ترى الدكتورة هبه يس مستشارة العلاقات الانسانية والأسرية أن الطلاق أصبح خطرا يهدد الكثير من البيوت ، فأرادت من خلال "أخبار الحوادث" نشر الوعي لدى الفتيات والشباب لتقديم جرس الانذار للعلاقة الفاشلة قبل أن تتحول من خطوبة إلى زواج قد تؤدى بعدها إلى طلاق .. وفي هذا العدد بدأت د.هبه بتقديم النصيحة إلى الفتيات على أن تقوم ايضا بتقديم الجزء الثانى الخاص بالشباب فى العدد المقبل وتقول د.هبه يس:بداية أحب أن أؤكد على أنه ما من زواج فاشل أو علاقه غير مرضيه إلا وكانت لها مؤشرات وعليها دلائل من قبل اتمام الزواج .. سواء أكان ذلك أثناء الخطوبه أو حتى في مرحلة التعارف ما قبل الخطوبه .. فلا أحد يروي قصته البائسه عن زيجه غير موفقه الا و تجده يقول "كيف لم أنتبه الى ما حدث يوم كذا و كذا .. او الى واقعه معينه او حادثه بعينها؟! .. كلها كانت دلائل على ما سيحدث و لكن أين كان عقلي وقتها؟" والحقيقه أن معظم الزيجات التي تعاني من عدم الاستقرار والافتقاد إلى الود و الألفه .. كان يمكن التنبؤ بها من قبل ليس بواسطة الدجل و السحر .. و لكن بالمؤشرات التي تكون واضحه و كأنها علامات انذار جليه أمام الأعين .. و لكننا وقتها نعمي أعيننا و نصم آذاننا بل و نطمس على قلوبنا حتى يستمر الموضوع .. والسؤال لماذا؟ .. لعدة أسباب منها: . البعض يعتقد أن ما يراه أثناء الخطبه أو قبل الزواج ما هو الا عيوب بسيطه يمكن اصلاحها بعد الزواج! . والبعض يسلم بحتمية وجود عيوب بالآخر و هذا صحيح طبعا", لكنه لا يستطيع التفرقه بين العيوب التي يمكنها تحملها و بين تلك التي لا و لن يطيقها! . البعض الآخر يرى أن الزواج اصبح صعبا هذه الأيام سواء للفتاه أو للفتى وهذا مبررا" كافيا" للتغاضي عن اي شئ في مقابل اتمام الزواج! . البعض أيضا قد يرى عيبا أو عبئا في انهاء ارتباط ما كخطبه أو عقد قران أو حتى اتفاق مبدأي. . والأغلبيه العظمى يفتقد الى الخبره و الفطنه للتعرف على المدلول الحقيقي لبعض المواقف التي تكون عوامل منبهه .. فسواء كان السبب هو صغر السن أو قلة الاحتكاك و الاختلاط, أو التربيه المنغلقه .. فالنتيجه واحده و هي عدم قدرة الشخص على تقييم الشواهد التي يراها و يجربها قبل الزواج .. و هذا ما سنعمل عليه سويا! وتستكمل د.هبه يس كلامها بتوجيه الانذار الى الفتيات قائله: وسأبدأ بتوجيه حديثي الى الفتيات .. فأنا أرى أن كثير من الفتيات ليس فقط يقبلن على الزواج دون أدنى فكره عنه .. بل أيضا دون أن يكون لديهن أدنى فكره عن ماذا تقبل و ماذا ترفض ..وما هو المسموح و ما هو غير المقبول بينها و بين شريك حياتها في المستقبل.. الكثير من الفتيات يعانين العديد من المواقف أثناء الخطبه أو القران و هن لا يفهمن على ماذا تدل هذه المواقف و الى ماذا تشير .. هل هذه علامات سيئه فعلا كما تشعر بعضهن أم أنها مجرد مواقف عاديه لا تستحق التوقف عندها و يجب التغاضي عنها .. أعرف أن الكثيرات يكبتن بداخلهن الكثير من الأسئله في مرحلة ما قبل الزواج .. هل هذا هو الشخص المناسب؟ هل ما ينتج عنه من تصرفات كافي للحكم عليه؟ .. وهل هذا كافي لانهاء العلاقه في حالة أن هذه التصرفات لم تعجبني؟ .. هل أطلق العنان لاحساسي حتى يدلني على الطريق الصواب؟ أم أحكم عقلي و المنطق في كل شئ؟, متى استطيع أن أقول لا؟ .. و ما هي الأشياء التي لا يمكن التغاضي عنها أو التنازل عنها في زوج المستقبل؟ .. مئات بل آلاف الأسئله تدور بأذهان الكثيرات حتى يأتي القدر ليضع كلمته .. اما باستمرار الزيجه التى قد تنجح او لا .. اما بحل هذا الارتباط و الذي يكون افضل الحلول فى احيان كثيره! لهذا سنناقش سويابعض الأمور البسيطه التي قد تحير بعضنا وقد نشعر بالتفاهه اذا سألنا عنها, لكنها في نفس الوقت مؤشرات واضحه عما سيكون عليه الحال فيما بعد .. و لكن اذا شعرتم بأن هذا الارتباط ليس بالخيار الموفق فلا أفضل من حله سريعا .. مهما كانت الخسائر المترتبه على حل الخطبه أو حتى عقد القران .. فلن تقارن بتلك المترتبه على هدم بيت و تمزيق أسره و التي قد يصبح بها أطراف متضرره آخرى! اذا كان شريك حياة المستقبل يفعل معك أيا من الأمور الآتيه فانتبهي فهذا الأمر يستحق ..لا تستصغري مثل هذه الأمور: . اذا كان ليس لطيفا معك ولا يرغب في رؤيتك أو الحديث اليك. . اذا كان يجعلك تنتظرين هاتفه طويلا أو يجعلك أنت دائما التي تتصلى به و تبحثى عنه. . لا يتكلم معك عن المستقبل المشترك وبعض طموحه و آماله لك و له و لبيتكما معا. . لا تشعرين بأنك جذابه أو مرغوبه في عينيه فتجدينه لا يلتفت اليك حينما تكونين تقصدين لفت انتباهه. . يتخلف كثيرا عن مواعيده و يتراجع كثيرا عن وعوده معك وليس لديه أكثر من الأعذار التي لا تنتهي. . يعطيكي دائما اشارات مختلطه بمعنى أنك أحيانا تجدينه مبتهجا معك و يضحك و يمرح.. و أحيانا آخرى تشعرين باهماله الشديد و كأنك لست موجوده, بل و بنفوره أحيانا. . يتملص منك عندما تريدين ايكال بعض المهام اليه حتى و ان كانت بحكم العرف و العاده هي فعلا من مسئولياته. . لا تشعرين أنه يبذل ما بوسعه لتحقيق رغباتك التي يعلم جيدا أنها ستسعدك وتدخل البهجه على قلبك. . يجعلك تشعرين بالاحباط و خيبة الأمل كثيرا و في مناسبات مختلفه. . يجعلك تبكين كثيرا و لأسباب مختلفه. . يشعرك بالحيره و التردد عندما ترغبين في التحدث اليه عن أي شئ ..فيجعلك تفكرين ألف مره في كل كلمه ستقولينها له لأنه غالبا يسئ فهمك. . لا يتحمل أن تكوني ثائره أو غاضبه أو متعبه في بعض الأحيان. . تجدينه يبتعد عنك حينما تحتاجين اليه سواء في مواقف صعبه أو عند حدوث أزمه أو حتى عندما ترغبين في الفضفضه اليه. . تجدينه ينسى أغلب ما قد سبق و أخبرته به عن الأشياء التي تحبينها و الأشياء التي تكرهينها ( ولا أعني أنه سيتذكر كل شئ). . لا يهتم بتذكر الذكريات الخاصه بكما معا" كأول لقاء مثلا" و غيرها من الأشياء البسيطه التي قد تحمل معنى خاص بكما أنتما فقط. . تجدينه يعمل على عزلك و ابعادك عن أصدقائك و زملائك بل و أهلك أيضا.. و قد يحدث ذلك تحت شعار الحب كأن يرغب في ان تستغني به عن كل من حولك. . يرغب في التحكم في كل صغيره و كبيره في حياتك و مظهرك و ملبسك بل و ماذا تأكلين أيضا ..