أيام مضت ومبدعو الفن التشكيلي حول العالم في متناول الأطفال بقفصة وجهاتها، وقد اختتمت مدينة قفصة مؤخرا الفعاليات الكبري للفنون التشكيلية ضمن "المكان لفن الحاضر" التي مثلت المجال الفسيح للفن التشكيلي، بمشاركة عدد كبير من الفنانين التونسيين والعرب والأجانب، وهي التظاهرة التي تحتفي بالمكان كمجال حيوي وجمالي ونفسي وثقافي وعضوي لإبراز فنون الحاضر . نجح لقاء المكان بسبب تنوع أساليب وأجيال مشاركيه من الفنانين وبسبب تعدد محاوره ومساحاته التي شملت بلدان الحوض المنجمي. أيضا نحن تعلمنا من التجربة، وهناك الكثير من الملاحظات والاستنتاجات التي سنعمل علي تداركها في الدورة القادمة، وجميعها تصب في كيفية نحت خصوصية المفهوم الذي يقوم عليه لقاء "المكان لفن الحاضر". انطلقت الفعاليات بمشاركة 70 فنانا في هذا الفضاء المعد للتظاهرات الفنية والثقافية، التي شهدت تفاعلا وتعاونا وتبادل خبرات وفنون وتواصل بين المدعوين من الفنانين ونشطاء الفنون التشكيلية من عدة دول عربية وأجنبية، تحت شعار هام وبارز وإنساني هو "العيش معا"، قولا بالتعدد والتنوع تحت لافتة الفن الجامعة للأنواع و الأنماط والأشكال، إنها لعبة الفن في إدارة الاختلاف ودعم الوجدانيات والإنسانيات في عالم يسير نحو التحول إلي متحف مهجور والإنسان إلي رقم، ولكن للفن فكرة أخري وهي الحياة للجميع والمجد للتنوع والكائن هو إبداع وأفكار وبناء وليس الجماد والأرقام، إنه البعد الجمالي والقيم في تصنيع الحاضر الجميل نحتا للكيان وقتلا للسقوط. تعد مشاركة 70 فنانا من حيث قيمتهم الفنية ودأبهم التشكيلي والجمالي مبادرة قوية في هذه التظاهرة التي انطلقت بعد حادثتي متحف باردو وفنادق سوسة، وحسب عضو جمعية "المكان لفن الحاضر" فوزية الساحلي فإن التظاهرة هي نقطة التقاء الفنان بالمواطن وبمثابة مجال للحرية الفنية والتعبير والانفتاح، وعللت سبب اختيار مدينة قفصة كمحطة ثانية لهذا الحدث الدولي أنه ذلك الثراء والقيمة الاجتماعية والثقافية للجهة، مبينة أن المنجزات الفنية في الدورة الماضية تم تسويق حوالي 25٪ منها، ذلك إلي جانب التبرع ب 25٪ منها لجمعية مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة. تضمن برنامج الدورة فقرات ثرية موجهة للمولعين بالفن بمناطق الحوض المنجمي وهي المتلوي والمظيلة وأم العرائس والرديف، حيث أقيمت لفائدة الفنانين الشبان، وورش تكوينية في النحت أشرف عليها النحات المصري خالد زكي الذي يعد من أهم فناني النحت في العالم. خلال الملتقي؛ تم تكريم عدد من المبدعين من قفصة مثل الفنان النساج حميدة وحادة والفنان الكبير الراحل إبراهيم الضحاك البارع في فنون الحفر ضمن الاشتغال علي الفلكلور والتقاليد والأجواء القفصية والتونسية، و له بالجهة ضمن الفعاليات معلقة كبري وعدد من أعماله الفنية وعرض عنه فيلم وثائقي لحميدة بن عمار يتضمن بورتريه للتجربة والسيرة الذاتية للفنان.