حياة تعيسة وفراغ كبيروبحث دائم عن الأمان .. يعتقدن ان الحب هو قارب النجاة الوحيد للخروج من أى مشاكل تواجههن .. و على الجانب الآخر هناك من ينتظر هؤلاء الفتيات ويرصد تحركاتهن على شبكة الانترنت و مواقع التواصل الاجتماعى مستغلا ظروفهن الخاصة لنصب الكمين الذى يغير حياتهن رأسا على عقب ليتحولن من فتيات بريئات تبحثن عن الحب الى إرهابيات يسعين للقتل و الانتقام تحت مسمى الجهاد و الكفاح .. جاءت من دولة بعيدة .. تحمل افكار و معتقدات مختلفة .. لم تملك حق الاختيار فهى فرد فى أسرة قررت الهجرة إلى مجتمع آخر .. تشعر بالظلم تجاه أسرتها التى تطلب منها الانخراط فى المجتمع و النجاح فيه دون أى التفات للمشاكل التى تواجهها .. واحيانا يتحول الشعور بالظلم الى حالة من القهر .. تحاول الاندماج مع أقرانها الا ان محاولاتها تقابل بالاستغراب الذى يصل الى حد العنصرية فى بعض الاحيان .. فشل تجربتها يدفعها إلى الانطواء على نفسها و البحث عن مجتمع آخر لا يستبعدها بهذا الشكل .. تقرر فى النهاية التعرف على أشخاص آخرين على الانترنت دون ان تعلم ان عواقب هذه الخطوة اكثر خطرا و سوءا من العقبات التى تواجهها فى حياتها الواقعية.. فى الايام القليلة الماضية تكررت حوادث إختفاء الفتيات و محاولة تهريبهن او سفرهن للإنضمام الى صفوف مقاتلى داعش ممن يسعون الى نصب كمين الى الفتيات تحت مسمى الحب و الزواج .. يبدأ الكمين بقصة حب بين الفتاة و شخص غريب على الانترنت و سرعان ما تتحول الى وعود بالزواج ومن خلالها تخضع الفتاة الى عملية غسيل دماغ يتم من خلالها بث افكار متطرفة حول مفاهيم الجهاد و القتال و تصل الافكار الى حد إباحة الدماء والقتل للثأر ممن لا يحافظون على الاسلام و تتطرق القضية نحو القضية السورية و ما يحدث فى العراق لتتحول علاقة الحب إلى عملية إقناع ممنهجة للضحية يتم من خلالها ارسال فيديوهات مفبركة متحيزة الى قضايا الجهاد تخضع فيها الى دروس مكثفة لتصبح بسهولة ضحية الحب والارهاب المتطرف فى وقت واحد.. فى فترة بسيطة تسلم الفتيات قلوبهن وعقولهن إلى أشخاص مجهولين يتنافسون فيما بينهم بالايقاع بأكبر عدد من الفتيات لزيادة اعدادهن ليصبحن الوسيلة المثلى لنشر افكار متطرفة فى امريكا و اوروبا بعد حصولهن على الخبرة الكافية فى الاقناع و كذلك ليصبحن زوجات تحت أمرهم و طوعهم فى أى وقت .. فتاة دنفر فى شهر واحد تكرر حادث اكتشاف هروب فتيات للإنضمام الى صفوف التنظيمات المتطرفة فى سوريا و العراق .. الحادث الاول وقعت تفاصيله فى مطار دنفر الدولى بولاية كلورادو الامريكية حين لاحظ المتواجدين فى المطار ان هناك امر غير طبيعى يحدث و خاصة بوجود قوات الشرطة و عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالية فى كل مكان بالمطار بسبب مطاردة فتاة متهمة بالتآمر لتقديم مساعدات مادية لجماعات ارهابية و نجحت الشرطة فى القاء القبض علي شانون كونلى قبل لحظات من صعودها إلى الطائرة المتجهة نحو ألمانيا و منها تنتقل الى تركيا لتلقى التدريبات اللازمة ثم تستقر فى سوريا وكشفت الشرطة أن سبب سفر الفتاة هو علاقتها و تورطها فى نشاط متطرف مع شخص ينتمى لتنظيم الدولة الاسامية فى العراق و الشام او داعش اقنعها بضرورة السفر للجهاد و العمل كطبيبة بعد تلقيها تدريبات طبية و عملها ممرضة .. تناقلت الصحف الامريكية تفاصيل قصة شانون كونلى و عمرها 19 سنة بعد الكشف عن وقوعها فى قصة حب عبر الانترنت مع متشدد تونسى ينتمى الى تنظيم داعش و نجح فى جعل شانون تعلن اسلامها بعد حديثهما سويا لساعات عديدة الا انها اتخذت عقيدة الارهاب و التطرف كفكر جديد لها بالاضافة الى تدريبها على استخدام الاسلحة إستعدادا للجهاد و الانضمام الى صفوف المجاهدين..و امام المحققين اعترفت شانون برغبتها فى الانضمام الى معسكر لداعش بالقرب من الحدود التركية للزواج من شخص تعرفت عليه على الانترنت و للحصول على فرصة عمل فى التمريض..