يمكن رصد تناقض غريب في بطولة أمم أوروبا »يورو 2016»، هناك فئة من الجماهير بمختلف الجنسيات تميل إلي إثارة الشغب سواء داخل المدرجات أو وسط شوارع فرنسا مستضيفة البطولة، ويقابلها في ذات الوقت مجموعة من المشجعين حضروا إلي الحدث القاري من أجل الاستمتاع بالساحرة المستديرة واستعراض جمالهم وتقاليعهم الغريبة أثناء التشجيع وسط أجواء رياضية مثالية. لم تنتهي الأثار السلبية من الاشتباكات العنيفة التي دارت بين جماهير روسيا وإنجلترا، ومشجعي بولندا وأيرلندا الشمالية، وأيضا ألمانيا وأوكرانيا، حتي وقعت أعمال شغب جديدة كان بطلها الجمهور الكرواتي أثناء مواجهة كرواتيا في الجولة الثانية للمجموعة الرابعة. شغب كرواتي ألقت الجماهير الكرواتية العديد من المقذوفات والألعاب النارية علي أرضية الملعب، وبدأت إحدي هذه المقذوفات النارية وكأنها تنفجر عندما حاول أحد مراقبي الأمن بإبعادها عن أرضية الملعب. واندلعت الاشتباكات بين مشجعي كرواتيا وحاول بعض مراقبي الأمن استعادة النظام في المدرجات فيما لم تتدخل الشرطة. هذه التصرفات كانت سببا في ضياع الفوز علي كرواتيا التي كانت متقدمة علي التشيك بنتيجة (2-صفر)، لينتهي اللقاء بالتعادل (2-2). وصف آنتي كاسيتش المدير الفني للمنتخب الكرواتي سلوكيات بعض جماهير كرواتيا بالإرهاب الرياضي، قائلا:» إنهم إرهابيون ، إرهابيون رياضيون ويفعلون ما يريدونه، إنهم هوليجانز وليسوا مشجعون». وقال كاسيتش إن التعادل المتأخر الذي حققه المنتخب التشيكي جاء »نتيجة افتقاد التركيز ، وكان هذا بالتأكيد بسبب المشجعين». وأضاف:» لاعبونا لديهم أصدقاء وعائلات في المدرجات، ولا يمكنك التركيز علي الملعب فقط بعد ما حدث، أشعر بالسعادة لأننا حققنا التعادل ولم نخسر اللقاء». عقوبات منتظرة أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن إجراءات انضباطية ضد المنتخب الكرواتي بسبب سلوكيات جماهير الفريق خلال مباراتهم أمام التشيك. ولدي جمهور كرواتيا تاريخ سيء مع الشغب، خلال التصفيات المؤهلة لليورو، عندما تم خصم نقطتين من منتخب بلادهم بعدما تم تعليم الملعب بعلامة الصليب المعقوف بمادة كيميائية خلال مباراتهم مع إيطاليا، وهي المباراة التي أقيمت بدون حضور جماهيري بعدما قامت الجماهير بتأخير انطلاق المباراة الأولي. ولم يجد لاعب كرواتيا إيفان راكيتيتش سوي الاعتذار عن سلوك جماهير كرواتيا الذي أدي إلي إيقاف المباراة أمام التشيك، قائلا: ينبغي علينا أن نعتذر للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ولكل الأشخاص في المباراة ولجميع العالم الذي يتابع كرة القدم».