دموع، حزن ، يأس، اكتئاب، كلها مشاعر غير مرغوب فيها ظهرت واضحة على اغلب وجوه الفتيات أو كما يطلق عليهن "الأمهات الصغيرات "مآسي وأسرار وخفايا تخفيها كل منهن في حقيبة أسرارهن ، داخل قرية الأمل وهى أول جمعية تؤسس لرعاية المغتصبات والمشردات تحدثنا مع دكتورة"عبلة البرى" مديرة مؤسسة قرية الأمل التي أكدت لنا إن هذا الفرع يشمل رعاية من نوع خاص بالأمهات الصغيرات ولديه 13 موظفًا مابين مدرب وممرضة وأخصائيين نفسيين واجتماعيين ويوجد به 25 حالة من الأمهات بأطفالهن وبالطبع المركز يقدم لهم الرعاية الكاملة من تأهيل ورعاية وتربية وتدريب على حرف مختلفة وهذا ما سوف نتعرف عليه بالتفصيل في السطور التالية. كيف يتم استقبال الفتيات وهل هناك شروط محددة لاستقبالهن؟! يتم استقبال الفتيات من خلال مراكز الاستقبال المنتشرة في محافظاتالقاهرة والاسكندرية التابعة للمؤسسة أو من خلال الجمعيات الأخرى المعنية بهذا الشأن أو من خلال وزارة الداخلية، والهدف من التأهيل وتعليمهن الحرف هو إعادة دمجهم في المجتمع مره أخرى دون خوف أو رعب وبالطبع من اجل استعادة الثقة بالنفس التي قد تكون في اغلب الحالات قد انعدمت، أما بالنسبة للشروط فهناك نظام خاص بالمؤسسة يشمل عمل دراسة على الحالة للتعرف على الظروف المعيشية ومدى حجم الكارثة التي تعرضت إليها بمعنى صحيح نقوم ببحث حالة كل فتاة اجتماعيًا ونفسيًا وقانونيًا وذلك لان الهدف من فكرة إنشاء المركز هو تغيير فكرة المجتمع ونظرته القاسية لفتيات الشوارع خاصة المغتصبات. ما هي أهم الصعوبات والعقوبات التي واجهتكم؟! أهم مشكلة مازلنا نعانى منها حتى الآن هي إن الجمعية سعت منذ عام 2004 لتغيير قانون الطفل المصرى وذلك من اجل إعطاء الأم حقها في نسب لابنها أو ابنتها بعد إن كان يعامل معاملة مجهول النسب وتكون الأم ضحية لهذا القانون وتحرم من الاحتفاظ بطفلها وبالفعل تم تغيير القانون سنه 2008 وانتظرنا عامين حتى تم إقرار اللائحة التنفيذية 2010 ومنها إلى ثورة يناير وما تابعها من انخفاض المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي أيضا، أوقفت العمل بالقوانين التي عدلت والتي منها قانون الطفل وأصبحنا نحن "قرية الأمل" نعانى من هذه الازمة التي أثرت بشكل كبير على الجمعية خاصة على الخدمات التي تقدم للأمهات الصغيرات، وأصبحت قضايا النسب تحتاج إلى مبالغ طائلة لكي يتم إصدار شهادة ميلاد لهذه الأم الصغيرة وتعتبر مشكله إثبات النسب هي اكبر العقوبات التي نواجهها حتى الآن. ما نوعية الأنشطة التي تمارس داخل جمعية قرية الأمل؟ هناك مجموعة من الأنشطة المختلفة للمنتجات المميزة تباع لصالحهن حتى لا يلجأن للشارع مرة أخرى وتشمل هذه الانشطة ورشة عمل لصناعة السجاد اليدوي والمفروشات، ورشة بامبو، ورشة ماكياج، ورشة لعمل الكيك، مع توفير كل الأدوات والخامات اللازمة لعمل تلك الأنشطة. ما هي أهم أهداف جمعية قرية الأمل؟! أهداف جمعية قرية الأمل تتمثل في رعاية الأطفال ذوى الظروف الصعبة خاصة الأيتام ومجهولي النسب من أطفال الشوارع، أيضا رعاية البنات أو كما نطلق عليهن