جددت الطائرات السورية والروسية أمس غاراتها علي الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة شرقي مدينة حلب، مما تسبب في مقتل حوالي 40 شخصا، وفقا لمصادر في المعارضة السياسية والفصائل، وامتدت المعارك لتشمل محطات مياه الشرب، الأمر الذي أدي إلي ترك ما يقرب من مليوني شخص في المدينة دون مياه. وتتعرض الأحياء الشرقية في حلب، التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة منذ 2012، لغارات مكثفة لليوم الثاني علي التوالي عقب إعلان الجيش السوري بدء هجوم علي المنطقة. وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية إن القصف الجوي كان » عنيفا جدا»، مشيرا إلي أن »جحيم هذه الغارات تسبب في دمار شامل». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 40 شخصا قتلوا في الغارات. ونقلت مصادر ميدانية عن سكان الأحياء الشرقية قولها إن »الطائرات الروسية والسورية الحربية استخدمت أسلحة أكثر تدميرا من تلك التي استخدمت في السابق»، مشيرين إلي أن مبان كثيرة انهارت تماما. وذكر المرصد أن الجيش السوري حقق تقدما علي الأرض في حلب، مشيرا إلي ان هذا التقدم جاء بعد الغارات المكثفة التي شنتها الطائرات السورية والروسية، وأضاف أن الجيش يحاول توسيع رقعة سيطرته في شمال حلب لتضييق الخناق علي الأحياء الشرقية للمدينة. وقالت ممثلة منظمة اليونيسيف في سوريا، هناء سنجر، إن هجمات مكثفة شنت علي حلب تسببت في تدمير محطة مياه حي »باب النيرب» التي تزود نحو 250 ألف شخص بالمياه في المناطق الشرقية من المدينة التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة. وقالت إنه تم تعطيل محطة »سليمان الحلبي» الواقعة شرق المدينة أيضا، ما تسبب في قطع المياه عن 1.5 مليون شخص في مناطق تسيطر عليها الحكومة غربي المدينة. وبعد حوالي أسبوع من المحادثات الدبلوماسية الشاقة تتبادل الولاياتالمتحدة وروسيا الاتهامات بالمسئولية عن الفشل في انقاذ الهدنة التي انتهت الاثنين الماضي. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه لم يحرز أي تقدم يذكر بشأن وقف العنف في سوريا خلال المحادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، بينما اتهم لافروف الفصائل المسلحة بانتهاك الهدنة مئات المرات. وقال »نريد أن نري علامة تثبت أن التحالف الذي تقوده أمريكا له سيطرة علي المعارضة».