شبكات المحمول »واقعة».. الصوت غير واضح.. الإرسال ضعيف.. المكالمات لا تكتمل.. وفي النهاية اما دفع الفاتورة أو ايقاف »الخط».. هذا هو حال شركات الاتصالات الثلاث العاملة في مصر.. يقدمون خدمة سيئة للغاية ويجبرون المواطن علي »الدفع».. شكاوي عديدة تتلقاها »خدمة العملاء» التابعة لهذه الشبكات ولكن دون جدوي.. التدهور الشديد في الخدمة سواء الصوتية أو خدمة الانترنت يثير غضب »العملاء» ولا يجدون أمامهم سوي الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات من خلال الاتصال برقم »155» لكن بلا فائدة.. يتقدمون بالشكاوي ولا يجدون من يستجيب لهم. »الأخبار» استطلعت آراء المواطنين والتقت العديد من المتضررين من شبكات الاتصالات الذين أجمعوا علي ما أسموه »طمع» الشركات وعدم سعيهم لكسب عملاء جدد أو حتي ارضاء عملائهم الحاليين. بصوت منفعل وفي مكالمة تلقتها »الأخبار» عبر الهاتف الأرضي من محمود عبد السميع -مهندس- جاء صوت الرجل غاضباً يشكو تجاهل شركة المحمول المتعاقد معها لشكواه التي استمرت اكثر من شهور - علي حد قوله- حول سوء تغطية الخدمة لمنزله، رغم أنه لا يقع بأي منطقة نائية، أو بعيدة، بل أنه يسكن أرقي أحياءها في إحدي مناطق مدينة نصر شرق القاهرة... أكد عبد السميع في اتصاله ب»الأخبار» أنه تقدم بشكوي هاتفية للرقم 155 التابع للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، الذي يتم الاعلان عنه علي إحدي الفضائيات، إلا أنه لم يتلق ردا، ولا حلا للمشكلة، ووصفه أنه رقم »قليل الحيلة». عبر حسن محمد - موظف - عن استيائه من خدمة الانترنت المحمول، خاصة انه واجه صعوبة شديدة في الاتصال بالشبكة منذ ايام وفشل في الحصول علي نتيجة نجله الطالب في الثانوية العامة وهو ما دفعه لطلب »رقم الإلغاء» لينسحب من الشركة المتعاقد معها لخدمة الانترنت عن منزله. أشار إلي مماطلة الشركة لأيام طويلة في الرد علي شكواه رغم أنه يدفع 150 جنيها شهريا دون فائدة وهو ما قرر معه الانضمام إلي شركة أخري.. مؤكداً انه علي الرغم من وجود اكثر من شركة متخصصة في مجال الانترنت في مصر الا ان سوء الخدمة اصبح سمة عامة وعاملا مشتركا بينهم. استياء شديد اكدت لبني عماد - طالبة - ان مستوي خدمات الاتصالات سيء للغاية... كما ان تغطية شبكات الهواتف المحمولة غير مرضية لعدد كبير من المواطنين وهناك اماكن التغطية بها منعدمة تماماً والهواتف خارج نطاق الخدمة وهو ما يجعل الاتصال شبه مستحيل في المحافظات. قالت انها لجأت لاستبدال هاتفها... لكن المشكلة ظلت قائمة ما اضطرها إلي استبدال الشبكة ورقم الهاتف لكي تحصل علي خدمة وتغطية افضل في اماكن مختلفة لكنها فشلت مجددا... طالبت شركات الاتصالات ان تعمل علي تحسين خدمة الشبكات، واصفة حالتها بالمزرية، بالاضافة إلي ضعف شبكة الاتصال بالانترنت سواء الخطوط الارضية او خدمات الانترنت الخاصة بشركات الاتصال الثلاثة. اشار احمد محمد موظف - إلي ان خدمات الاتصالات والانترنت في مصر في تدهور مستمر منذ حوالي 3 سنوات وهو ما دفعه إلي المشاركة في حملة »بلاها موبايل» التي تزعمها عدد من الشباب علي شبكات التواصل الاجتماعي العام الماضي كوسيلة للضغط علي شبكات الاتصالات ليعملوا علي تحسين خدماتهم والبحث عن وسائل جيدة وتقنيات اكثر تطورا من المستخدمة حاليا لإرضاء العملاء بمختلف اماكن تواجدهم وتفاوت إستخداماتهم. قال علاء عاشور - طالب بكلية الهندسة- ان خدمة الاتصالات والانترنت في مصر تعتبر الاسوأ مقارنة بالكثير من دول العالم،... مشيراً إلي أنه سافر إلي العديد من الدول العربية والاوروبية ووجد ان خدمات الاتصالات عالية الجودة من حيث قوة الاتصال والسرعة فضلا عن رخص سعرها... في الوقت الذي ينفق المواطنون مبالغ باهظة علي خدمات الاتصالات سواء للهواتف المحمولة او الخطوط الارضية لكي يحصلوا علي خدمات لكنها فقيرة. عبرت سميرة شوقي - مدير سابق- عن غضبها من احدي شركات المحمول مدعية استنزاف مبالغ من رصيدها بشكل شهري لتجديد باقة الانترنت لخطها علي الرغم من انها لم تطلب الاشتراك في الباقة من الاساس وتقدمت بشكاوي عديدة لخدمة العملاء الخاصة بالشركة دون جدوي. قالت هدي » من الصعب الاستغناء عن الهواتف المحمولة لانها باتت من ضروريات الحياة ... لكن الخدمة أصبحت سيئة خاصة في الفترة الاخيرة والشبكات ضعيفة ينتج عنها