يأتي إقامة السوبر الإماراتي بين أهلي دبي والجزيرة علي أرض مصر تتويجاً للعلاقات المتميزة بين الشعبين الشقيقين وفي ظل التطوير الكبير في التعاون الرياضي والذي تمتذ جذوره قبل ومع قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد الخير آل نهيان العاشق لمصر وشعبها وصاحب الأيادي البيضاء علي كنانة الله في الأرض. ويأتي هذا التتويج أيضاً بإقامة السوبر الإماراتي لأول مرة خرج الدولة ليقام في دولة أخري واختاروا مصر وبالتحديد في ستاد 30 يونيو (الدفاع الجوي) ليكون معبراً عن العلاقة الوطيدة بين البلدين والوقفة القوية من قيادات الإمارات بجانب مصر وبالأخص مع ثورة 30 يونيو رمزاً لوقوف الشعب الإماراتي بجانب شقيقه المصري في أشد الأزمات. و سبق إقامة السوبر المصري بين الأهلي والزمالك في الإمارات ليكون أول سوبر مصري يخرج من مصر إلي دولة شقيقة هي الإمارات. وامتدت العلاقات في المجال الرياضي للتأكيد علي أهميتها وامتدت للأندية بين البلدية بتوقيع التوأمة بين الأهلي المصري ونظيره الإماراتي وبين الزمالك والجزيرة الإماراتي لمزيد من الترابط والتعاون بين أكبر الأندية في البلدين.. لينفتح المجال لمشجعي الأهلي المصري لتشجيع أهلي دبي ويقوم مشجعوا الزمالك بتشجيع الجزيرة الإماراتي. تفتح »أخبار الرياضة» صفحاتها للكاتب الكبير محمد الجوكر والموسوعة الرياضية العربية والذي يمتلك تراثاً كبيراً من الذكريات الرياضية الإماراتية والعربية.. حيث يفتح لكم خزائن أسرار وتاريخ عريق من العلاقات بين البلدين الشقيقين مصر والإمارات.. ويروي حكايات نادرة عن نجوم البلدين وكيف ساهم المصريون في بدايات ورسم الخطوات الأولي للرياضة الإماراتية. دور مصر الريادي واستهل الجوكر ذكرياته بمقدمة عن عراقة الرياضة المصرية، وقال: تعتبر الرياضة المصرية عريقة استفادت منها الدول العربية لخبراتها لأنها سبقت البقية في ممارسة الرياضة كونها المعيار الحقيقي لبناء وتقوية العلاقة بين الشعوب العربية فقد مارست مصر دورها الريادي مع دول منطقة الخليج في مرحلة البدايات في فترة السبعينيات وتعتبر الرياضة معيار التقدم والتنمية لكل مجتمع.. عرف المصريون القدامي للرياضة واهتموا بها للصحة والقوة، لكن الرياضة الحديثة التي عرفها الأشقاء مع الاحتلال البريطاني عام 1882 في فترة الخديوي عباس حلمي كانت تأسيس أول فريق مصري عام 1895 باسم فريق ناشد نسبة إلي مؤسسة وبدأت الأندية في الظهور مع مطلع القرن العشرين وعرفت مصر أول كأس رسمية عام 1013 وفي 1921 تأسس أول اتحاد مصري لكرة القدم. وبدأت مصر تغذي دول الخليج باللاعبين والمدربين حيث زار الإمارات العديد من الفرق التي لعبت في الإمارات وارتبطت بنا وأصبحت من العلامات التاريخية المضيئة في تقوية العلاقات بين شباب البلدين متتاليتين بجانب العديد من الأسماء التي لا تنسي. تأهل المنتخبين المصري والإماراتي معاً إلي نهائيات كأس العالم بإيطليا عام 90 وما يربطنا بمصر الكبير الكثير من المودة والمحبة التي لا تحصي. دعم رياضي نطرح اليوم موضوع مصر ودورها في الرياضة الخليجية، فهي تعني الكثير وتتمني لها الأمن والأمان والاستقرار، فعلاقتنا كخليجيين مع مصر أزلية واستراتيجية، فهي تبقي لها مكانة خاصة في قلوبنا جميعاً فالقيادة في المنطقة حريصة علي دعم التعاون مع الشقيقة الكبري في العديد من المجالات في ظل العلاقات المتميزة وبالأخص الجانب الشبابي والرياضي، فالرياضة الخليجية المصرية بدأت علاقاتها منذ عشرات السنين، فقد أسهم أبناء مصر الحبيبة سواء المدرسين أو الأطباء وحتي الإعلاميين المصريين في نشر الرياضة والثقافة والعلم من خلال التدريب.. وعمق علاقاتنا الرياضية بدأت في الستينيات