الأمهات الصغيرات وأطفالهن الذين لا ذنب لهم سوى ظروفهم الصعبة أو القدرية التي آتت بهم إلى هذا المكان واللواتي منهن من تعرضت للاغتصاب ومنهن ضحايا للاستغلال الجنسي، وبالطبع يتم عمل كشف طبي لهن وإجراء تحاليل خاصة بالإدمان وكشف العذرية وتحاليل عما إذا كانت حامل أم لا، بعدها يكتب تقرير كامل عن الحالة ويتم قبولها في المؤسسة التي توفر لهن جميع احتياجاتهن المادية والمعنوية أيضا. كيفية رعاية المركز لهؤلاء الأمهات الصغيرات من حيث إعادة التأهيل؟! أغلب هؤلاء الفتيات عانين من التفكك الأسرى والحرمان العاطفي والفقر والجهل والتعذيب البدني والنفسي ومنهن من تعرضت للعنف الجسدي أو الجنسي خاصة من قبل ذويهن وهذا أمر مشين للغاية ومنهن من استغلين في السرقة والدعارة وبعض الأعمال المنافية للآداب العامة وهذا قد يسبب لهن نوعًا من الأذى النفسي ويترك أثرًا سيئًا للغاية قد يحتاج أعوام كثيرة كي تشفى الفتاه منه لذلك يوجد في المركز أخصائيين اجتماعيين للتعامل معهن بشكل صحي ودقيق وبرفق لان اغلبهن يعانين درجة حساسية شديدة خاصة حول الأمور المتعلقة بماضيهن وتوضع خطة كي يتم تأهيلهن نفسيا ومعنويا حتى تستطيع كل واحدة منهن ممارسة حياتها بشكل طبيعي ففي المركز يوجد متطوعين أجانب ومصريين لتعليمهن حرفة لتفريغ طاقتهن وأيضا تكون مصدر للربح عائد عليهن، إلى جانب توفير الراحة النفسية والصحية ومحاولة تعديل سلوكهن، وتوجد أيضا حضانة داخل المركز مخصصة للأطفال أولادهن حتى يتم تأهيل الأم كي تستطيع ان تتعامل مع أطفالها، ويشرف على كل هذا فريق طبي متكامل ومتخصص من الأطباء النفسيين من كلية الطب. ما هي أهم انجازات جمعية قرية الأمل ؟ بالنسبة للانجازات الخاصة بالمركز هي تفعيل الأكاديمية الرياضية بالأطفال وهى متخصصة في تدريبهم على أعلى مستوى على حرف فنية وألعاب رياضية نتج عنها سفر مجموعة من أطفال الجمعية للاشتراك في مباريات كأس العالم بالبرازيل ضمن 20 دولة وبالفعل سافر الأطفال وكانت تجربة رائعة لديهم من حيث الاستفادة والخبرة والشعور بالتقدير وشعورهم أيضا بتمثيلهم لبلدهم مصر وهذا انعكس عليهم بصورة أفضل أعطاهم ثقة زائدة بالنفس ونفسية أفضل. من أين تحصلون على تمويل الجمعية؟! التمويل تأثر بشدة بشكل لافت للنظر خاصة بعد ثورة يناير فقد تم استخدام أطفال الشوارع بشكل سيئ حيث تم استغلالهم بالمقابل المادي في أعمال تخريبية مما ترك أثرًا سيئًا لدى المواطن المصرى وانقلبت الصورة وأصبح المواطن لا يشعر بالتعاطف مع طفل الشارع ولا ننكر إن الإعلام ساهم بشكل كبير في انتشار هذه الصورة السلبية وهذا بالفعل انعكس بشكل ملحوظ على التمويل لأننا نعتمد بشكل كبير على تبرعات الاهالى بالاضافة إلى تعاملنا مع بعض السفارات الأجنبية والهيئات الدولية والتعاون الايطالي والاتحاد الأوروبي وكلها منظمات دولية تتعاون مع الحكومة المصرية من اجل ارتقاء وتنمية هؤلاء الأطفال،لذلك نطالب الشعب المصرى أن يتكاتف ويتعاون معنا من اجل هؤلاء الأمهات الصغيرات وأطفالهن حتى يتم تأهيلهن نفسيا واجتماعيا للاندماج في المجتمع مرة أخرى.