لا تشعر ابداً انك تجلس امام طفل او صبى، لم يتجاوز عمره السادسة عشر بعد، فما يملكه من اسلوب وعلم، يجعل تندهش فور الحديث معه، كلماته مرتبه، مدعومة بالاسانيد القوية، لدرجة جعلت المحيطين به يلجأون اليه للحصول على نصيحة، او يطالبونه بإلقاء محاضرة داخل احد المساجد. ولانه نابغة بمعنى الكلمة، كرمته العديد من الدول العربية، فى العديد من المحافل العالمية والعلمية، كما طلب لقائه عدد من المشاهير ورجال الدين والرياضة. "اخبار الحوادث" القت بالطفل النابغة "عبد الرحمن الفقى" لمبادرته الاخيرة التى اطلقتها لمحاربة التدخين، فما هى تفاصيلها؟!، ولماذا التدخين بالذات؟!، وما هى حكايته من الاساس؟!، هذا ما سنعرفه من خلال السطور القادمة. قبل دقائق من اللقاء به، كان عبد الرحمن فى مبنى الاذاعة والتلفزيون، يسجل حلقة فى برنامج "العزيمة" عن حياته ونشأته وما حاز به من جوائز لحفظه القران الكريم وتجويده، وعدد كبير من الاحاديث النبوية الشريفة، قبلها ايضا كان فى رحلتى الى دوتى قطر والكويت، لتكريم فى مسابقات عالمية خاصة بحفظ القران الكريم وتجويده، وهنا كان فى دار اخبار اليوم، لكى نكشف معه سر تفوقه ونبوغته وتفوقه، فماذا قال لنا؟! ولدت كفيف! الطفل عبد الرحمن الفقى، قال فى بداية كلامه، ابلغ من العمر السادسة عشر عاماً، قدر الله لى ان اولد كفيفاً، لا ارى، لكن منذ لحظات عمرى الاولى، وبعد محاولات مضنية من والدى لمحاولة علاجى، قرر ان يكون حفظى للقران هو اولى خطواتى فى هذه الدنيا، وهو يؤمن بمبدأ ان القران هو دواء لكل داء، وهو مفتاح للدنيا والاخرة، ولهذا ساعدنى والدى على حفظ القران كاملاً، وبالفعل حفظته وعمرى لم يتجاوز اصابيع يدى بعد. ويكمل عبد الرحمن، لم يكن هدفى وانا صغيراً حفظ القران فقط، بل كنت اريد التمعن فيه، معرفة تفسيره، ولهذا استمعت الى العديد من علماء الاسلام، كما اننى حفظت الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة، وخلال هذه الفترة تقدمت فى العديد من المسابقات الدينية، وحذت عل مراكز متقدمة وتم تكريمى فى دولة قطر، ومهرجان مراحب بالكويت ووزارة الاوقاف الكويتية ايضاً وقناة العطاء، ومن بعدها وبدأ العديد من الشيوخ يطالبونى بأن احاضر فى بعض المساجد، واعطى فيها دروس اعلم، وبالفعل بدأت احاضر محاضر تسلسلية فى علوم الدنيا والاخرة، كما تم إستضافتى فى العديد من القنوات التلفزيونية خاصة الدينية، والكثير من اهل العلم والعلماء اكدوا لى انى موهوب فى الخطابة وإلقاء الشعر ايضاً. محاربة التدخين! وعن فكرة محاربة التدخين، قال الطفل النابغة، ولدت لدى هذه الفكرة منذ شهر 11 من العام الماضى، وكانت نابعة من فكرتى بأن كثير من الناس لا يخطأون كثيراً، يؤدون الصلاة، ويحافظون على صلة الرحم، يؤدون الفرائض، لا يرتكبون الفحشاء، لكن قليل من الناس لا يدخن، كما ان اعداد المدخنين تزداد بشك خطير وكبير، كما انها مفتاح تعاطى المخدرات، فكل من يتعاطون المخدرات تجدهم فى الاساس اقبلوا