كان عاشق ولهان لها.. أحبها بجنون منذ لحظة رؤيتها.. سريعا ما طاردها وطرق بابها طالبا الزواج منها حاول أن يجعلها أميرة في بيته.. يقول ان كل طلباتها كانت تنفذ في اللحظة والتو.. وأن أشقي لحظات حياته كانت عندما يشعر بالعجز عن تحقيق أي طلب لها.. نعم. فهو تزوجها عن حب.. وكما يؤكد أنها كانت تبادله الحب.. ولذلك لم يبخل مرة واحدة عليها.. حتي وأن كانت سعادتها سوف تسبب له الكثير من الحرمان.. سافر الي الخارج عندما جاءته الفرصة.. عاش سنوات طويله بين الآلام فراق زوجته وأطفاله.. وبين الآلام الغربه.. وكان عزاؤه الوحيد أن زوجته وابنائه يعيشون في مستوي أفضل مما كان.. والدليل هذا المبلغ الضخم الذي ارسله لزوجته لشراء منزل جديد.. لكن فجأة تبدلت أحوال الزوج العاشق الولهان.. مات كفيله.. اضطر للعودة الي مصر.. فوجيء بتغير زوجته ومعاملة آبنائه السيئه له.. وبعد أيام قليلة كان هذا الزوج ينتظر مصيره داخل قسم الشرطة.. بعدما وجه اليه اتهام بالشروع في قتل زوجته.. لكن كيف تحول هذا الرجل الولهان الي قاتل؟!.. هذا ما سنعرفه من خلال حوارنا معه في السطور القادمة.. المثير أو الغريب في هذا الرجل انه يشعر بالندم.. ليس لأنه اصبح مجرما أمام المجتمع والقانون.. بل لأنه نادم أشد الندم علي عدم تمكنه من قتل زوجته.. مؤكدا لنا أن اكثر شيء يؤلمه الآن هو أن المجرمة الحقيقية يقصد زوجته.. مازالت علي قيد الحياة وتعيش بنفس أسلوبها.. بينما هو يعاني من حبسه داخل زنزانة القسم.. مشيرا انه كان يتمني ان يلتقي بعشماوي.. بشرط ان يتمكن من قتل زوجته.. حياة جميلة! ويبدأ المتهم القاتل كلامه قائلا: اسمي خليل تجاوزت من العمر الخمسين عاما.. لكني أحمل من هموم السنين ما هو اكبر من عمري بكثير.. فأنا حتي منذ اشهر قليله كنت أعيش حياة عاديه.. نعم كنت أعاني من قسوة الغربه.. ومن الحرمان من الزوجه والابناء.. الا ان ما كان يهون علي حياتي انني كنت اوفر لهم حياة كريمة هنا في مصر.. فأنا عملت لسنوات طوال تجاوزت العشرين عاما في احدي الدول الخليجية كعامل »سباك« كنت ارسل كل راتبي الي زوجتي واولادي ومعي ما يثبت ذلك.. وكانت اخر دفعه اموال ارسلتها لزوجتي بها منزل جديد.. في مكان اخر غير الذي كنا نعيش فيه.. ويكمل المتهم كلامه قائلا: رزقني الله باربعه بنات وولد.. هم كل همي وحياتي.. لكن فجأة اكتشفت ان عمري كله راح هبائا.. وانني خسرت مع عمري زوجتي وابنائي وابني الوحيد.. وهذا عندما توفي الكفيل الذي كنت اعمل معه.. واضطريت وقتها للعودة مرة اخري الي مصر.. لافوجيء ان اولادي اصبحوا يكرهونني بسبب العداء الذي زرعته زوجتي بيني وبينهم.. ليس هذا فقط بل فوجئت بأن زوجتي اخذت مني تحويشه عمري ورفضت ردها الي.. بل كانت تتعمد أهانتي بداخل المنزل حتي اترك لها الجمل بما حمل.. سألته ما سبب الخلاف الأخير؟ قال أن عودتي من الخليج عوده نهائيه بسبب وفاة الكفيل وكأن زوجتي سمعت مصيبة أو كارثه.. لماذا ؟ لا أدري ولكن مشكلتي انني كنت اشتريت لها منزلا وقيدته لها بالشهر العقاري باسمها.. ولكن بعد عودتي نهائيا اقترحت عليها بيع المنزل وشراء شقه جديدة لنا فقالت لي المنزل للعيال وفي مره أخري قالت أنها باعت المنزل.. وهنا حدثت مشاجرة وحضرت والدتها التي سألتها انتي عايزه إيه ؟ فردت وقالت عايزه اطلق! طيب أديله المنزل أو الشقه ؟ فقالت لا البيت للأولاد و الشقه لي فقلت لها والدتها يعني يعيش فين في الشارع ؟ ردت قائلة لا يذهب عند شقيقه أو شقيقته.. ثم أضاف لنا العجوز المتهم قائلا: يا أستاذه ولادي خلاص اتعودوا علي سفري و عدم وجودي وسطهم هما مش مستحملني رغم عودتي بكل أشتياق لتعويضهم عما فاتهم من العمر بدوني معهم وتركي لهم من أجل تأسيس حياه كريمه لهم . وما حدث كان سؤالي هل يجوز و انا في هذا العمر وأنا أملك منزل وشقه.. ثم اترك املاكي واذهب للعيش مع اشقائي؟!.. والغريب ان شقيق زوجتي قال لي: أنت تدفع لها كل شهر 600 جنيه فقلت له من أين و أنا الأن لا أملك مليم واحد خاصه بعد عودتي من السفر رغم ذلك حاول ولاد الحلال التدخل لحل الأزمه التي تتصاعد بيننا و بالفعل تمت عدة محاولات وجلسات معها ولكن كانت تنتهي بكلمتها مستفزة جدا خاصه عندما تقول لي أنا فرحانه وشمتانه بعودتك كده لانك مكنتش بتبعتلنا فلوس.. ثم تسائل: هل هذا يرضي أحد ؟ هل ما حدث لي حدث لغيري؟ زوجتي و أبنائي يرفضوني لأنهم أتعودوا علي غربتي وفراقي؟ يصمت قليلا.. ثم طلبت منه معرفه ما حدث يوم الحادث.. بسؤال ماذا حدث يوم الواقعه؟!.. تنهد بصوت » هادئي« وقال هي دائمة العناد.. فانا مريض بالسكر ولا يجوز لي تناول المكرونه و الارز ومأكولات أخري.. و هي كانت تتعمد تجهيزهم كي لا أتناول الطعام معهم فكنت بالفعل لا اتناوله حتي لا أصيب بغيبوبة السكر وانا لا اتحمل نفقات الطعام الجاهز.. وفي هذا اليوم كنت أشاهد مباراة الزمالك علي المقهي التي أعتاد الجلوس عليها بسبب وحدتي بين ابنائي وحين عودت وجدتها قامت بطهي الأرز.. وأضطريت لتناول الطعام فأصيبت بأرتفاع السكر.. وهنا قررت الانتقام منها.. فدخلت عليها غرفتها وجدتها نائمه.. وعلي الفور قمت بطعنها عدة طعنات.. ثم أضاف قائلا: و الله لم اقصد شيئاً ولكني انا جوايا نار بتقتلني و الدليل علي ذلك بقاؤها علي قيد الحياه وانا في انتظار الحكم. وعلي الجانب الاخر كان المقدم محمد جلال معاون مباحث قسم اول المنتزة انتقل الي مكان الحادث.. ليتأكد من ارتكاب الجاني الجريمه.. ومعاينه مسرح الحادث.. وعلي الفور تم تحويل المتهم الي النيابه العامه ليقرر المستشار مدحت شرف رئيس نيابة اول المنتزه حبس المتهم 4 ايام علي ذمة التحقيقات.. تم تجديده 51يوماً أخري! وكانت اخبار الحوادث قد انتقلت إلي مستشفي الاميري الجامعي لمقابلة الزوجه ولكننا فوجئنا بخروجها علي مسؤليتها الشخصيه.. حاولنا مقابلتها في المنزل ولكنها رفضت معلله ان لديها بنات وانها تخشي عليهم من الفضائح..