بموجبه تكررت اللقاءات والزيارات في الرياضة بين البلدين. نحن في الإمارات لا ننسي أن أول مدرب لمنتخبنا الوطني كان المرحوم شحتة نجم الإسماعيلي (الدراويش) خلال دورتي كأس الخليج الثانية والثالثة وقاد الأهلي بدبي لبطولة الدوري وامتلاك الدرع عام 79 وشهدت السنوات الأولي من قيام اتحاد الإمارات عدداً كبيراً من اللقاءات الكروية، وزار خلالها عدد من الأندية والمنتخبات المصرية ولعبوا هنا مباراتي اعتزال عدد من نجوم الكرة الإماراتية، واستمرت هذه العلاقة علي مدي سنوات طويلة كانت خلالها مصر محطة لإقامة المعسكرات للفرق والمنتخبات الإماراتية بالإضافة إلي مشاركة قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك في اعتزال نجوم الإمارات. فعلي الصعيد الرياضي أقامت منتخبات الخليج معسكرات التدريب في القاهرة في إطار استعداداتها للمشاركة في البطولات المختلفة من بينها بطولة العالم العسكرية لكرة القدم ودورات الخليج وكأس فلسطين وغيرها من البطولات الإقليمية فترة أواحر السبعينيات وكذلك استفدنا من الأساتذة والمدربين وأحضرنا العشرات من المدربين والفنيين من مصر للعمل في الإمارات ولهم آثار إيجابية كبيرة. وتتجه الأنظار إلي مصر العروبة هذه الأيام بسبب كأس السوبر الإماراتي بين الأهلي والجزيرة التي تشهدها أم الدنيا اليوم، فمصر (حبيبة) علي قلبي لأن مصر علمتنا الكثير ودخلت بيوتنا وقلوبنا فهي لي أنا ولغيري من عشاقها يعني الكثير أمنيتي بأن نري الازدهار والاستقرار لكل المؤسسات بالأخص الشبابية والرياضية. المصري صاحب فضل فمن منا لم يدرس له مدرس مصري ولم يعالجه طبيب مصري، ومن لم يتعلم من صحفي مصري، ومن لم يتدرب الكرة علي يد مدرب مصري ولم يضحك ويبتسم مع ممثل مصري، ومن لم يستمع لمعلق مصري كالمرحوم محمد لطيف شيخ المعلقين العرب في بدايات التعليق الرياضي في دول المنطقة ولكن هنا أوجز علي الإمارات كونها بلدي ومع قيام الدولة ومدرسي عبدالمنعم رضوان والذي تم الاستعانة به كمدرس وعمل أيضاً سكرتيراً لاتحاد الكرة في دبي بداية السبعينيات وفاروق راشد ومراد رفعت... نموذج للمدربين للمصريين المميزين بدولة الإمارات علي وجه التحديد وصنعوا بإخلاصهم وجهدهم وعلمهم العصر الذهبي للمدرب المصري بدول الخليج.. ونذكر علي سبيل المثال طه الطوخي الذي كان أول مدرب حمل كأس بطولة الخليج منذ انطلاق منافساتها في عام 1970 بالبحرين عندما كان مدرباً لمنتخب الكويت، . نموذج للمدربين المصريين المميزين وأتذكر من هؤلاء الذين عملوا بيننا وصنعوا بإخلاصهم وجهدهم وعلمهم العصر الذهبي للمدرب المصري بدول الخليج، ونبدأ بالمدرب طه الطوخي الذي بعد أن حمل كأس بطولة الخليج الأولي عمل مدرباً لأندية في الكويت والسعودية والإمارات، وعبدالعزيز الهمامي أول مدرب مصري لنادي العين الإماراتي في منتصف الستينيات، وصلاح أبوجريشة ومحسن صالح مدرب الأهلي وميمي الشربيني مدرب نادي النصر والمنتخب العسكري في 72 وأيمن الرمادي وفتحي نصير مدرب الجزيرة في الثمانينيات، وشاكر عبدالفتاح »العين»، وزكي عثمان »الوصل»، وعوضين »أهلي» الفجيرة وأنور سلامة - اتحاد كلباء ويكن حسين الشارقة ومصطفي رياض العروبة وطه إسماعيل - النصر وعمرو أبوالمجد - النصر، والجوهري - الشارقة والوحدة، ومحمد أبوالعز - الأهلي وفاز بكأس رئيس الدولة بعد تغلبه في المباراة لنهائية علي الوحدة الذي كان يدربه الراحل محمود الجوهري وأحمد رفعت ومحمود أبورجيلة ونبيل عبدو، وهؤلاء المدربون قادوا فرق الإمارات والمنتخبات لمنصات التتويج. كما أن أول فريق مصري زار دولة الإمارات كان فريق الإسماعيلي في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات دعماً للمجهود الحربي.