في تحدٍ جديد لواشنطن, أكدت روسيا أمس استمرار عملياتها العسكرية في سوريا رافضة بيانا أصدرته الولاياتالمتحدة عن الصراع هناك ووصفته بأنه غير مفيد وطائش. جاء ذلك ردا علي دعوة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لموسكو لوقف تحليق جميع طائراتها فوق مناطق الصراع في سوريا بما في ذلك حلب. يأتي ذلك بينما يمر اليوم عام علي أول عملية عسكرية واسعة تشنها روسيا خارج حدودها منذ انسحاب القوات السوفيتية من افغانستان في 1989, دعما للرئيس السوري بشار الأسد. وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف: إن القوات الجوية الروسية ستواصل دعم القوات السورية وإن ما وصفها »بالحرب علي الإرهاب» ستستمر. ودعا واشنطن إلي تنفيذ وعدها بالتمييز بين مسلحي الفصائل السورية المعتدلة و»الإرهابيين» ووصف البيان الأمريكي الأخير بشأن سوريا بأنه طائش وغير مفيد. وكان بيسكوف يشير إلي بيان أصدره المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي أمس الأول قال فيه إن روسيا لها مصلحة في وقف العنف في سوريا لأن المتطرفين يمكن أن يستغلوا الفراغ هناك ويشنوا هجمات »علي المصالح الروسية وربما المدن الروسية». وعلي الرغم من تصاعد التوتر بين الولاياتالمتحدةوروسيا قال بيسكوف: إن موسكو لا تزال مهتمة بالتعاون مع واشنطن لمحاولة حل الأزمة السورية.. ونقلت وكالة أنباء »تاس» عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قوله: إن موسكو تعتبر التصريحات الأمريكية بشأن سوريا »دعما للإرهاب».وأضاف أن موسكو تؤيد هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في حلب, مؤكدا في الوقت نفسه رفضها الفكرة التي طرحتها الولاياتالمتحدة بتطبيق وقف إطلاق النار في سوريا لمدة سبعة أيام. كما اعتبرت الخارجية الروسية أن »الفشل الأمريكي» في فصل الفصائل السورية المعتدلة عن التنظيمات المتشددة عرقل التوصل لاتفاق بشأن سوريا. وكانت واشنطن قد هددت موسكو بقطع التنسيق معها بشكل كامل في سوريا, بعد حملة القصف العنيف جدا التي تشنها القوات الروسية والسورية علي حلب والتي أسفرت عن مئات الضحايا بعد انهيار الهدنة. كما قال مسئولون أمريكيون إن إدارة الرئيس باراك أوباما, بدأت تبحث اتخاذ »رد أقوي» إزاء هجوم الحكومة السورية المدعوم من روسيا علي حلب, بما في ذلك »الرد العسكري».. من جانبه جدد الرئيس الأمريكي باراك اوباما رفضه استخدام القوة العسكرية لانهاء القتال, في حين تتعثر الجهود الدبلوماسية وسط أزمة انسانية مستعصية في مدينة حلب. وقال أوباما: إنه بحاجة للاستماع لأفكار بشأن إنهاء الحرب السورية »لا تتضمن اشتراك أعداد ضخمة من القوات الأمريكية فيها». وأشار في اجتماع عقده امس الاول في قاعدة عسكرية أمريكية, إلي أهمية »التعقل» في إرسال قوات نظرا »للتضحيات الهائلة» التي ينطوي عليها ذلك وأيضا لأن الجيش الأمريكي ما زال يؤدي مهاما في أفغانستان والعراق.وأضاف إن الوضع »يفطر القلب».