سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الأخبار المسائي" في جولة بالمناطق الأثرية بجنوب سيناء عيون موسي "سبوبة مفتوحة" لنهب المال العام تحت دعوى التطوير مشايات "أسمنتية" تشوه المنطقة الأثرية .. ومظلات باهظة التكاليف تحصيل قيمة الزيارة متوقف لعدم وجود كشك للبيع التذاكر
تحتوي محافظة جنوبسيناء علي العديد من الاثار الإسلامية والقبطية والمصرية والتي من الأهمية الأثرية والسياحية يستلزم معها إعطائها مزيد من الاهتمام والتطوير لوضعها علي الخريطة السياحية بمحافظة جنوبسيناء وذلك من أجل تنشيط حركة السياحة وكذا رفع الوعي الثقافي لدي زائريها مما يؤدي في المجمل إلي زيادة الدخل القومي للبلاد وأيضا زيادة الوعي الثقافي لساكني محافظة جنوبسيناء والذي يصب في النهاية في مصلحة الأمن القومي لمصرنا الحبيبة. كما تعتبر جنوبسيناء من أهم المناطق السياحية في العالم ففيها توجد جميع أنواع السياحة سواء العلمية أو الترفيهية أو العلاجية أو الثقافية أو الدينية المتمثلة في الكنائس والأديرة والقلاع الحربية والآبار والعيون المائية والكبريتية والتاريخية متمثلة في الآثار الفرعونية ومنها معبد سرابيط الخادم بجنوبسيناء. وقد قامت الأخبار المسائي بجولة بالمناطق الأثرية بجنوبسيناء تفقدنا خلالها عدد كبير من المناطق الأثرية على مدار 4 أيام قطعنا فيها أكثر من 2400 كيلو متر لنكشف العديد من الايجابيات والسلبيات الموجودة بالمحافظة ونرصد الواقع فى ظل ضعف حركة السياحة. عيون موسى بدأت الجولة بزيارة منطقة آثار عيون موسي وهى واحة صغيرة من النخيل في سهل رملي فياح يقسمها الطريق السريع "النفق - شرم الشيخ" تبعد عن الساحل الشرقي لخليج السويس 1600 متر وهى أول منطقة أثرية تقابلك بعد الخروج من نفق الشهيد أحمد حمدي بحوالي 30 كيلو متر وعلى بعد حوالي 40 كم من مدينة السويس شرق القناة وتقع في الحدود الإدارية لحي الجناين محافظة السويس إلا أنها أثريا بداية جنوبسيناء من جهة الشمال ومساحتها حوالي 164فدان تقريباً يقسمها الطريق إلى قسمين شرقي وغربي، وجزء منها خاضع لأحكام قانون حماية الآثار. وبواحة عيون موسى حوالي 7 آبار 6 منهم غرب طريق نفق شرم الشيخ وبئر آخر شرق الطريق وكانت هذه الآبار فيما مضى تخرج منها مياه فوارة مائلة للملوحة، استخدمت في ري البساتين التي كانت موجودة قديماً ويقال أن أحد هذه الآبار هي التي "طرح فيها موسى الشجرة فصار الماء عذباً" وفيها مصنعاً وباحة لتجهيز أواني الفخار من الطفلة الصحراوية وعدد من الأفران، ومقبرة أثرية ومساكن للعمال مشيدة بالطوب اللبن وترجع هذه الآثار للعصر اليوناني الروماني. وأسفرت أعمال الحفائر التي أجريت في المنطقة فى عامي 2015 و2016 عن الكشف عن خطين لنقل المياه 80سم عمق فى عرض 60 سم المجرى 20 فى 20 فى خط وخط آخر 40 فى 40 بين كل 59 متر غرفة تفتيش كانت تستخدم فى القرن الخامس عشر الميلادي حيث كان هناك حرب على الطرق بين البرتغاليين والعثمانيين مع البندقيين من جانب آخر على الطرق وقد صنع العثمانيين هذه المواسير من الحجر الجيري المحلى لتنقل مياه آبار عيون موسي إلى ساحل الخليج لتمويل السفن بالمياه العذبة للشرب تم اكتشافها بواسطة د. حسام غدية مدير عام آثار جنوبسيناء مصري كما تم فى 2015 اكتشاف أحد البيوت المؤسسة جيدا طلاء ومحارة وأرضية باركيه بقايا ألوان كمنتج لعملية القوم فى السويس عمره 100 إلى 150 سنة لتضاف إلى ما تم اكتشافه من قبل من عدد الآبار التي ردمت على مر الزمن ولعل أشهر هذه الآبار بئر الشايب، وبئر الشيخ وبئر زهر، بئر الساقية الذي سمي بهذا الاسم نتيجة لوجود ساقية كانت ترفع المياه فى العصر الإسلامي وعين نور تم اكتشافها حديثا فى 2015 وعين النخلة نظرا لأن وسطها نخلة وبئر نور لأن الشمس تشع من خلال النخلة وبئر عواد يعود لرجل بنفس الاسم أما بئر الفقفاقة فهو أكبر بئر فى عيون موسي وبه مياه نقية وتقوم وزارة الآثار بأعمال الترميم