لا يمكن ان يتجاهل الاسرائيليون الفن المصرى ذو المذاق الشرقى المختلف لدى الكثير من العائلات الاسرائيلية ممن يعترفون بولعهم بالسينما والدراما المصرية ، وهو الامر الذى رصده الفيلم الاسرئيلى الوثائقى وعنوانه "فيلم عربى" يتناول فيه ذكريات الاسرائيليين مع الفيلم العربى ،الذى كان يبثه التليفزيون الاسرائيلي ليلة كل جمعة ليلتف حوله الجميع بالإضافة الى أغنيات كوكب الشرق ام كلثوم وعبد الحليم حافظ. ولع الاسرائيليين بالسينما والدراما المصرية جعلهم يتابعون أحدث المسلسلات فى رمضان ويتطلعون الى تفاصيل كل مسلسل قبل اذاعته، وهو الامر الذى ظهر بوضوح من خلال تعليقات الصحف العبرية على مسلسل "حارة اليهود" قبل عرضه ليثير جدل كبير فى مصر واسرائيل، أيام قليلة سبقت الحلقات الاولى من إذاعة المسلسل المصرى "حارة اليهود" بطولة منة شلبى وإياد نصار و تأليف مدحت العدل وإخراج محمد العدل، يجسد المسلسل قصة فتاة يهودية تقع فى حب ضابط مصرى، تناولت الصحف الاسرائيلية تفاصيل المسلسل ،ونشرت جريدة معاريف العبرية مقال جاء فيه ان المسلسل يلقى ترحيب واسع فى اسرائيل المنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة، لأنه يتناول تفاصيل حياة اليهود فى مصر بشكل ايجابى ويتناول قصصهم بصورة مختلفة عن المسلسلات السابقة، وكشفت الجريدة عن انتاج المسلسل منذ عامين ولكن الظروف السياسية السابقة فى مصر حالت دون عرضه. الترحيب الاسرائيلى بالمسلسل تسبب فى انتقادات عديدة لصناع العمل الدرامى وانهالت الاتهامات التى تزعم ان هدفه التطبيع مع اسرائيل، وهو الامر الذى رفضه صناع العمل الدرامى شكلا وموضوعا، كما كشف اليساريون عن غضبهم من العمل بسبب كلمة جاءت على لسان البطلة ليلى او منة شلبى تشير فيها الى دور الشيوعيين فى التأثير على شخصية شقيقها وغيره من اليهود الى الأسوأ ، ورد المنتج محمد العدل على تلك الانتقادات على حسابه الشخصى بموقع الفيس بوك طالبا من منتقديه ان يشاهدوا المسلسل الى نهايته واذا كان مخطئا سيعتذر، وقال فى احدى رسائله ان بعض اليهود المصريين قاموا بجمع تبرعات لمناهضة قيام اسرائيل عام 1948 وكانوا وطنيين، ولكن البعض الآخر كان يدعم الحركة الصهيونية واستغل فقر بعض الاسر اليهودية لترحيلهم الى اسرائيل، ولذلك لا يمكن وصفهم جميعا بالخيانة مؤكدا ان اسرائيل دولة صهيونية محتلة ولكن لا يجب تعميم النظرة الى اليهود. بدأ عرض الحلقات الاولى من المسلسل حتى قوبل بردود فعل متناقضة تناقلتها الصحف العبرية قبل المصرية، بدءا من تصريحات رئيسة الطائفة اليهودية في مصر ماجدة هارون تشير الى وجود اخطاء فى مشهد المعبد اثناء الغارة ومداخل العمارات لم تكن واسعة فى تلك الوقت، بالاضافة الى قصر ملابس الممثلات فى تلك الفترة، وأكدت فى تصريحاتها على الفيس بوك انها ستتابع المسلسل وتستكمل ملاحظاتها عليه، تزامنت الانتقادات مع تصريحات سفارة اسرائيل الايجابية نحو المسلسل لتكشف انها المرة الاولى التى يظهر فيها اليهود بحقيقتهم وأعلنت مباركتها لهذا العمل. مرت حلقات قليلة من المسلسل المثير للجدل حتى ظهرت ردود فعل متباينة من داخل اسرائيل حيث نشرت جريدة "The Time Of Israel" تحقيق تحت عنوان: " يهود طيبون فى مسلسل مصرى جديد" واشارت الجريدة الى معاناة اليهود من صورتهم المشوهة فى الدراما المصرية فى اعمال سابقة مثل مسلسل "فارس بلا جواد" للفنان محمد صبحى وتسبب فى ازمة سحب السفير الاسرائيلى فى مصر، وكذلك مسلسل "فرقة ناجى عطاالله" للفنان الكبير عادل امام منذ عام 2012 وتناول سرقة إحدى البنوك الكبرى في إسرائيل ونجاحهم في الخروج بأموالهم، ولكن جاء رأى روعى كايس الباحث الاسرائيلى فى الشئون العربية فى جريدة يديعوت احرونوت مؤكدا انه بالرغم من الجانب الايجابى فى المسلسل الا انه يشجع على كراهية اسرائيل، والعلاقات المعقدة بين اليهود والمسلمين مع قيام اسرائيل، وحذر الاسرائيليون من سعادتهم بالعمل مؤكدا انه يحرض على الكراهية ضد اسرائيل.