تحدي عشرات الآلاف من المواطنين في جنوب أفريقيا الأمطار الغزيرة التي أغرقت ستاد سوكر سيتي في سويتو للمشاركة في مراسم تأبين رئيسهم السابق والمناضل الأفريقي نلسون مانديلا التي أقيمت بحضور العشرات من قادة وزعماء العالم وبالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان. وفي الاستاد الذي شهد الظهور الأخير لمانديلا بين المواطنين غنت الحشود النشيد الوطني لجنوب أفريقيا ورقصوا ورددوا اغنيات من تراث الكفاح ضد الفصل العنصري وذلك قبل أن يلقي رئيس البلاد جاكوب زوما ونظيره الأمريكي باراك أوباما وغيرهم من القادة خطبا لوداع مانديلا الذي اعتبروه رمزا للنضال من أجل الحرية والمصالحة الوطنية. ووصف أوباما الزعيم الراحل ب"عملاق العدالة" منتقدا الزعماء الذين يزعمون مناصرتهم لكفاح مناديلا من أجل الحرية لكنهم لا يقبلون المعارضة من شعوبهم. وروي سيلي اندرو ملاجيني الذي اعتقل لسنوات مع مانديلا في سجن روبن ايلاند شهادته عن رحلة كفاح مانديلا كما تحدث عدد من أفراد عائلة الزعيم الراحل. ومثلما نجح في تحقيق المصالحة بين البيض والسود الذين تجمعوا علي حد سواء لتكريمه نجح مانديلا في تهدئة التوترات بين زعماء العالم الذين وضع الكثير منهم الخلافات السياسية جانبا للمشاركة في وداع مانديلا. ومن بين أبرز الحضور الرؤساء الأمريكي والفرنسي والصيني والهندي والألماني والكوبي ورؤساء وزراء بريطانيا وايطاليا واسبانيا وولي عهد اليابان والنرويج والسويد إلي جانب عدد من الرؤساء السابقين ومشاهير العالم من مذيعين وفنانين ورجال أعمال. وأقيمت المراسم وسط إجراءات أمنية مشددة مع انتشار الآلاف من رجال الأمن في الاستاد الذي أقيمت فيه منصة محاطة بزجاج واق من الرصاص. وبعد انتهاء مراسم أمس يوضع جثمان مانديلا في نعش مفتوح لمدة 3 أيام في مقر الرئاسة في بريتوريا قبل أن يدفن الأحد القادم في مسقط رأسه بقرية كونو وسط مراسم عائلية.