والصيانة الدورية لكافة العناصر الأثرية والمعمارية بالمنطقة تحت إشراف منطقة آثار جنوبسيناء حيث يقوم بزيارة المنطقة الأثرية بزيارتها عدد كبير من السياح المصريين والأجانب يومياً، وجارى تطويرها وإعدادها للزيارة حاليا خاصة أنها ذات شهرة عالمية فالمنطقة كان فيها منذ 100 سنة مكان للحجر الصحي للحجاج شمال أفريقيا ومصر المكان يرتبط فى ذهن الناس بأنه المكان الذي فيه عيون سيدنا موسي التي ذكرت فى القران فى الآية 60 من سورة البقرة "وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" كما أنها مذكور فى التوراة فى سفر الخروج ولكن قصة مختلفة أن قوم سيدنا موسي بعدما عبروا البحر بثلاثة أيام سيرا فى الصحراء عطشوا ثم جاءوا لمكان اسمه "مارة" فيه مياه مرة لا تصلح للشرب فتزمروا على سيدنا موسي فوضع غصن شجرة فى أحد عيون المياه فأصبحت صالحة للشرب ومن هنا تأتى أهمية عيون موسي السياحية حاليا لأن المؤمن بالتوراة والإنجيل يعتبرونها أحد مناطق الخروج والتى حدثت فيها معجزات ربانية لسيدنا موسي منها القصة السابقة ويعتقدون تحديدا أن البئر الذي ألقى فيه غصن الشجرة هو بئر الشيخ "البحري" ولذلك زيارة الأجانب تأتى لبئر الشيخ ولشجرة الآثل وهى أشجار تمتد لتصنع ظلا ويعتقد أن سيدنا موسي استظل بأحد هذه الأشجار التي تجذب السياح إليها. وبالعيون مياه كبريتية والموقع واعد وجاذب للسياحة الدينية ومن الممكن أن يحقق للآثار دخل 100 ألف جنيه شهريا حاليا على الأقل وكان من المفترض افتتاح هذا المشروع فى 6 أغسطس الماضي 2015 إلا أن المشروع تأخر علما بأن وزارة السياحة هي التي تقوم بالصرف وهى المسئولة عن مشروع التطوير من خلال لجنة مشتركة مع الآثار والتى قامت بطبع التذاكر ثم إيداعها بالمخازن نظرا لعدم وجود كشك لبيعها أو سور حول المنطقة الأثرية. مشايات أسمنتية ويتم تجهيز مدخل جديد لعيون موسي مع مشايات وطرق ونظام إنارة حديث كمرحلة أولى من المشروع هذه المشايات من الأسمنت والبلاستيك العازل وكان من الأفضل أن تصنع من الخشب كالتي بمنطقة آثار الهرم لتناسب البيئة الأثرية المحيطة كما أن بها حوالي 8 مظلات أعلى كل بئر واحدة بتكلفة 360 ألف جنيه للمظلة للواحدة ورغم ارتفاع سعرها إلا أن ذلك لم يحم اثنين منها من السقوط أحدها على بئر الشايب. وكان من المفترض أن يتم افتتاح المرحلة الأولى للمشروع بالتزامن مع تاريخ افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمشروع قناة السويس الجديدة لوضع المنطقة علي الخريطة السياحية للمحافظة عقب العديد من الاجتماعات التي تمت بين رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب ود. الدماطي وزير الاثار السابق وكذلك وزير السياحة وذلك خلال يونيو 2015م إلا أن ذلك لم يحدث. وفى هذه المنطقة حلة صغيرة كان يسكنها البدو والأروام ويطلق على هذه الحلة اسم حلة عيون موسى، كما كان يوجد بمنطقة عيون موسي منازل للمصيف أقامها كبار وأعيان السويس لكي يقضوا الصيف بها وهذه المنازل كانت فى وسط الحدائق. الشجرة المقدسة وبعيون موسي شجرة مقدسة ومعمرة تدعى الآثل يقال أن سيدنا موسي استظل بظلها ولذلك يقدسها اليهود ويتباركون بها ويتوافدون عليها سياح شرق آسيا ليقيمون تحتها بعض الصلوات. الأثري مصطفى نور الدين مدير منطقة جنوبسيناء يؤكد أن المشروع أنفق عليه أكثر من 7 مليون جنيه كمرحلة أولى من وزارة السياحة بينما وضع الاستشاري مشروع ب 90 مليون مؤكدا أهمية إعادة تقييم ما تم فى المشروع وتحديد الأولويات مطالبا بمبنى صغير لقطع التذاكر وخزينة كما يطالب الأثري أحمد جمال مفتش الاثار بالمنطقة بزيادة الإمكانيات المادية لاستكمال الحفائر والعمل على إضافة الموقع على خريطة السياحة الدينية لارتباطه بطريق الحج وطريق الخروج أما الأثري خالد يوسف مرسي فيطالب بزيادة التمويل المخصص للمشروع وإنشاء سور حول المنطقة الأثرية واستكمال مبنى إداري للأثريين ومكتب استقبال وآخر لقطع التذاكر للسائحين.