كم مرة كنت تحتاج لهاتفك المحمول بشدة وخذلك بنفاد الشحن من البطارية.. ما شعورك إذا كنت تحتاج لهاتفك بشدة، وهو لا ينطق ، أو حتي لا تستطيع استخراج احد الأرقام منه لتقوم بمكالمة مهمة ؟، فماذا إذن سيكون موقف من تنفد منه طاقة احد الأجهزة الحساسة التي يستخدمها ليعيش حياة طبيعية دون عوائق، وهكذا حال ضعاف السمع عندما يعانون من نفاد طاقة سماعتهم الطبية الخاصة التي تساعدهم علي سماع ما يدور حولهم ، تساعدهم ليسمعوا بعض الضوضاء التي قد تشعرهم بالرضا احيانا في ظل عدم استطاعتهم سماع كل شيء بوضوح. هذه المشكلة لم تقف امام ندي المهدي الطالبة السكندرية ضعيفة السمع التي ابهرت كل من تعامل معها بإرادتها وقوتها في التعامل مع نقطة ضعفها ، ومحاولة تحسينها إلي جانب عقلها المخترع الذي لا يتوقف عن التفكير، ونجحت في أن تكسر قاعدة ∩فاقد الشيء لا يعطيه∪.. وجعلتها ∩بل يعطيه ويبدع فيه∪، وذلك بعد أن نجحت ندي في حل المشكلة باختراع شاحن بالطاقة الشمسية يستطيع شحن السماعة بدون الحاجة لفصلها عن الأذن بما يحقق استمرارية السمع ، وذلك لعدم توفر مثل هذه البطاريات بالسوق المصري. من جانبها قالت ندي ان شغفها بمجال الالكترونيات هو ما يقودها لمزيد من الاختراعات، وأشارت إلي ان البطارية الشمسية لسماعات ضعاف السمع كانت آخر ما قامت باختراعه، واخترعت ندي روبوتا آليا وشاركت في عدد من المسابقات العلمية من بينها مسابقة الروبوت التي نظمتها مكتبة الإسكندرية في عام 2008 والمسابقة العربية للروبوت بالأردن في إبريل الماضي وحصلت علي جائزتين الأولي أحسن تدريب والثانية أحسن مشروع روبوت. وأضافت انها حصلت علي الشهادة الإعدادية من مدرسة المستقبل لضعاف السمع وأصرت علي استكمال دراستها والتحقت بمدرسة ثانوي فني صناعي ،حتي قادها عشقها للابتكار للمشاركة في مسابقة الروبوت هذا العام وحصلت علي كأس التميز والتحدي. كما شاركت ندي في عدد من المسابقات العالمية في الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان الخاصة بعلوم الروبوت بعد التحاقها بالأكاديمية العربية بأبي قير وانتهائها من عمل دبلومة هندسة ، وتقوم حالياً بعمل معادلة لدخول كلية الهندسة التي وصفتها بحلم حياتها. وأضافت انها اكتسبت الكثير من الخبرات في مقدمتها التعرف علي تقنيات مجال البرمجيات ودراسة ديناميكيات حركة الروبوت بالإضافة إلي القدرة علي التعاون والألفة مع فريق العمل والاعتماد علي النفس مشيرة إلي أن والدتها تشجعها وتدفعها للأمام دائما وتشعر بالفخر لما حققته بعد أن أصبحت تمثل الصم وضعاف السمع في قسم النشء بمكتبة الإسكندرية.