تقرير بقلم: أسعد عاشور "لو كان الفقر رجلا لقتلته" قالها عمر بن الخطاب رضي لله عنه منذ اكثر من 1400 عام، المهاتما غاندي قال " الفقر هو أسوأ أنواع العنف".. مليار طفل فقير حول العالم، 18 طفلاً يموت كل دقيقة عالميا بسبب الفقر. تزايدت نسبة الفقر في مصر خلال السنوات ال 15 الماضية وبشكل كبير منذ عام 2011. ارتفاع معدلات الفقر لا يحدث بين يوم وليلة، فمصر تعاني من زيادة سنوية في السكان أكثر من 2 مليون نسمة. ازدياد تكاليف الحياة اليومية يجعل الاسر الأكثر فقرا تنفق نصف دخلها علي الطعام و شراء الأرخص منه، مما يؤدي إلي مشكلات صحية تزيد المشكلة تعقيدا. أكدت التقارير والاحصاءات المحلية والدولية أن عدد الذين خرجوا من دائرة الفقر ضعف الذين يصبحون فقراء. في هذا التقرير لم نستطع الوصول إلى حلول ناجزة للتخلص من عنف الفقر الذي يدمي قلوبنا يوميا.. لكن معرفة حجم المشكلة والاعتراف بها هو أول خطوات العلاج. نسرد هنا أرقاماً مهمة عن ما يعاني منه العالم أجمع من جراء الفقر. لابد من مشاركة كل شخص مهما كانت بسيطة لمساعدة الفقراء للخروج من دائرة الفقر بخلق الفرص والمهارات اللازمة لجعلهم أشخاص منتجين.. لا متسولون. في عام 2014، عدلت الحكومة الطريقة التي تبقي بها السلع الغذائية الأساسية كالخبز متاحة بأسعار في متناول محدودي الدخل والفقراء، حين قامت بدعم الرغيف الحقيقي بدلا من دعم الدقيق. وغيرها من الخطوات التي تهدف إلي توجيه الدعم مباشرة لأشد الشرائح فقرا، وهو ما قد يساعد في إقناع المؤسسات المحلية والدولية لتقديم الدعم اللازم للتخلص أو التقليل من آفة الفقر. 7 % من إجمالي الناتج المحلي المصري في السنة المالية 13/ 2014 كان يذهب لتمويل دعم الطاقة، وكان 68 % من الطاقة يذهب إلي الفئتين الأكثر ثراء في المجتمع المصري. تغيير السياسات لمواجهة عنف الفقر ضد ما يقارب من نصف الشعب يحتاج إلى إجراءات قد تبدو مؤلمة من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل. فقرار رفع أسعار الوقود والطاقة تدريجيا على مدى 5 إلى 10 سنوات. ساعد الحكومة في رفع المعاناة عن الفقراء عندما خصصت نصف ما تم توفيره من دعم الوقود والكهرباء ما يعادل نحو 27 مليار جنيه للصحة والتعليم والبحث العلمي وإصلاح وتوسيع مظلة شبكات الضمان الاجتماعي. حجم المشكلة أوضح اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء أن الشخص يصبح أعلى خط الفقر عندما يمكنه الحصول على تكاليف الطعام، التعليم، المواصلات والصحة، وحتى تصبح الأسرة ضمن الطبقة المتوسطة يجب أن لا يقل دخلها عن 2630 جنيها شهريا. أكد الجندي على أن نحو 26?3 ? من السكان يعيشون في حالة فقر، و 49 ? من سكان الصعيد لا يمكنه توفير الاحتياجات الاساسية من الطعام. وأضاف أن 4.4 % من المصريين يعانون من الفقر المدقع أو ما يعرف بالفقر الغذائي، وهم الذين لا يجدون الغذاء من الأساس. وصلت نسبة الفقر إلى أعلى المستويات في المناطق الريفية بالصعيد، حيث أوضح أخر بحث إحصائي نشره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن أسيوط هي المحافظة الأكثر فقرا في مصر، بمتوسط 60 % من الأسر تحت خط الفقر. وتبلغ نسبة الفقر في محافظات الوجه القبلي بشكل عام نحو 49 %. كما أن هناك نسب مرتفعة أيضا في المناطق الحضرية حيث بلغت 29 %، وفى المحافظات الحدودية 26.5 %. الضحايا ازداد فقر الأطفال بشكل ملحوظ منذ 25 يناير 2011، تؤكد الاحصاءات أن 16.7 ? من السكان فقراء و 21 ? من الاطفال يعيشون في فقر مدقع عام 2000. وفي عام 2013 أرتفعت النسبة إلى 26.3 ? من السكان، و28.8 ? من الاطفال. كشف الموجز الاحصائي الصادر عن الفقر بين الأطفال في مصر، أن عدد الاطفال الذين يعيشون بين خط الفقر والفقر المدقع حوالي 7.5 مليون خلال السنة المالية 2012 - 2013. وأن 53 % من هؤلاء الأطفال يعيشون في محافظات الصعيد. كشفت الاحصاءات أن عدد الاطفال الذين يعيشون في الفقر في المناطق الريفية بمحافظات الصعيد بلغ 4.9 مليون، تليها المناطق الريفية في المحافظات الشمالية 1.8 مليون، ثم المناطق الحضرية في الصعيد 1.1 مليون، وبلغ 900,000 طفل في المحافظات الحضرية. كما أظهرت الإحصاءات أن المناطق الأخرى سجلت أيضا مستويات مرتفعة من فقر الاطفال. وأقل المحافظات سجلت 11.4 ? في المناطق الحضرية، و 17.4 ? في المناطق الريفية. بعض الأمل وسط هذه الارقام المخيفة تظهر بعض الارقام الإيجابية، حيث سجلت الإحصاءات تراجع نسبة الفقراء بين عامى 2011-10، و2013-12 فى محافظة أسوان من 54 % إلى 39 %، ومحافظة أسيوط من 69 % إلى 60 %، والفيوم من 41 % إلى 36 %. وسجلت نسبة الفقر 67 % بين أفراد الأسر التى يقيم بها 10 أفراد فأكثر، مقابل 7 % فقط بين أفراد الأسر التى يقيم بها 1 - 3 أفراد، بينما بلغت هذه النسبة 38 % بين الأفراد الذين يقيمون فى أسر بها 6 - 7 أفراد. من المؤشرات الايجابية على الصعيد الدولي أكد بيان صادر عن منظمة الأغذية والزراعة بالامم المتحدة "فاو" استمرار تراجع معدل الجوع حول العالم، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية 795 مليونا، وهو ما يمثل انخفاضا في أعداد الجياع بحوالي 167 مليون نسمة خلال السنوات العشر الأخيرة. وقد برز هذا التراجع في الدول النامية، رغم النمو المرتفع للسكان. نجح 72 دولة نامية من بينها مصر من أصل 129 في بلوغ الغاية الخاصة بتقليص نسبة الجوع في الألفية الثانية. وتتمتع معظم تلك البلدان بظروف سياسية مستقرة وبالنمو الاقتصادي بالإضافة إلى انتهاج سياسات سليمة للحماية الاجتماعية ترمي إلى مساعدة الفئات الأكثر ضعفا. يقول جوزيه جرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة: "لا يزال الجوع يشكل تحديا يوميا لنحو 795 مليون شخص حول العالم، بمن فيهم 780 مليونا في الأقاليم النامية. ويجب أن يبقى استئصال الجوع التزاما أساسيا لصانعي القرارات على المستويات كافة."