بسبب الانفلات الامني وأعمال الشغب والبلطجة والسرقة التي شهدتها البلاد بعد ثورة 25 يناير ظهر الكثير من الصور السلبية التي شوهت صورة المجتمع ومنها تفشي ظاهرة الباعة الجائلين في معظم الميادين العامة والمناطق الشعبية وامام المدارس والتي طالت ايضا مداخل محطات المترو فتحولت إلي أسواق دائمة لبيع الادوات المنزلية وهذا يمثل خطرا كبيرا لما له من اثار سلبية من الناحية الاجتماعية والصحية والاقتصادية.. وحذرت منه الدراسات الاجتماعية والاحصاءات الحديثة المتعلقة بهذه الظاهرة! هؤلاء الباعة بعد الثورة احتلوا الميادين العامة الاكثر حيوية والتي تشمل ميدان رمسيس وطلعت حرب حيث افترشوا الارصفة بالادوات المدرسية مستغلين موسم بدء العام الدراسي وبيعها بأسعار رخيصة لجذب الزبون.. ايضا شارع فيصل والسيدة زينب وعين شمس وميدان العتبة الشهير والمقتظ بالباعة ويشمل سور الازبكية لتجارة الكتب والمجلات المستعملة وشارع عبدالعزيز حيث تجارة الاجهزة الكهربائية والهواتف المحمولة وسوق الموسكي المزدحم بالباعة. الاطفال ايضا كان لهم دور حيث اشتهروا ببيع المناديل الورقية في اشارات المرور إلي جانب البضائع الخفيفة مثل البطاريات الصغيرة وبعض لعب الاطفال. هي بالفعل ظاهرة خطيرة وغريبة انتشرت بصورة مفزعة في الفترة الاخيرة.. وصارت تستفز العيون وبخطورتها علي الشارع المصري دفعت اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية لان يصدر قرارا بشن الحملات لتطهير الشارع من هؤلاء. والآن ماذا تقول الدراسات الاجتماعية عن هذه الظاهرة؟! أكدت دراسة حديثة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ان هناك 5 ملايين بائع متجول في الشوارع.. تمثل المرأة 30٪ منهم والاطفال 15٪ وقالت الدراسة انها ظاهرة عالمية استطاعت معظم الدول التعامل معها إلا ان مصر مازالت تعاني من هذه القنابل الموقوتة خاصة بعد ضعف الجهاز الامني بعد الثورة. وقد شهدت مصر في الايام القليلة الماضية احداثا عنيفة في ميدان التحرير بسبب اعمال الشغب والبلطجة والتلوث التي يتسبب فيها الباعة الجائلون مما اثار غضب الثوار وقاموا بطردهم من شارع طلعت حرب وميدان عبدالمنعم رياض وأصيب عدد كبير من المتظاهرين باصابات مختلفة. 30 مليار جنيه! ولانها ظاهرة خطيرة تقدم اتحاد جمعيات التنمية الاقتصادية بمشروع قانون إلي المجلس العسكري لتقنين أوضاع اكثر من 5 ملايين بائع متجول في مصر.. كما أكد الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء وفقا لاحصائية صادرة ان حجم الاقتصاد الذي يمارسه الباعة الجائلين يصل إلي اكثر من 30 مليار جنيه! وقبل ان تتفاقم اكثر هذه الظاهرة كان علينا معرفة اراء المختصين حول الاسباب وطرق المعالجة للتخلص من 5 ملايين قنبلة موقوتة في الشارع المصري. د. اجلال حلمي استاذ علم الاجتماع قالت: ان هناك اسبابا رئيسية متعلقة بالبيئة الاجتماعية مثل الامية والجهل والفقر وانعدام فرص العمل وغياب الوعي لدي الكثير من الناس والعجز عن اشباع الحاجات مما يترتب علي ذلك اعاقة عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الأمر الذي يؤدي إلي تبعات اجتماعية كبيرة مثل انتشار الامراض والجريمة والتفكك الاسري! و استعرضت الدراسة بعض الآراء للباعة المتجولين! عم محمود أحد الباعة في شارع طلعت حرب قال انه يعتمد علي التجول ببضاعته في الشارع لكي يستطيع ان ينفق علي اولاده وعن رايه في القانون المقترح للمجلس العسكري لتقنين عملهم رفض بشدة لان الباعة منتشرين اكثر امام المدارس والميادين وهذا ما سيمنعه القانون ووقتها لايجد امامه سوي الرصيف! أحمد »26 عاما« أحد الباعة في شارع عبدالعزيز قال انه يتيم الاب ويعول اخواته الستة واضطر لترك الدراسة وبيع البضاعة لكي يستطيع الانفاق عليهم ورفض القانون بشدة لانه سيشرده وعائلته لان التجول يمثل له مهنة اساسية. المطاردة الامنية! اللواء محمد عبدالفتاح عمر الخبير الامني اكد انه يتمني تفعيل القانون وقال الشرطة قبل 25 يناير كانت تقوم بدورها من خلال حملات البلدية وبعد الثورة كانت هناك العديد من الحملات الامنية لمطاردتهم الا انهم كانوا يقومون بالعودة سريعا واعتبر عمل هؤلاء علي الارصفة عملا محظورا حيث يشترط القانون المصري ضرورة الحصول علي ترخيص. وفي محاولة جديدة للقضاء علي ظاهرة الباعة الجائلين ناشد المسئولون بمترو الانفاق المواطنين بعدم التعامل مع الباعة بأي شكل من الاشكال حرصا علي القضاءعلي هذه الصورة السلبية المنتشرة في المجتمع وذلك من خلال اذاعتها الداخلية وركزت الرسالة ايضا علي عدم مساعدة الركاب لهم ماليا وسوف يشعر الراكب بالتغيير حتما في الفترة القادمة.. وشملت الحملة 9 محطات منها دار السلام والعتبة وحلوان وفيصل.. وبالفعل نجحت الحملات في القبض علي العديد من الخارجين عن القانون وفرض عليهم غرامة فورية. خطة اقتصادية! خبراء الاقتصاد دقوا ناقوس الخطر حول هذه الظاهرة الخطيرة وطالبوا بضرورة تسهيل الاجراءات لضم باعة الارصفة والباعة الجائلين داخل منظومة الاقتصاد القومي. ابراهيم العربي رئيس الغرفة التجارية أكد علي ان الغرفة لديها خطة متكاملة لضم الباعة الجائلين إلي الاقتصاد القومي واستيعابهم في تجمعات تجارية صغيرة تقام في أسواق مفتوحة بالتنسيق مع المحافظة في الاراضي الفضاء التي ليس بها سكان ويطلب من الحكومة الحالية التعاون مع الغرفة لتنفيذ هذه الخطة التي تستهدف نحو 2 مليون من الباعة الجائلين لتصحيح اوضاعهم.