لو أن أهل الإعلام المصري تواضعوا و طلبوا من العبد الفقير نصيحة لن أجد أبلغ ولا أوجز من نصيحة تشرشل السياسي البريطاني العجوز لسياسي بريطاني شاب عندما قال له : استغل كل طاقتك وإرادتك حتي تقوي جناحك ليحملك إلي الفضاء العالي حيث تحلق النسور هناك الحرية وهناك الخطر إذا لم تستطع فلا تسمح لنفسك تحت أي ظرف بطلب الأمان في قفص ببغاء تنطق برطانة يدربونك عليها. !! و لو تأملنا في نصيحة الخواجة تشرشل وطرحنا السؤال ماذا اختار إعلاميون وصحفيون أصبحت شهرتهم تضارع شهرة نجوم السينما ؟ هل اختاروا التحليق مع النسور أم ارتضوا بدور الببغاء ؟ للأسف الشديد الذي لا يري الريش الملون لكثير من هؤلاء يحتاج لطبيب عيون ماهر!! حجة الببغاوات أن النجومية لم تعد قاصرة على النسور ولأن ربك سبحانه "يرزق الدودة في بطن الحجر" أصبح للببغاء عشاقه ومحبوه فنال الطائر اللطيف جانباً من النجومية صحيح أنه لا يفارق القفص و يعيش حياة كسولة وبليدة ،ويأكل من عرق الآخرين لكنه في النهاية يتمتع بنجومية يحسده عليها كثير من الطيور !! الببغاء كما قال عنه أحمد شوقي رحمه الله "عقله في أذنيه" أي أن مكان التفكير عنده هو أذنه فهو يفكر وفقاً لما يهمسه في أذنه الآخرون ، ويحاكيه دون أن يفكر إن كان الكلام بذيئاً أو حسناً هو فقط يعلن عن وجوده بالنطق بما يملى عليه !! عموماً لا يغرنك تزايد أعدادا الببغاوات فهي تتكاثر بصورة أكبر جداً من النسور لكن نسراً واحداً يساوي في قيمته آلاف من الببغاوات - ملحوظة - حديثي عن النسر والنسور لا يمت بأي صلة للسيد حمدين صباحي زميلنا الصحفي والمرشح الرئاسي السابق الذي ارتبط شعاره الانتخابي بالنسر !! وفي النهاية أنا لا أتعشم ولا أحلم بأن يملأ فضاء الإعلام المصري نسور جارحة تنطلق بحرية مستحقة لا مقطوعة ولا ممنوعة، لكني أحلم بأن يتقلص عدد الببغاوات فهل يتحقق حلمي ؟! * من شعر أبي القاسم الشابي : سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء أرنو إلى الشمس المضيئة هازئاً بالسحب والأمطار والأنواء