علي عكس التوقعات، جاءت نتيجة الثانوية العامة هذا العام في صالح مكتب التنسيق، بعدما انخفضت النسبة العامة إلي 75.7% في مقابل 79,4% العام الماضي، بينما كانت التوقعات تشير إلي زيادة نسبة النجاح وارتفاع الدرجات عموماً، بعد حالات الغش الإلكتروني العديدة وتسريب الامتحانات، وهو الأمر الذي دفع وزارة التربية والتعليم وقتذاك إلي تأجيل موعد امتحانات خمس مواد. الدكتور رضا حجازي رئيس عام امتحانات الثانوية العامة، قال في تصريحات ل»آخرساعة» إن أعداد الطلاب المتفوقين هذا العام أقل من العام الماضي، ما يعني أنه سيحدث انخفاض في نسب الدخول إلي كليات القمة وتحديداً الطب والصيدلة، مضيفاً: الطلاب الحاصلون علي مجاميع من 95% فأعلي وصلت نسبتهم العام الماضي 15.98% من إجمالي عدد الناجحين، بينما بلغت النسبة العام الحالي 15.88%، متوقعاً ارتفاع تنسيق الكليات الأدبية، بعدما وصلت نسبة النجاح العام الحالي إلي 80.6%، مقارنة ب 78% العام الماضي. وأكد حجازي أن كليات القمة في قسم »العلمي علوم» التي يصل تنسيقها إلي 95% فأعلي، ستستقبل هذا العام 39 ألفا و 352 طالباً، وهو عدد أقل من العام الماضي، الذي بلغ 39 ألفا و 556، ما يبرهن علي انخفاض تنسيق كليات القمة في المجموعة العلمية، لافتاً إلي أن كليات القمة في قسم »العلمي رياضة» التي يصل تنسيقها إلي 95% فأعلي، ستستقبل 12 ألفا و 351، وهو أيضاً عدد أقل من العام الماضي، حيث بلغ 14 ألفا و 969 طالباً، بما يشير إلي انخفاض تنسيق كليات الهندسة هذا العام. وأوضح أن وزارة التربية والتعليم أرسلت نسبة النجاح لهذا العام مقارنة بالأعوام الماضية إلي وزارة التعليم العالي، استعداداً للمرحلة الأولي من التنسيق، المُقرر أن تبدأ الخميس المقبل، مشيراً إلي أن هناك تنسيقاً دائماً بين الوزارتين لضبط عملية التنسيق في اتجاهات متعددة منها مستوي الامتحانات وزيادة المجموع الكلي لدرجات الثانوية العامة وهو ما تم قبل ثلاث سنوات. من جانبه، قال الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم، إنه لا يوجد طلاب حاصلون علي 100% هذا العام وهي المرة الأولي التي يحدث فيها ذلك منذ سنوات بينما حصل 85 ألفًا و150 طالبًا علي مجموع من 95 إلي أقل من 100% بنسبة 15.88% من إجمالي الطلاب مشيراً إلي أن الأوائل منهم 88 طالبا من المدارس الرسمية، و5 من المدارس الخاصة. وأوضح الشربيني أن توزيع الأوائل علي المحافظات جاء كالتالي: طالبتان من محافظة الإسكندرية، و13 من القاهرة، و5 من الجيزة، و6 من كفر الشيخ، و4 من الشرقية، وطالب من الإسماعيلية، و4 طلاب من القليوبية، و5 من سوهاج، و3 من بني سويف، و12 من المنوفية، و4 من الوادي الجديد، وطالب من أسيوط، وطالب من أسوان، و7 طلاب من الغربية، و 8 طلاب من المنيا، وطالب من قنا. وبلغ عدد الأوائل في الثانوية العامة هذا العام 93 طالباً بينهم 73 حصلوا علي المركز الأول مكرر واحتل الباقون المراكز العشرة الباقية، حيث احتل 65 »أول» بالعلمي علوم لأول مرة في تاريخ الامتحانات، بينما احتل 6 في الشعبة الرياضية وطالب واحد في الأدبي وواحد في المكفوفين. السجن للغشاشين وعلي جانب آخر ينتظر 105 من طلاب الثانوية هذا العام السجن بسبب ارتكابهم مخالفات جسيمة في الامتحانات وذلك بعد أن تمت إحالتهم إلي النيابة تطبيقاً لقانون الغش في الامتحانات الذي أصدره رئيس الجمهورية نهاية العام الماضي. وقالت مصادر مطلعة بوزارة التربية والتعليم ل»آخرساعة» إن الوزارة قامت من جانبها بإلغاء امتحانات الطلاب الذين تمت إحالتهم للنيابة مشيراً إلي أن مصيرهم الآن بيد القضاء ولا علاقة للوزارة بهم. وأضاف أن الشئون القانونية بالوزارة حققت مع 4190 طالبا ارتكبوا جرائم الغش داخل اللجان الامتحانية وانتهت إلي تحويل من ارتكبوا مخالفات أضرت بالعملية الامتحانية بأكلمها علي مستوي الجمهورية إلي النيابة وهم الطلاب الذين ساعدوا في وصول أوراق الامتحانات إلي صفحات الغش الالكتروني. وأكد المصدر إن هذا العام سيشهد إقبالا غير مسبوق علي التظلمات التي فتحت أبوابها أمس الثلاثاء موضحاً أن ذلك يرجع إلي زيادة أعداد الراسبين هذا العام ليصل إلي 117 ألف طالب في مقابل 96 ألف طالب العام الماضي. من جانبه، أكد محمد سعد نائب