ما أقصر شهور العسل هذه الأيام بين الأزواج.. وقصص الحب الملتهبة التي أطفأها الزواج قبل أن تكمل عامها الأول.. وكثير من المحبين الذين تعارفوا في فترة الجامعة.. وعاشوا قصص عشق وغرام كانت مضرب الأمثال انتهت بزواجهم في شهور قليلة..وانتهت بالطلاق فى شهور أقل. الأرقام تؤكد أن نسبة الطلاق في مصر ارتفعت الي معدلات قياسية خلال الخمسين عاما الأخيرة حتي وصلت الي 40% من الزيجات، ومن المعروف أن الحب أعمى لأننا قبل الزواج نتغاضى عن العيوب ونغفل الشروط .. وهذا هو الخطأ الكبير الذى يدفع الطرفان ثمنه بعد ذلك .. ولكن يكون قد فات الأوان.. لذلك فالاكيد أن إغفال عيوب شريك حياتك قبل الزواج هو الصخرة التى تنكسر عليها مشاعر الحب بعد الزواج وتسبب ألما لا تعالجه أو تداويه الأيام. والأكيد أنه ما من زواج فاشل أو علاقة غير مرضية إلا وكانت لها مؤشرات ودلالات قبل الزواج سواء كانت في مرحلة الخطبة أو ما قبلها.. وما من زوجة غير سعيدة أومطلقة إلا ولامت نفسها مرات ومرات: «كيف لم انتبه من قبل لما حدث يوم كذا ويوم كذا؟.. و كيف لم انتبه الي أنه أناني الي هذه الدرجة؟.. أو بخيل الي هذا الحد»؟ لكن للأسف يحدث كل هذا بعد أن تكون «الفاس وقعت في الراس». ولأن الفتاة دائما ما تتحمل النصيب الأكبر من اللوم بعد الطلاق أو حتي اذا اشتكت من التعاسة الزوجية، ولأنها أيضا الضحية الأولي بعد الطلاق والخاسر الأكبر، فهناك عدة مؤشرات للرجل الذي لاينبغىألا تتزوجي به تلخصها د. هبة ياسين الكاتبة وإستشاري العلاقات الزوجية في كتابها «اكتشف نصفك الآخر». اذا كان ليس لطيفا معك، ولا يرغب في رؤيتك، أو الحديث اليك. اذا كان يجعلك تنتظرين هاتفه طويلا، أو يجعلك أنت دائما التي تتصلين به وتبحثين عنه. لا يتكلم معك عن المستقبل المشترك، وبعض طموحه وآماله لك ولبيتكما معا. لا تشعرين إنك جذابة أو مرغوبة في عينيه، فتجدينه لا يلتفت إليك حينما تكونين وحين تقصدين لفت انتباهه. يتملص منك عندما تريدين الاعتماد عليه في بعض الامور لا تشعرين أنه يبذل ما بوسعه لتحقيق رغباتك التي يعلم جيدا أنها ستسعدك وتدخل البهجة الي قلبك. يجعلك تشعرين بالاحباط وخيبة الامل كثيرا وفي مناسبات مختلفة. يجعلك تبكين كثيرا، ولاسباب مختلفة. تشعرين بالحيرة والتردد عندما ترغبين في التحدث اليه عن اي شئ.. فيجعلك تفكرين ألف مرة في كل كلمة ستقولينها لأنه غالبا يسئ فهمك. لايتحمل أن تكونى ثرثارة أو غاضبة أو متعبة في بعض الأحيان «وليس كل الاحيان». تجدينه ينسي أغلب ما قد سبق أن أخبرته بها..وعن الأشياء التي تحبينها والاشياء التي تكرهينها. لا يهتم بتذكر تواريخ المناسبات الخاصة بكما معا كأول لقاء أو يوم اتمام الخطبة أو عقد القرأن وغيرها كثيرا ، خاصة تلك الأشياء البسيطة التي قد تحمل معاني خاصة بكما «ووحدكما انتما فقط». لا تتزوجيه إذا وجدتيه يعمل علي عزلك عن أصدقائك وزملائك بل أهلك، وان كان هذا تحت شعار الحب فانه يرغب في الحقيقةأن تستغني به عن كل من حولك. يرغب في التحكم في كل كبيرة وصغيرة في حياتك في ماذا تلبسن؟.. وكيف تصرفاتك؟.. وقد يتجاوز حد التدخل الى التحكم فى حياتك.. ماذا تأكلين؟ ولاتتزوجيه.. عندما يطلب منك ما قد يتعارض مع رغبات أهلك واعلمي أنك مادمت في بيت والديك فلا يجب أبدا إهمال رأيهما أو مخالفتهما، وهو يجب أن يتفهم وجهة نظرك ويحترمها ويساعدك عليها. ولا تتزوجيه.. عندما تجدينه يسفه دائما من آرائك ويسخر من كلماتك ويستخف بما تقولين وكأنك بنصف عقل وقد لايتورع في فعل ذلك علانية وأمام الآخرين. وعندما يبدي عدم ارتياحه وغضبه عند تقدمك أو ارتقائك في عملك، او مشروع خاص بك، أو حتي في خطوات تحقيق طموحاتك. وعندما لا تشعرين بالاستمتاع بوقتك معه.. أو عدم استمتاعه بوقته معك. أيضا عندما تشعرين بأن إجراء حوار بينكما هو عبء ثقيل تتحملينه وحدك وقد تحتاجين إلي ترتيب ما ستقولينه لشغل الفراغ بينكما مسبقا. أوتشعرين أن وجودك معه يخنقك سواء بكثرة طلباته أو تعليماته أو محظوراته.. أو أن مجرد وجوده يسبب لك نوعا من التوتر والترقب أو حتي أن صمته طويل وانتظارك دائم لمبادرته الحديث. أو أنه لا يخجل من أن يحدثك عن فتيات أخريات أو علاقات سابقة أو يتعمد مقارنتك بهن، وربما تجدينه ينظر علنا الي غيرك وانت معه. تشعرين بانه يضعك في ذيل قائمة أولوياته بعد عمله وأصدقائه وعائلته وهواياته. تجدينه يتعمد تقليص مصروفاته دائما أدني من الحد المطلوب مع عدم وجود ما يفرض ذلك من ظروف كأن تكون هداياه دائما دون المستوي أو أن يتناسى إحضارها أحيانا.. أو أن تكون دعواته لك خارج المنزل نادرة ومخيبة للآمال عادة. تجدينه بعيدا عنك في اهتماماته مثل طريقة تمضيته لوقت فراغه وعلاقاته بالآخرين، وصلته بأهله وبأصدقائه.. كما لو أنه لايحاول التوصل الي وضع وسط بينك وبينه في هذه الاختلافات، وهو يفرض عليك ما يرغب وما اعتاد عليه وكأنه الصواب المطلق دون الاعتبار لرأيك. رد فعله الأول عند حدوث أي اختلاف هو الثورة والغضب ودائما يحملك مسئولية إفساد الوقت، أو أنك سبب النكد باستمرار! يضع قائمة رغباته واحتياجاته أولا وعلي رأس القائمة والكل يأتي من بعده بم فيهم أنت وكأنه محور الكون الذي يجب أن تدوروا حوله. تجدينه لا يأبه حقا بضيقك وحزنك وانفعالك ومهما ساءت حالتك أمامه لايظهر أي تفاعل إيجابي يخفف عنك حتي لو بالتعاطف والكلمات، فيظل صامتا أو حتي يتركك ويبتعد ولا يحاول الاقتراب حتي تنهي ضيقك بنفسك. تشعرين أنه يسئ معاملتك بأي صورة بداية من الشكل المعنوي ونهاية بالشكل اللفظي أو المادي الملموس فقد يجعلك تشعرين بقلة التقدير لذاتك فى أثناء التعامل معه. تفاجئين دائما بأنه لم ينفذ ما اتفقتما عليه من قبل بخصوص أي شئ إما لقلة تقديره لك، أولأنه رأي شيئا أفضل فنفذه دون أخذ رأيك، أو لانه أصلا لا يذكر ما أتفقتما عليه. فكل العلامات السابقة كما تقول د.هبة ياسين لا تعني بالضرورة إنهاء العلاقة فورا ولكنها تستوجب التوقف عندها والتوصل الي حل بشأنها أو طريقة للتعامل معها، وحتي لا تفاجئين بعد الزواج وفي النهاية بعد رصد هذه العلامات والدلائل إعطي فرصة لحدسك لأن يقول كلمته فالصوت الداخلي الكامن بين جنباتك غالبا له الرأي الأصوب والراحة الداخلية والطمأنينة هي الأساس الذي يجب أن تكون له الأولوية عند اختير شريك حياتك، فعندها فقط يمكنك تجاوز الخلافات والعثور علي طريقة للتعامل معها.