على التدخين، ولو إستطعنا محاربة التخين، فسندمر تماماً عملية ادمان المخدرات. واضاف عبد الرحمن قائلاً، فى البداية كتبت "تويته" عىل موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" إستهدفت بها 5 الاف قارىء، الا اننى فوجئت بأن متابعيها تخطوا ال 21 الف، ولذلك قررت ان تكون بدايتى مع محاربة التدخين من مواقع التواصل الإجتماعى، وهذا حسب إمكانياتى، لكن من الاولى ان تتم محاربة التدخين من وسائل الإعلام نفسها، خاصة وانها هى المتهم الرئيسى فى إزدياد اعداد المقبلين عل التدخين ومتعاطى المخدرات. واوضح النابغة عبد الرحمن مقصده قائلاً، دائما ما نجد الاعمال الدرامية او السينمائية، تصور المدخن وكأنه شخص حسن، وانه يلجأ ال التدخين احياناً فى اوقات غضبه، وفى محاولة للتفكير الجيد لإنهاء ازماته ومشاكله، كما تصور المدمن على انه من ابناء الذوات، وانه يملك الكثير من الاموال او المشاريع، او ان اهله يقيمون فى الخارج من اجل الحصول على المال الكثير، الذى يقوم هو بإستغلاله بشراء السجائر ومن ثم المخدرات. ويكمل عبد الرحمن الفقى كلامه، والخطير ان وسائل الإعلام فى متناول معظم المصريين، فهى تدخل كل البيوت، ومنها يستمد الكثيرين ثقافتهم، حتى وان كانت تلك الثقافات خاطئة، ولذلك فأنا اتهمها بأنها المسئول الاول عن إنتشار التدخين ومن ثم المخدرات. تسلسل! ويضيف الطفل النابغة عبد الرحمن الفقى كلامه قائلاً، لذلك يجب محاربة التدخين فى البداية من وسائل الإعلام المختلفة، ثانياً إنتهاز المناسبات العامة خاصة الدينية والإجتماعية، والتى تشهد تجمعات كبيرة من المسلمين او المواطنين بشكل عام، للكشف عن اخطار التخدين، ومن ثم اخطار المخدرات، التى تستنزف صحة الانسان وقوته ايضاً، وبعد كل هذا من الممكن إستغلال مواقع التواصل الإجتماعى، خاصة الفيس بوك وتويتر، لانهما اصبحا يحوزان على إهتمام الكثير من المصريين والعرب بصفة عامة، خاصة وان العديد منا اصبح يقضى ساعات طويلة من يومه امام مواقع التواتصل هذه، اما انا فبدأت احارب التدخين من مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة وانها المتاحة لى، وذلك بإسداء النصائح التى تمكن المدخن من الاقلاع عن التدخين، وابراز اضرارها، وحكم الدين فى المدخن، وكيف هى تقود البعض منا الى ادمان المخدرات ومن ثم الى الهلاك. شمل المصريين! ايضاً تطرف الطفل النابغة عبد الرحمن الى ما يسود الشارع المصرى الان من فرقه، مشيراً الى ان السبب الرئيسى ليس السايسة كما يظن البعض، فالسياسة جاءت فقط فى النهاية لكى تبرز هذه الفرقة، مشيراً الى ان التفرقه المادية هى السبب الرئيسى لهذه الفرقة، فقبل الثورة، كنا نجد الفقير لدية غضاضة وكرة من الغنى، ونجد اخر يحقد على ثرى لان ثرائه فاحش، وكان من الممكن تان تقل هذه الفجوة لو راعينا تعاليم الاسلام، بأن يقوم الغنى بمراعاة الفقير، وتقديم الزكاة الى مستحقيها، وفى النهاية جاء الانقاسام السياسى فى الشارع المصرى ليزيد من هذه