تحت رعاية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة وبرئاسة الشيخ عبد الله بن بية رئيس "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" وبحضور نخبة من أصحاب المعالي العلماء وأصحاب الفضيلة والسماحة والمفكرين وكوكبة من الإعلاميين والمثقفين أعلن منتدى تعزيز السلم عن الاجتماع التأسيسي لمجلس أمنائه، وذلك في اجتماع عقد في أبوظبي وأكد الشيخ عبد الله بن بية رئيس المنتدى أن هذا الاجتماع يأتي ضمن جدول أعمال المنتدى وخططه وبناء هياكله ويهدف إلى تفعيل دوره وما تمخضت عنه الملتقيات الدولية والدورات السابقة من توصيات. وقال معاليه: إن المنتدى وتحقيقا للأهداف التي قام عليها، عمل على وضع وتنفيذ خطط قريبة المدى تتمثل في التدخل في مناطق التوتر في المجتمعات الإسلامية والإنسانية، وخطط سريعة لإصدار منتجات علمية وفكرية لتصحيح المفاهيم وتأصيل قيم السلم، وأهم ما سيعلن عنه في الأمد القريب "موسوعة السلم" التي ستكون أول موسوعة في التاريخ الإسلامي حول موضوع السلم، وكذلك عن خطط للتكوين ضمن برنامج علمي محكم ينتسب إليه الرجال والنساء إقرارا بمبدأ أهمية دور المرأة في تعزيز ثقافة السلم، وبحث سبل إنجاح مؤتمر حماية الأقليات الدينية في الديار الإسلامية (للإطار الشرعي والدعوة للمبادرة) والذي سينعقد تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ملك المملكة المغربية والذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية شراكة مع منتدى تعزيز السلم-أبوظبي، بمدينة مراكش في 25-27 يناير 2016م، تمهيدا لمؤتمر ثان حول الأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة (الإطار القانوني والدعوة إلى المبادرة). وأشار أن الاجتماع التأسيسي لمجلس أمناء المنتدى يهدف إلى تنسيق كافة الجهود لإعلان الحرب على الحرب المتطلعه إلي نتيجة السلم على السلم، وإعلان عام 2016، لمكافحة التطرف والإرهاب وذلك في ظل الظروف الراهنة وتسارع الأحداث والتي تحتم على علماء الأمة تنسيق جهودهم ضمن عمل مؤسسي قادر على مواجهة التطرّف ومتيحا فرصة للتعاون على البقاء الذي يؤدي إلى البقاء بدل التنازل على البقاء الذي يؤدي إلى الفناء. وأضاف في ظل عدم فعالية الخطابات الفكري والمنهجية التي يمكن أن تقي الشباب من السقوط في أحضان الفكر المتطرف الذي تسارعت خطاه ووتيرته في استقطاب فئات واسعة منه في المجتمعات الإسلامية والإنسانية، فإن الضرورة أصبحت ملحة إلى قيام كيان مؤسسي يسارع الخطى بحسب الممكن نحو تشخيص أسباب السقوط، ووصف الأدوية الوقائية من هذا الوباء أولا، ثم القضاء عليه ثانيا باعتبار ذلك واجب الوقت الذي ينبغي أن يؤديه علماء المسلمين. الجدير بالذكر أن مؤتمر ماردين سنة 2010م، كان أولى الخطوات التي قامت بها جماعة من علماء المسلمين برئاسة معالي الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم مراجعة الفتوى الماردينية لشيخ الإسلام ابن تيمية التي طالما استند إليها أصحاب الفكر المتشدد في تبرير أعمالهم الإجرامية، لتصحيح العلاقة بين المسلمين وإخوانهم في الإنسانية، وتجريد أصحاب الفكر المأزوم من بعض متمسكاتهم التي يتمسكون بها في أفعالهم وأعمالهم التي لا يقرها العقل والحس الإنساني فضلا على الشرع الحنيف. وخلص هذا الاجتماع للخروج بتصحيح خطأ مطبعي في هذه الفتوى وقع من مائة سنة. وجاء تأسيس منتدى تعزيز السلم استجابة لضرورة الواقع، والحاجة الملحة لخفض حرارة جسد الأمة الذي يوشك على الانفجار، ككيان مؤسسي قام في ملتقاه الأول بأبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة في مارس 2014م، وملتقاه الثاني في أبريل 2015م باستثمار اجتماع أكثر من 450 شخصية علمية وفكرية وسياسية لتشخيص أسباب هذه الظاهرة ومعالجتها بما يحقق السلام والوئام الإنساني، ويساعد على التنمية في مختلف مجالاتها. لقد كان لانعقاد هذين الملتقيين صداهما لدى المؤسسات الرسمية والدولية، وصار المنتدى محل استشهاد به في المنتظمات الدولية، واستدعي رئيسه للمشاركة في قمة مكافحة التطرف العنيف، وألقى فيها خطابا يبحث من خلاله عن أولي بقية من عقلاء الإنسانية تنقذ ما يمكن إنقاذه. لكن لم تنفك الأحداث تتسارع بمستوى لم يعد أمام علماء المسلمين خيار إلا تنسيق جهودهم لإعلان الحرب الفكرية على التطرف أيا كان نوعه ومصدره، وإعلان سنة 2016 سنة مكافحة التطرف والإرهاب.