الموقف يزداد خطورة في سوريا بسبب الضغوط القوية داخل الولاياتالمتحدة لتصعيد المواجهة علي الارض السورية.. والدليل علي ذلك هو ما طالب به وزير الخارجية الامريكي جون كيري - في كلمته أمام مجلس الامن - وهو ان تكف الطائرات السورية والروسية عن التحليق في اجواء سوريا، وان تواصل الطائرات الحربية الامريكية ضرباتها الجوية فوق اي موقع تختاره علي ارض سوريا!! الاخطر من ذلك، ان هناك عناصر ذات نفوذ داخل الدوائر الحاكمة في الولاياتالمتحدة تطالب بفرض الحظر الجوي في سوريا.. بالقوة »!» اذا لم تقبل كل من سورياوروسيا وقف عملياتهما الجوية طواعية ومن تلقاه نفسيهما! والواضح ان هذا الطلب يستهدف اطلاق العنان للطائرات الامريكية لكي تضرب - دون ازعاج - مواقع الجيش السوري وتسهيل تحركات المنظمات الارهابية، كما حدث مؤخرا في دير الزور. ولما كان ثمة قلق متزايد في القيادة العسكرية واجهزة المخابرات الامريكية من احتمال قيام السوريين بشن هجوم بري علي المنطقة الشرقية لمدينة حلب - التي يحتلها الارهابيون - مما يمهد لتحرير المدينة كلها.. فإن حرمان الجيش السوري من وسيلة التفوق علي الارهابيين - العمليات الجوية - اصبح هدفا امريكيا مباشرا وعاجلا حتي لا تواجه الحرب الامريكية لإسقاط نظام الحكم السوري نكسة استراتيجية. يؤكد ذلك ماكشفه مسئولون سابقون بوكالة المخابرات المركزية الامريكية - قبل ايام - من ان الوكالة قدمت اسلحة لمنظمات تحمل اسماء وهمية مثل »الجيش السوري الحر» وهي - هذه الاسماء - مجرد غطاء لتنظيم »القاعدة» اي »جبهة النصرة او »فتح الشام»! والاسماء المستعارة او الزائفة مهمة بالنسبة للامريكيين حتي يمكن الادعاء بانهم يقومون بتمويل وتدريب وتسليح منظمات »معتدلة»! والحقيقة انه لا وجود لمنظمات »معتدلة» وهذا هو ما يفسر عجز واشنطن عن تلبية المطلب الروسي بفصل اتباع امريكا من المنظمات »المعتدلة» عن المنظمات الارهابية، حيث ان هؤلاء »المعتدلين» يشكلون جزءا لا يتجزأ من عناصر تنظيم »القاعدة» ولا يستطيعون الاحتفاظ بانفسهم كقوة مقاتلة بدون التنظيم »الأم» مثل داعش والقاعدة. غير ان التوجه الامريكي يواجه عقبات كبيرة تحيل هذه المطالب الي دخان في الهواء ففي لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الامريكي، وجه السيناتور المتطرف روجر ويكر سؤالا الي الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة اركان الحرب المشتركة للقوات الامريكية، عما اذا كان في استطاعة الولاياتالمتحدة القيام بعمل »حاسم» لفرض الحظر الجوي في سوريا، ورد الجنرال قائلا: »ان سيطرتنا علي المجال الجوي السوري تتطلب الدخول في حرب مع سورياوروسيا.. وهذا قرار فاصل.. لن ازمع اتخاذه بكل تأكيد» وحذر الجنرال من العواقب الخطيرة للسياسة الصدامية المتهورة التي تدعو اليها المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بدعم من عناصر متشددة داخل الحزب الجمهوري. ورغم ان البنتاجون - الذي ينتمي اليه الجنرال دانفورد - لم يوافق علي الاتفاقية الامريكية الروسية بشأن الهدنة السورية وتبادل المعلومات الاستخبارية، بحجة ان روسيا هي اكبر تهديد للمصالح القومية الامريكية»!» الا ان هذا البنتاجون ليس علي استعداد للذهاب الي ما هو ابعد من ذلك. كلمة السر: الحل السياسي