و من المنتظر ان تمثل شانون امام القضاء بعد اعترافها بالانضمام الى حركة جهادية متطرفة لتحصل على عقوبة بالسجن 15 سنة اذا تمت ادانتها.. لم تمر ايام قليلة على قصة شانون التى حذرت الكثيرين من نشر افكار المتطرفين فى عقول الامريكان لضمهم الى صفوفهم بعد ساعات من الحديث معهم على الانترنت ليتكرر الحادث و لكن فى بريطانيا حيث نشرت الصحف تفاصيل قصة أب فوجئ بعدم وجود ابنتيه التوأم فى غرفة نومهما ليكتشف هروبهما من المنزل للسفر بعد اختفاء ملابسهما و اوراق الهوية و السفر الخاصة بهما.. سلمى و زهرة .. بريطانيتان من اصول صومالية .. عمرهما 16 سنة فقط و حصلتا عل شهادة الثانوية بتفوق ليبدأ مشوارهما فى مجال الطب و لكن حياتهما تغيرت بشكل لم يتوقعه احد بالرغم من تأكيدات كل من يعرفهما انهما يتمتعان بالتدين و الحرص على اتباع تعاليم الاسلام و ارتداء الحجاب منذ سن التاسعة و الاخلاق و التسامح اكثر ما يميزهما .. لم يستطع الاب اللحاق بإبنتيه ليتوجه إلى الشرطة بمدينة مانشستر التى كشفت تحرياتها عن نجاح الفتاتين فى الوصول إلى سوريا إلا أنهما استقلتا طائرة نحو مدينة اسطنبول التركية و منها إلى سوريا للإنضمام الى صفوف تنظيم داعش و الزواج من افراد التنظيم و ظهرت علامات استفهام عديدة من اين حصلت الفتاتين على الاموال و كيف سافرتا و هما لا تمتلكان اى نقود للسفر و لكن ظهر جانب آخر من القصة و هو ان شقيق الفتاتين سبقهما الى سوريا تاركا حياته و مستقبله الاكاديمى منذ عام لينضم الى صفوف داعش و هو المسئول عن التدخل لإقناع شقيقتيه بضرورة الانضمام الى صفوف داعش للجهاد و الزواج من المجاهدين..و كشفت الشرطة البريطانية ان هناك حوالى 1500 بريطانى سافروا للجهاد فى سوريا.. غسيل مخ خضوع الفتيات الى عملية غسيل عقلى مخطط لها بإحتراف اصبح التحدى الاكبر امام الاسر الغربية و المجتمعات التى تفاجأ بوقوع فتياتها اسيرات افكار بدائية متطرفة و هو الامر الذى تحذر منه وسائل الاعلام بشكل دائم و من فترة فوجئ الكثيرين بوقوع فتاتين شقراوتين ضحية لساعات عديدة من عملية غسيل العقل لتنقلب حياتهما رأسا على عقب بعد ان كانت تستمتعان بحياتهما اصبحتا مقتنعتان انهما يجب ان يصبحا من ازواج المجاهدين و هو الامر الذى وصفه الاعلام الاوروبى بالعبودية الحديثة التى تجرى للفتيات ليوافقن على شروطها القاسية بإرادتهن الكاملة و تكرر نفس السيناريو فى النمسا لصديقتين من البوسنة و هما سمرا كيسنوفيك -16 سنة و سابينا سيليموفيك -15 سنة.. القصة بدأت بقضاء الفتاتين ساعات طويلة على الانترنت ليتعرفا على مجاهدى سوريا و تبادلا الاحاديث الغرامية التى سرعان ما تحولت الى احاديث عبر برامج الهواتف الحديثة و اظهرت الصحف جزء من المحادثات التى تتساءل فيها احداهن عن مواصفات فتاة احلام صديقها ليؤكد انها تتمتع بكل تلك المواصفات و سرعان ما تحولت معتقدات الفتاتين و ظهرت بوضوح عبر كتابتهما على صفحاتهما الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى لتكشف احداهما انها على وشك الانضمام الى الحرب المقدسة و بعد ايام قليلة ينجحن فى الوصول الى سوريا .. الامر الاكثر صدمة هو ما نشرته جريدة الصن الشهيرة و هو جدول لأزواج المجاهدين عثر عليه فى العراق ليكشف عن وجود جداول منظمة بالساعات لتنظيم العلاقات بين المجاهدين و الفتيات و كشف الجدول عن لقاء فتاة واحدة بثلاثة من المجاهدين فى اليوم الواحد و قامت بترجمة تفاصيل الجدول ليطلع عليه القراء و يشعروا بالصدمة بسبب مصير الفتيات اللواتى يقدمن على الانضمام الى صفوف المجاهدين.. كلام الصور 1- شانون كونلى .. القى القبض عليها قبل سفرها الى سوريا 2- التوأم سلمى و زهرة نجحتا فى السفر الى تركيا 3- الصديقتان سمرا و سابينا استقرتا فى سوريا