المأساة، ولابد فى السريع العاجل ان تقوم الدولة، ومعها الصفوة بتقليل تلك الفجوات بين المجتمع، والصلح بين جميع المواطنين حتى لا تزداد المأساة وتزيد الفجوة. ولى ايضاً عتاب ونصيحة على فصيل بعينه فى الشارع المصرى، والذى بدأت يتردد اسمه كثيراً بسبب بعض الاحداث المؤسفة التى إرتكبها خاصة فى الفترة الاخيرة، وهم الالتراس، الذين يكرهون الامن ويتعدون عليه، كما ان العديد من لاعبى كرة القدم المشاهير مثل ابو تريكة التقوا بهم من اجل التقليل من هذا الإحتقان، الا إننا نفاجىء بإنهم يستمرون فى اخطائهم وجرائمهم، ويؤكدون ليس هناك من يتحدث بإسمنا، ولذلك لا تجد الدولة او من يريد الصلح بين الطرفين من يتحدث معه لاسداء النصيحة اليه. واقول لهم، ما هى الإستفادة التى تدفعكم لإرتكاب الجرائم وتكسير المدرجات والإعتداء على رجال الامن، اليس افراد الشرطة هم فى الاساس مواطنون مثلنا، اليس المردجات تالتى تقومون بتكسيرها والكراسى والسيارات هى من املاك الدولة والمواطنين الذين يدفعون من قوت يومهم كى تجدون ما تجلسون عليه من اجل تشجيع فرقكم المفضلة، اليس فيكم رجلاً رشيداً يعيى ويفهم ويسدى النصح بأن ما تفعلونه كله يصب فى مصلحة اعداء الوطن، ويزيد من الفتنة والإنقاسام بين فئات المجتمع ويخسر الدولة الكثير من المال، وهو فى الاساس مالنا وممتلكاتنا. نصائح المشاهير! ويؤكد الطفل النابغة عبد الرحمن الفقى بإنه التقى بالكثير من المشاهير، خاصة من اهل الدين ولاعبى كرة القدم، مشيراً الى انه كان يطلب منهم دائما النصيحة، قائلاً التقيت مثلاً كثيرا باللاعب محمد ابو تريكة، واللاعب الخلوق اسامة حسنى، والشيخ محمد حسان، والاستاذ الدكتور احمد عمر هاشم، والاعب هادى خشبة، واللاعب احمد حسن، والمدرب الرائع حسام البدرى، وجميعهم كانت نصائحهم لى بأن اكون متواضعاً ولا اغتر ابداً بنفسى، فنحن فى البداية والنهاية بشر، لن نتحول ابداً الى نجم او قمر فى السماء، ولذلك فلابد الا تغرنا الدنيا او الشهرة، ويجب على ان من يلتقى باى من المشاهير، يشعر انه شخص عادى، لان الشهرة نعمة من الله على البشر، وليست اداة للترفع عن الاخرين. وعن احد الموافق التى مر بها مع لاعبى كرة القدم، قال اراد اللاعب الخلوق اسامة حسنى ذات مرة بأن يختبرنى بطريقة ظريفة، طالباً منى تلاوة القران بالتجويد، وابهره صوتى وادائى فى إلقاء القران وقتها، فهو لاعب يحرص على اداء الفرائض فى اوقاتها، وحافظ للقران والاحاديث النبوية، ايضاً اللاعب او تريكة، الذى نصحنى كثيراً بالتواضع وعدم الإنسياق الى متاع الدنيا. وأخيراً قا الطفل النابغة عبد الرحمن الفقى، لا اريد ان يتم تشبيهى بأحد، فلن اعيش فى جلباب النابغة طة حسين او غيره مما يشبهوننى، لكن اريد ان اكون شخصية مستقلة، اريد ان اكون مجرد انسان ناجح فى إسداء النصيحة، واتمنى ان استطيع تحقيق احلامى، بأن اساعد الناس فى التخلى عن الادمان والتدخين، والتقرب الى الله والبعد عن متاع الدنيا، ارضاء لله، ولكسب الاخرة.