ترصد وسائل الاعلام وكاميرات الهواتف الأخطاء فى كل مكان، تسجل لقطات وحشية بطلها ذو منصب شديد الاهمية، لتكشف عن الوجه الآخر لأصحاب النفوذ والمناصب الهامة، وينتشر الفيديو ليفتح ملف جديد من الفساد والفضائح لتحرج مؤسسات الدولة، يلعب هذا السيناريو دورا كبيرا فى الكشف عن وجوه أجهزة الامن المختلفة فى العالم الا انه اثار الانتياه نحو تجاوزات الشرطة الامريكية التى أحرجت الدولة التى تنادى بالديمقراطية فى كل المناطق المشتعلة فى العالم تبعا لمصالحها الخاصة وتغض النظر عن التجاوزات التى تحقق أهدافها ضمن سياستها الخارجية ولكن الاوضاع الداخلية تكشف ان أرض الديمقراطية لا تتمتع بمعانيها الكاملة فى ظل مصطلحات يتداولها الامريكان أنفسهم مثل عسكرة الشرطة وتسليح أجهزة الامن وتجاوزات ضباطها التى تفتح ملف يسبب الحرج للإدارة الامريكية. رصدت وسائل الاعلام عدد من التجاوزات منها تعرض فيها رجل مسن الى الضرب بعنف بسبب مخالفته قوانين المشاة وحالة أخرى امتدت التجاوزات فيها الى حد قتل شاب امريكى بسبب عصا جولف اعتقد الضابط انها سلاح بالاضافة الى التجاوزات مع حالات تحت تأثير الكحول وغيرهم، وفى أواخر العام الماضى نشرت وكالة رويترز تقرير خطير يحمل أرقام يتحمل مسئوليتها ناشطون امريكيون يتولون مشروع رصد عنف الشرطة فى الولاياتالمتحدةالامريكية ليؤكد التقرير عن مسئولية الشرطة عن قتل 1152 شخص على الاقل فى نفس العام، ويؤكد ان دوائر الشرطة استهدفت قتل 60 شخص من السود فى أكبر دوائر الشرطة، كما لم تتقدم تلك الدوائر بتقديم بيانات عن الوفيات التى تورط فيها الضباط، وتأتى تلك الارقام من ملفات قاعدة بيانات حوادث اطلاق النار على يد الشرطة بالاضافة الى رصد الجرائم عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعى وإعلانات الوفاة ضمن تقارير الشرطة، ويشير التقرير الى ان نسبة الضحايا من الاشخاص السود تصل الى 40%، وفى عام 2013 سجلت التقارير وفاة 1140 حالة، كما تشمل اسباب الوفاة ضمن حوادث إطلاق النار والخنق والدهس بالسيارات ومسدسات الصعق الكهربائى، بالاضافة الى حالة الوفاة نتيجة الاسباب الطبية الطارئة اثناء الاعتقال او تقييد حركتهم بالاضافة الى الحوادث المتكررة التى يرتكبها أفراد شرطة وهو خارج الخدمة. دوائر الخطر! وفى تقرير آخر لمنظمة العفو الدولي يرصد استخدام الشرطة الأمريكية قنابل غاز ضارة اثناء مواجهة موجة الاحتجاجات الشعبية التى تتهم دوائر الشرطة بإساءة معاملة السود، وحددت التقارير المختلفة دوائر عنف الشرطة الامريكية وهي بيكرفيلد بكاليفورنيا وأوكلاهوما سيتي بولاية أوكلاهوما وأوكلاند بولاية كاليفورنيا ونيو أورليانز وسان فرانسيسكو، بالاضافة الى إدارة شرطة إنديانابوليس متروبوليتان وإدارة شرطة سانت لويس متروبوليتان، وتسبب عنف تلك الادارات خاصة نحو الاشخاص السود الى إندلاع سلسلة احتجاجات فى عدد من المدن الامريكية خلال العامين الماضيين، وبالعودة الى سنوات الماضى ترصد حالات العنف والقتل تاريخ دائرة شرطة نيويورك الى تقتل أكثر من 40 شخص سنويا فى سبعينات القرن الماضى، اما معدل ضحاياها فى السنوات الاخيرة فيصل الى حوالى 12 شخص سنويا، وتلعب كاميرات الهواتف دور كبير فى الاستخدام القاتل للقوة، ففى الماضى كان مبرر رجال الشرطة الاعتداء عليهم من جانب المشتبه به او المتهم الا ان قرار تثبيت كاميرات تراقبها الشرطة على الزى الرسمى لأفرادها كشف عن كذب تلك المبررات، ليواجه ضباط الشرطة اتهامات بإستخدام القوة المميتة.