و قد يتجاوز هذا الى اختياره لك مجال دراستك أو عملك مثلا.. و لا أعني هنا أنه يجب ألا يكون له رأي في كل هذا .. لكن ما أعنيه أنه لا يجبرك على رأيه لو اختلفتما .. فالكلمه الأولى فيما يخصك يجب أن تكون لك خاصة و أنت لست بزوجته بعد. . يطلب منك ما قد يتعارض مع رغبات أهلك و خاصة والديك .. فاعلمي جيدا أنك طالما أنت لازلت في منزل والديك فلا يجب أبدا اهمال أو خلاف رأيهما و هو يجب أن يفهم ذلك و يساعدك عليه لا العكس. . يجتهد دائما و يسعد بأن يشعرك بالتبعيه له و انك لا تستطيعين الانفصال عنه وأنك لا شئ بدونه فالعلاقه السويه و الحب الحقيقي ليس بالتملك .. و انما هو علاقه يدعم فيها كل طرف استقلالية الطرف الآخر بذاته .. ودفعه لتحقيق نفسه و اثبات ذاته بالدعم المتبادل و ليس طمسا لملامح طرف أو الغاء لشخصيته أو رغباته. . تجديه يسفه دائما من آرائك و يسخر من كلامك و يستخف عادة بما تقولين و كأنك بنصف عقل و قد لا يتورع في فعل ذلك علانية و امام الناس أحيانا. . يبدي عدم ارتياح و أحيانا غضبا معلنا عند تقدمك أو ارتقائك في شئ ما كعملك مثلا أو مشروع خاص بك أو حتى في خطوات تحقيق طموحاتك. . لا تشعرين بالاستمتاع بوقتك معه أو أنه هو لا يستمتع بوقته معك. . تشعرين بأن اجراء حوار بينكما هو عبء ثقيل تتحملينه وحدك و قد تحتاجين الى ترتيب ما ستقولينه لشغل الفراغ بينكما مسبقا. . تشعرين أن وجودك معه يخنقك سواء لكثرة طلباته أو تعليماته أو محظوراته.. فمجرد وجوده يسبب لك نوع من التوتر و الترقب, أو حتى لصمته الطويل و انتظاره الدائم لمبادرتك بالحديث. . لا تأمنين تصرفه وقت انفعاله وخاصة أمام الناس. . لا يخجل من أن يحدثك عن فتيات أخريات أو علاقات سابقه أو يعمد الى مقارنتك بهم وربما تجدينه ينظر علنا الى غيرك و أنت معه و لا يتورع في ابداء اعجابه بها. . تشعرين بأنه يضعك في ذيل قائمه أولوياته بعد عمله و أصدقائه و عائلته و هواياته. . تجدينه يعمد الى تقليص مصروفاته دائما أدنى من الحد المطلوب .. مع عدم وجود ما يفرض ذلك من ظروف كأن تكون هداياه دائما دون المستوى.. أو أن يتغافل عن احضارها أحيانا أو أن تكون دعواته لك خارج المنزل نادره أو مخيبه للظن عادة. . كلماته وزياراته واتصالاته وهداياه حتى مرحه معك .. كل هذا تجدينه دائما أدنى من طموحاتك بكثير ( مع تأكدك بواقعية ما تطلبين). . عدم تقبله لكثير من صفاتك و طباعك و محاولاته المستمره لتغييرك و نقده اللامنتهي وكأنه يحاول جعلك شخصا آخر غيرك. . تجدينه بعيدا عنك كثيرا في اهتماماته و طريقة تمضيته لوقت فراغه وعلاقاته بالاخرين.. وصلته بأهله و بأصدقائه .. كما أنه لا يحاول التوصل الى وضع وسط بينك و بينه في هذه الاختلافات .. فهو يفرض ما يرغب وما اعتاد عليه وكأنه الصواب المطلق دون الاعتبار الى أن لك رأيا آخر. . رد فعله الأول عند حدوث أي اختلاف هو الثوره و الغضب دائما .. ويحملك مسئولية افساد الوقت و (النكد) باستمرار ..