رئيس عام امتحانات الثانوية العامة أن الوزارة لم تجر أي تعديل أو تغيير في آليات وضوابط تلقي تظلمات طلاب الثانوية العامة من النتيجة هذا العام، موضحاً أن تفاصيل الرحلة التي يقطعها طالب الثانوية لتقديم التظلم، تتمثل فيما يلي: يقوم الطالب بدفع رسوم 100 جنيه عن كل مادة يريد تقديم تظلم بشأنها في أحد فروع البنك الأهلي في حساب صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية، وهناك يحصل علي إيصال سداد من البنك، ثم يتقدم الطالب وولي الأمر بطلب التظلم في المديرية التعليمية التابع لها ويرفق مع الطالب إيصال السداد وشهادة الدرجات وصورة البطاقة. ويبلغ الطالب من مندوب الكنترول الموجود في المديرية التعليمية بميعاد ومكان الاطلاع علي ورقة الإجابة الخاصة بالمادة المتظلم منها، ولا يسمح للطالب باستخدام التليفون المحمول أثناء الاطلاع علي صورة ورقة إجابته، ولا يسمح له باصطحاب مدرس المادة أثناء الاطلاع، وتبدأ مواعيد الاطلاع من الساعة التاسعة صباحًا بمقر لجنة النظام والمراقبة المختصة. ويقوم الطالب في الميعاد بمراجعة »صورة» ورقة الإجابة الخاصة به جيداً وليس أصل الورقة، ويدون الطالب ملاحظاته الخاصة التي يراها في تصحيح أي جزئية موجودة بورقة إجاباته، وذلك في ورقة الملاحظات التي يتم إعطاؤها له أثناء الاطلاع، ثم يقوم الكنترول بعد ذلك بتسليم ورقة الملاحظات مع ورقة إجابة الطالب إلي مستشار المادة، الذي يقوم بالتأكد من صحة ملاحظات الطالب ليتم مراجعة تصحيح الجزئيات التي كتب بشأنها الطالب ملاحظاته، ويجب توقيع الطالب بنفسه علي غلاف صورة كراسة الإجابة بعد الاطلاع. وإذا ثبت حق الطالب في الحصول علي درجات زيادة، يتم إخطار الطالب علي عنوانه بموجب خطاب مسجل بعلم الوصول بهذا التعديل، ويملأ الطالب نموذج استرداد من المديرية التابع لها ويسترد رسم الاطلاع (100 جنيه للمادة). إحنا الأوائل علي جانب آخر تواصلت »آخرساعة» مع عدد من أوائل الثانوية العامة هذا العام، وكانت البداية مع أنس محمد عبدالعليم، الأول مكرر في الثانوية العامة بمجموع 409.5 درجة شعبة العلمي علوم بمدرسة ديروط أم نخلة الثانوية بمركز ملوي، حيث أكد أن أصعب ما واجهه خلال الامتحانات التسريبات المتكررة التي تسببت في إعادة الامتحانات ما جعله تحت ضغط طوال فترة الامتحانات. وأضاف أن طريقة تدريس المواد وكذلك المناهج التي تركز علي الحفظ كان عائقاً أمامه أثناء فترة الدراسة مشيراً إلي أن المواد العلمية التي تعتمد بالأساس علي الجانب العملي كان يضطر إلي حفظها بسبب طرق التدريس داخل مراكز الدروس الخصوصية تحديداً والتي كانت تلغي الفهم من عقول الطلاب لضمان استمرارهم بها. فيما قال عبد الرحمن محمود إسماعيل، الأول مكرر علي شعبة علمي رياضيات بمجموع 409.5 درجة، إنه علم بنجاحه من خلال التليفزيون، لافتاً إلي أن تليفونه لم يصمت فور إعلان النتيجة وحتي الآن لتلقي التهاني، وأضاف أنه يتمني أن يفيد البلد بالعديد من الاختراعات في مجال هندسة الطيران، وأن حلمه منذ الصغر هو الالتحاق بتلك الكلية، مشيراً إلي أنه يتمني أن يحصل علي منحة دراسية من إحدي الجامعات الدولية لتوظيف إمكانياته في هذا المجال. وقال علي عبدالله علي مصطفي، السابع مكرر علمي رياضة علي مستوي الجمهورية، إن الفضل الأكبر في هذا النجاح يرجع إلي والديه حيث دعماه نفسياً طوال السنة الدراسية، مضيفاً أنه اعتمد كلياً علي الدروس الخصوصية ولم يهتم كثيراً بالذهاب إلي المدرسة، والتي لم يذهب إليها منذ منتصف مارس أي قبل الامتحانات بحوالي ثلاثة شهور تقريباً مشيراً إلي أنه ركز علي المراجعات النهائية والتي أتت بثمارها في الامتحانات. وأشار إلي أنه لم يكن يذاكر عدد ساعات طويلة علي مدار اليوم ولكن كان المهم هو التركيز علي فهم المسائل الحسابية بالنسبة للرياضيات والفيزياء وحفظ المواد النظرية والتي كان لها عامل في أن يكون من الأوائل هذا العام مشيراً إلي أن الكتاب المدرسي لم يحقق أي إفادة بالنسبة له فكان الاعتماد علي المراجعات النهائية. وأكد رغبته في استكمال دراسته الجامعية في مجال هندسة البترول مشيرًا إلي أن أسرته تترك له حرية اختيار مستقبله والكلية التي يريدها دون أي محاولة ضغط منهم لاختيار مجال بعينه.