضافة إلي أن تلك التطورات تعد تعزيزا لجهود التعاون الثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا، وهو ما تم الاتفاق عليه بين قادة الدول الثلاث في فبراير الماضي بشرم الشيخ علي هامش منتدي الاستثمار في أفريقيا. وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن اللجنة ستشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين مصر والسودان بهدف تكثيف التعاون القائم بين البلدين. ومن جانبه أكد السفير عبدالمحمود عبدالحليم سفير السودان بالقاهرة أن اللجنة تضم 7 قطاعات ما بين قطاعات تجارية وزراعية واتصالات وتعليم عالي ونقل بالاضافة الي الملفات الامنية والعسكرية والتي تتعلق بقضايا الهجرة غير الشرعية وتعزيز التعاون الأمني المشترك علي الحدود لضبط عصابات الهجرة والسلاح، وتنبثق عن القطاعات السبعة 30 لجنة عمل مشتركة. وأوضح السفير ان القمة الثنائية من المقرر ان تبحث عددا من الملفات الاقليمية والدولية وسيكون للملف الليبي النصيب الاكبر من المباحثات لتنسيق المواقف والرؤي بين القيادتين خاصة ان هناك توافقا علي رفض التدخل الاجنبي في الشأن الليبي والذي من شأنه ان يضر بمصالح البلدين الامنية كما ان القاهرةوالخرطوم اعلنا تأييدهما لحكومة فائز السراج وضرورة دعم الجيش الوطني ، وهناك مساع مصرية - سودانية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبين لخلق مناخ اكثر ملائمة للوصول لحل توافقي . وأكد أنه من المقرر استعراض وثيقة لتعزيز التعاون الاستراتيجي المشترك بين مصر والسودان فيما يتعلق بملف الامن الغذائي والاستثمار الزراعي ومشروع اللحوم الاستراتيجي بين البلدين ، بالاضافة الي التركيز علي تطوير قطاعات النقل المشترك خاصة النهري ، بعد افتتاح معبر أرقين البري بين الذي وصفه بالهدية للشعبين المصري والسوداني بشكل خاص والقارة الافريقية عامة. وأضاف أن عقد اللجنة المشتركة بين البلدين ومشاركة الرئيس البشير في احتفالات أكتوبر وتكريمه كأحد ابطال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر يأتي ردا علي المشككين في العلاقات المصرية السودانية ، موضحا ان الرئيسين تقابلا اكثر من 16 مرة منذ تولي الرئيس السيسي الحكم في مناسبات عديدة ، وهناك اصرار من الجانبين علي تخطي وتطوير المرحلة الحالية ودفع العلاقات الي الامام حتي يشعر المواطن بنتائج العمل الاقتصادي والتجاري المشترك والتحول من مرحلة الشعارات الي المصالح الحقيقية. وفيما يتعلق بسد النهضة قال السفير عبد المحمود ان السودان ليس محايدا ولا منحازا ولديه مصالحة كباقي الدول، ولكن الخرطوم تؤمن بضرورة ان يكون النهر ساحة تعاون مشترك بين مصر والسودان واثيوبيا ايضا ، وقال السفير » لولا السودان لما وصلنا الي تعاون بين الطرفين ولما تم توقيع العقود الفنية للسد».. وحول ما تردد حول خلافات القاهرةوالخرطوم التي ادت الي استغراق أكثر من عامين بهدف الوصول الي المرحلة الحالية من توقيع العقود الفنية للسد، قال السفير السوداني: ان وسائل الاعلام غير المنضبطة علي حد وصفه هي من ساهمت في نقل الصورة بشكل غير واضح وتسببت في حالة ارباك وقع بها المفاوضون ، مؤكدا ان السودان كان ولا يزال حريص علي حقوق مصر المائية، وأضاف: ان وسائل الاعلام الممولة هي من حاولت ان تستغل ايضا قرار الحكومة السودانية بوقف استيراد الفواكه المصرية بهدف الصيد في الماء العكر ،بينما في حقيقة الامر كان القرار فنيا واحترازيا وجاء بالتنسيق مع الجانب المصري .