و تجدينه بعيد كل البعد عن محاولة تفهمك و التقرب الى ما تريدينه. . يضع قائمة رغباته و احتياجاته أولا وعلى راس القائمه والكل يأتي من بعده بما فيهم أنت وكأنه محور الكون الذي يجب أن تدوري حوله. . لا يتقبل هفواتك ولا يقبل عذرك وقد يميل الى توبيخك في كل مناسبه ممكنه ولا ينسى أخطائك أبدا. . يتناسى او يتجاهل ما تطلبينه منه عمدا ..فهو لا يكبد نفسه عناء حتى أن يتذكر ما طلبتيه منه مرارا و تكرارا. . يتهرب من مسئولياته تجاهك أو تجاه ارتباطكما حتى يأتي الوقت الذي تجدين فيه أنه لا مفر من أن تقومي أنت أو اي شخص آخر بما كان من المفترض أن يقوم به هو. . تجدينه لا يأبه حقا بضيقك و حزنك و انفعالك مهما ساءت حالتك أمامه لا يظهر اي تفاعل ايجابي يخفف عنك حتى لو بالتعاطف والكلمات ..فقد يظل صامتا أو حتى قد يتركك و يبتعد و لا يحاول الاقتراب حتى تنهي ضيقك بنفسك. . تشعرين أنه يسئ معاملتك باي صوره بداية من الشكل المعنوي ونهاية بالشكل اللفظي أو المادي الملموس ..فقد يجعلك تشعرين بقلة التقدير لذاتك بالتعامل معه وقد يستغل هو وجود ذلك فيك من الأصل فيرسخه بداخلك أكثر ..تأكدي من أنك دائما تستحقين المعامله الكريمه أيا كان وضعك. . تفاجئين دائما بأنه لم ينفذ ما اتفقتم عليه من قبل بخصوص أي شئ اما لقلة اعتباره لهذا أو لأنه رأى شيئا أفضل فنفذه دون أخذ رأيك أو لأنه أصلا لا يذكر ما اتفقتم عليه .. وأيا كان فالنتيجه النهائيه أنه لا يعبأ بما ترغبينه حقا. كل ما سبق و غيره الكثير يعتبر من العلامات التي يجب أن تلفت انتباهك .. ولا اقول أنها تستوجب انهاء العلاقه بالضروره .. و لكنها تستوجب التوقف حتى نصل الى حل لها أو الى طريقه للتعامل معها .. وإلا فاذا لم نستطع فعل هذا قبل الزواج .. فبالتأكيد لن نستطيعه بعد الزواج. وتنهى د.هبه يس كلامها قائله: يجب أن تعطي الحريه لحدسك لآن يقول كلمته فالصوت الداخلي الكامن بين جنباتك له غالبا الرأي الصواب بعيدا عن كل منطق و كل عقل فالراحه الداخليه والطمأنينه هي الأساس عند اختيار استمرار أي علاقه. لا أقول أن كل الزيجات الناجحه كانت خاليه من الخلافات و المشاكل .. لكن كل الزيجات الناجحه لم يساور أحد طرفيها الشك في أنه مرتاح داخليا الى شريك حياته .. وانه لا يرغب في الابتعاد عنه .. ولم يمر به وقت فكر فيه هل انا على الطريق الصواب أم لا في هذه العلاقه .. فالحس الداخلي بالأمان و الراحه يطغى على كل شئ, و يسود مهما أظلمت الظروف. کeply, Reply All or Forward | More