انقطاع دائم للاتصال... كما ان اولادها يشكون دائما من سوء خدمة الانترنت رغم قيامها بدفع 150 جنيها شهريا الا ان الخدمة غير مرضية ولا تلبي احتياجات اولادها الثلاثة. أكد المهندس مصطفي عبد الواحد الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات - المسئول الأول عن مراقبة مستوي أداء شركات الإتصالات الأربع بما فيها الشركة المصرية للاتصالات... أن الجهاز شهد تطورا كبيراً في تقييم حالة خدمات الاتصالات والانترنت منذ بداية العام الجاري بعد استيراد أجهزة متطورة للغاية يمكنها قياس جودة خدمة مكالمات المحمول والانترنت المحمول أيضاً بناء علي معايير عالمية أهمها قياس إمكانية إجراء المكالمة من المرة الأولي، وإمكانية استكمال المكالمة بدون انقطاع، وأيضاً مستوي جودة المكالمة أثناء التحرك أو السير من نقطة إلي أخري. أضاف عبد الواحد أنه حتي نهاية العام الماضي كانت هذه البيانات تصدر في تقرير ربع سنوي وبعد استيراد هذه الأجهزة تم تعديل دورية صدوره إلي شهرية لنتمكن من محاسبة الشركات علي أي تقصير. أوضح الرئيس التنفيذي للجهاز القومي أن جميع التقارير منذ بداية العام لم تسجل حالات فادحة من المخالفات وأن أي إخفاق في التغطية لايزال في النسبة الآمنة المسموح بها... مشيراً إلي أن الجزاءات تنتظر أي مشغل يثبت تخطيه النسبة الآمنة التي تحددها المعايير الدولية. نصح عبد الواحد، عملاء الشركات الأربع حال التعرض لأي مشكلات خاصة بسوء الخدمة المقدمة إليه بالاتصال بالرقم 155 التابع للجهاز الذي يختص بتلقي الشكاوي وإحالتها إلي الشركات وحلها وإخطار العميل بالنتيجة خلال فترة وجيزة. أزمة الدولار اعترفت إدارات شركات المحمول الثلاث بضعف الخدمة في بعض المناطق بسبب عدم وجود تغطية كافية في هذه المناطق وعدم الترخيص لها ببناء محطات للتغطية... فيما يتعلق بشكاوي العملاء... أكدت علي لسان مصادر بالشركات الثلاث أن هناك أكثر من وسيلة لتلقي شكاوي العملاء من خلال الادارات التابعة والمختصة بها أو من خلال ما يرد من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أو حتي جهاز حماية المستهلك وهو ما يؤخذ جيدا بعين الاعتبار ويتم النظر فيه علي الفور وحله لخدمة العميل. أوضحت الشركات أن تذبذب سعر الدولار وعدم توافره الفترة الاخيرة بكميات كافية أثر سلبا علي القدرة علي استيراد محطات تقوية أو أبراج جديدة لتحديث الشبكة الحالية رغم رصد استثمارات تقترب من 10 مليارات جنيه لتجديد الشبكات هذا العام... إلا أن الشركات العالمية الموردة لهذه الأجهزة تطلب المقابل بالدولار وهو ما أعاق تسديد بعض المبالغ وانعكس سلباً علي تحسين الجودة في بعض المناطق أو تغطية أماكن أخري غير مشمولة بالخدمة. الإنترنت الأرضي عن خدمات الانترنت الأرضي ADSL التي تقدمها شركات المحمول عبر شركاتها التابعة... أكدت عدم مسئوليتها عن تردي الخدمة في بعض السنترالات... أرجعت هذا الضعف لاعتمادها علي البنية التحتية للشركة المصرية للاتصالات وهو ما يؤثر سلباً علي الخدمة أحيانا في بعض المناطق... في هذا الشأن قالت شركات »ADSL»، انها أبرمت مؤخرا اتفاقيات مع الشركة المصرية للاتصالات تضمن تقديم خدمة جيدة عبر بنيتها الأساسية. أكد المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات... أنه غير راض تماماً عن مستوي الخدمات المقدمة من جميع الشركات... مشيرا إلي أنه يتابع دورياً التقارير التي يصدرها الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وكذلك مؤشرات جودة الخدمات التي تصدر عن الوزارة وعن الجهات الدولية. أوضح أن التراخيص الجديدة التي أصدرها الجهاز لحقوق امتياز تشغيل ترددات الجيل الرابع شملت مجموعة من الجزاءات التي تفرض علي شبكات المحمول والشركة المصرية للاتصالات لضمان الوصول لآلية واضحة ومحددة متفق عليها عبر عقود رسمية تضمن محاسبة الشركات علي أي تقصير أو تجاهل متعمد لمصلحة العميل. فيما يتعلق بخدمات الانترنت الأرضي »ADSL»... قال الوزير ان الفترة الاخيرة شهدت ضخ استثمارات كبيرة في الشبكات الأرضية من خلال مَد كابلات فايبر واستبدال الخطوط النحاسية بأخري ضوئية تضمن للمواطن خدمة أفضل... مشيرا إلي أن خدمات الانترنت المحمول ستتحسن بلا شك العام القادم بعد اطلاق خدمات الجيل الرابع التي يبدأ العمل بها الربع الأول من العام المقبل.