أصبحت الانتخابات التمهيدية نهجا تسير عليه الأحزاب الفرنسية قبل الانتخابات الرئاسية. الجديد في الأمر أن اليمين انضم للوسط ليشمل أكبر عدد من الناخبين. فقد تقدم للمشاركة في الانتخابات التمهيدية لليمين في فرنسا، 8 مرشحين بينهم رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه والرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وضمت قائمة المرشحين امرأة واحدة هي ناتالي كوسيوسكو موريزيه. وتقوم الهيئة المنظمة للانتخابات يوم الاربعاء المقبل بمراجعة أهلية المرشحين لخوض الانتخابات ويعتبر هذا اليوم موعد انطلاق الحملة رسميا لهذه الانتخابات التمهيدية التي ستجري ما بين 20 و27 نوفمبر. وعقد حزب "الجمهوريون" اليميني الفرنسي مؤتمرا في مدينة لابول غرب فرنسا تمهيدا لخوض سباق الانتخابات التمهيدية وجرت فعاليات المؤتمر وسط احتدام المنافسة بين المرشحين علي تمثيل حزب اليمين لخوض سباق الانتخابات الرئاسية ابريل المقبل. وهذا المؤتمر سيكون آخر لقاء رسمي بين المرشحين قبل بدء المعركة الانتخابية. التي اشتدت منافساتها خصوصا بين نيكولا ساركوزي وفرانسوا فيون والان جوبيه. وبما أن الكتب هي الوسيلة التمهيدية لأي مرشح للانتخابات الرئاسية فقد امتثل آلان جوبيه، الذي تقدمه وسائل الإعلام الفرنسية علي أنه أقوي متسابق لقصر الاليزيه للكتابة. ودافع في كتابه الجديد"من أجل دولة قوية" عن قناعته بأنه"لضمان حرية المواطنين، نحن بحاجة لدولة قوية، دولة الحقوق التي تضمن الأمن وتقيم العدل" يطرح جوبيه في الكتاب نظرته للفرنسيين ويناقش مشاكل الهجرة والاندماج والأمن وغيرها انطلاقا من دولة القانون والحريات. ويقول آلان جوبيه في مقدمة الكتاب إن فرنسا في حرب وعلينا ألا نخاف من هذه الكلمة إنها حرب علي أرضنا وعلي مسارح عديدة خارجية في الشرق الأدني وفي الساحل. وهذه الحرب لم تكن تريدها فرنسا بل فرضتها عليها تيارات التطرف الإسلامي مثل تنظيم داعش التي أعلنت الحرب علينا، ليس لدينا خيار آخر يجب خوض هذه الحرب وإحراز النصر. فالاعتداءات الدامية التي حدثت نوفمبر الماضي علي مسارح الباتكلان ألهبت الوطن بكامله". ويقترح جوبيه في كتابه عدة نقاط أولها الحرب ضد الإرهاب، والحرب ضد السياسة الإجرامية، إقامة العدالة وتحسين قوي الأمن: الشرطة والجمارك وتعديل موجات الهجرة واحترام العلمانية. ويضيف آلان جوبيه: "من خلال هذه الصفحات أريد التركيز علي ضمانتين اثنين أساسيتين ليتسني لدولة قوية إمداد مواطنيها بالأمان حتي يمكن لهم استعادة ثقتهم والعيش معا في سعادة.1- الحماية أولا ضد عدم الأمن الداخلي والمتمثل في التهديد الإرهابي ولكن أيضا ضد المشاكسين الصغار والجرائم الكبري.2-الاندماج ضد الفوارق وهشاشة التماسك الاجتماعي." يذكر أنه حتي وقت قريب كان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي واحد من المرشحين الأكثر حظا في الاستفتاءات بعد جوبيه ولكن تغير الأمر بعد ان أوصي مكتب المدعي العام الفرنسي بمحاكمة ساركوزي، بتهمة تجاوز حدود الإنفاق القانونية في حملته الانتخابية. إذ أظهرت تحقيقات مطولة بشأن ادعاءات بتزوير حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية(تزعمه ساركوزي آنذاك) لعدد من الحسابات لإخفاء 20حوالي مليون دولار من نفقات حملته عام 2012.واذا اصدر قاضي التحقيقات قرارا نهائيا بشأن خضوع ساركوزي للمحاكمة ففي هذا الحال سيجبر علي الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية.