الساعة بلغت العاشرة صباحا وحتي الان مرسي لم يظهر داخل القفص الحديدي شديد التأمين بينما سبقه اليه 6 من بين 8 متهمين يحاكمون حضوريا في قضية القرن الثانية .. وجميع الحضور من محامين وصحفين تبدو عليهم علامات الترقب تخوفا من عدم ظهور الرئيس المتهم والذي اختفي بتاريخ 3 يوليو الماضي عقب اصدار القوات المسلحة بيانها بعزله .. وهناك من اظهر هذا الخوف بالغاء الجلسة تماما لدواعي امنية الاجراءات الامنية بالغة الصرامة وتواجد مكثف لاليات الداخلية وضباطها ومجنديها من كافة القطاعات .. والبداية كانت بوابة العبور الي المدخل المؤدي الي بوابة الاكاديمة المقرر الدخول منها لحضور جلسة المحاكمة والذي تم فرض سياج حديدي مزود بالاسلاك الشائكة يقف خلفة قوات الامن المركزي وتوجد بمنتصف هذا السياج مدخل لعبور سيارة واحدة ويغلق باستخدام حاجز متحرك يقف خلفة ضباط الداخلية .. ويبعد عن بوابة الاكاديمية حولي 2 كليو متر متراصة علي جانبية 15 سيارة اسعاف و15 سيارة بداخلها مجندين تابعين لوازة للامن المركزي .. وأمام البوابة تترتكز 6 مدرعات عسكرية من الجانبين و6 سيارات اخري لقوات الامن وكردون من الحواجز المتحركة يطوق البوابة من جهاتها الثلاث ومن نفس تلك الحواجز تم صنع مدخلين للحضارين احدهما خاص بالصحفين المحلين واخر للمحامين والاعلامين الاجانب .. وبمجرد الدخول من البوابة يتم تسليم المتعلقات الشخصية الممنوعة " هواتف محموله ، اجهزة كمبيوتر محموله ، كاميرات واي شيئ اخر ممنوع " ومن ثم الخضوع للتفتيش الذاتي وبعده المررور من جهاز الكشف عن المعادن مرور بأحد افراد الامن والذي يحمل جهازا يدويا للكشف عن المعادن ومنه الي الضابط المكلف بمراجعة التصريح واخيرا استقلال سيارة خاصة حتي مدخل المبني الذي تعقد بداخله المحاكمة وهناك تم تكرار التفتيش مره اخري وعبور جهاز الكشف عن المعادن الي السلم المؤدي الي قاعة عقد الجلسة والتي كان امام مدخلها ضابط نظامي مهمته التفتيش الذاتي بمعني الكلمة وعقب تخطيه تجد امامك القاعة الكبيرة لا يمنع نظرك عن تخطيها سوي جدرانها قفص محاكمة القرن للمرة الثانية القفص الحديدي تم اضافة عدة تعديلات له بخلاف محاكمة الرئيس الاسبق "مبارك" وهناك من بعيد يجلس عصام العريان بجانب ايمن هدهد مستشار المعزول يتبادلون الحديث والابتسامة لاتفارق هدهد ويبدو ذلك عليه واضحا ويبدو عليه التوتر بين الحين والاخر متمثلا في تحريك ساقيه وهزمها بشدة امامه يجلس علاء حمزة بجانبه جمال صابر والذي ادي دور ضيف الشرف بجدارة ..واخير امامه البلتاجي ومعه احمد عبد العاطي مدير مكتب المعزول ويتجاذب الاربعة اطراف الحديث باستنثناء القيادي السلفي جمال صابر المحامي منسق حركة "لازم حازم " وصول مرسي الساعة اقتربت من العاشرة والنصف وبالتحديت في العاشرة و25 دقيقه ظهر مرسي لاول مرة بداخل القفص الحديدي وانقطعت كل الهواجس علي هتافات انصار المعزول من المحامين وبعض الصحفين قائلين "مرسي .. مرسي و الشعب يحيي صمود الرئيس و حرية حرية .. مرسي رئيس الحرية " والغريب ان مرسي رفع كلتا يديه باشارة رابعة العدوية وتبعه في ذلك جميع من في القفص بإستثناء ضيف الشرف "جمال صابر" الذي ظل مكانه غير عابئ بما يحدث في حين رردت احدي الصحفيات كلمة " إعدام .. إعدام " وتبعها عددقليل من الحضور .. "مرسي يااستبن دخلناك السجن " وبين هذه الهتافات وتللك كان هناك شيئ ملفت للنظر فمرسي لم يحضر هو واسعد الشيخه بملابس المتهمين المحبوسين احتياطيا وانما حضرا هم الاثنين يرتديا الملابس الرسمية كاملة بخلاف باقي المتهمين بدء الجلسة .. اكتمل النصاب وبدء افراد التامين في تنظيم تواجد الحاضرين باماكنهم ومع وصول عقارب الساعة الي العاشرة والنصف و5 دقائق خرج الحاجب قائلا محكمة لتخرج هيئة المحكمة برئاسة المستشار أحمد صبري يوسف وعضوية المستشارين حسن قنديل واحمد ابو الفتوح وتبدأ اولي جلسات محكاكمة المتهم محمد مرسي الرئيس السابق و14 من تنظيم وانصار الجماعة ..وبمجرد جلوس هيئة المكمة والحضور تحدث مرسي بصوت عال قائلا نصا " احذر الجميع .. احذر الجميع .. ان ما يحدث الان تحت غطاء الانقلاب العسكري جريمة في حق الرئيس الشرعي ..وهنا صفق له انصارة بشدة وعاد ليكمل غير عابئ بتعليمات المحكمة له بالصمت والتحدث عند الطلب منه قائلا " انا اربأ بالقضاء المصري ان يكون مطية للانقلاب العسكري الخائن وكرر نفس الجمله وصاح العريان مرددا ومعه المتهمين " يسقط يسقط حكم العسكر .. احنا في دولة مش معسكر " لمدة دقيقة وبعده التزم الجميع الصمت تحت رغبة هيئة المحكمة دفتر الحضور التي بدات في اثبات حضور المتهمين في القضية رقم 10790 جنايات مصر الجديدة بدا بالمتهم الاول " اسعد محمد احمد الشيخه 48 سنة طبيب ونائب رئيس الدايوان وشهرته "اسعد الشيخه " ليجيب " انا اسعد الشيخه رئيس الدايوان ونحن في محاكمة سياسية.. نحن امام مهزلة وليست محاكمة ..وجاء دور المتهم الثاني احمد محمد محمد عبد العاطي 43 سنة مدير مكتب رئيس الجمهورية والذي قال "نطلب من المحكمة ان تقوم بإطلاق سرحنا " وتم اثبات حضورة وتلاه المتهم الثالث أيمن عبد الرؤوف علي احمد هدهد سكرتير الرئيس المعزول والمتهم الرابع علاء حمزة علي السيد 42 سنة قائم باعمال مفتش ادارة الاموال والمتهم الثالث عشر محمد محمد ابراهيم البلتاجي 53 سنة طبيب والذ صاح بشدة " ياريس انا عندي 10اسباب موضوعية بأن قرار الاحالة باطل وبحمل المحكمة مسئولية الاستمرار في محاكمة باطله تحت غطاء الانقلاب العسكري اما الله والجميع والشعب ولحقه اثبات حضور المتهم الرابع عشر عصام الدين محمد حسين العريان 61 سنة طبيب وشهرته عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة واخيرا اثبات حضور المتهم الثاني عشر محمد محمد مرسي عيسي العياط رئيس الجمهورية الاسبق والذي عاد ينادي من جديد " انا الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية .. الانقلاب خيانه .. خيانة للرئيس .. انا موجود هنا بالقهر والقوة نتيجة الانقلاب .. الانقلاب جريمة .. خيانه .. المحكمة تتحمل المسؤوليه كاملة في عدم إخراج رئيس الجمهورية من هذا المكان لممارسة سلطاته الدستورية .. المحكمة باطلة ..رفعت الجلسة بعد استمرار المعزول في الصياح غير ملتزم بأطار المحكامة وقوعد المثول في الحادية عشرة الا الثلث بعد استمرارها لمدة 25 دقيقة كاملة لقطات خلف القضبان عقب رفع الجلسة ردد عدد من الحضور هتافين بكلمة " أعدام .. إعدام ..وفي المقابل رفع العريان رمز اشار رابعة وعاد الحاضرين انفسهم لترديد هتاف .. مرسي يا استبن .. دخلناك السجن علي الجانب الاخر خلف القضبان توسط مرسي كلا من عصام العريان ومحمد البلتاجي وعلا حمزة وعهم احمد عبد العاطي للحديث معهم وبادل أيمن هدهد اسعد الشيخة بابتسامة عريضة وجذب الشيخة للحديث معة بأحدي الزوايا داخل القفص ..ولفت انتباه الحاضرين مشهد لم يستمر سوي لثوان قليلة فبينما مرسي يتحدث وفي مواجهته البلتاجي قام مرسي بوذع راحتيه علي ذراعي البلتاجي وقام بتقبلة في خدة الايسر ليرد عليه البلتاجي بالمثل ويحتضن كل منهما الاخرل ثوان ليعود الحاضرين بتنرديد هتافات "يا حسيني حقك جاي .. وجيكا .. جيكا .. جيكا .. فيما ظل القيادي السلفي جمال صابر غير عابئ بما يحدث فتارة يتحدث اليهم وتارة يسكت وتارة يلف بداخل القفص حول من فيه وكانه يحاور نفسة عن سبب حضورة في هذا المكان امر الاحالة مع دقات عقارب الساعة مؤكدة تمام الحادية عشرة ظهرا خرج الحاجب مرة اخري وبعد جلوس الجميع عاود "المعزول" الحديث قائلا " اوعو حد يضحك عليكوا ويقلوكوا اننا اعداء الناس .. خالوا بالكوا .. دا كله لمصلحة اعدئنا " والتزم الصمت نزولا عند رغبة المحكمة لبدء تلاوة قرار نص احالة المتهمين في القضية وبدأ ممثل النيابة العامة في حضور المستشار مصطفي خاطر بتلاوة الاحالة فيما ظل البلتاجي يردد " قرار الاحالة باطل .. باطل ..باطل " وجاء في قرار الاحالة قيام المتهمين من الاول حتي الثاني عشر بحيازة اسلحة نارية وخرظوش بالذات او بالوساطه وفرض السطوة والاعتداء علي المتظاهرين بالاسلحة وتكدير الامن والسلم العام وتهمة القتل عمدا للصحفي " الحسيني ابو ضيف" وتعذيب واحتجاز المتظارين دون وجه حق ،واسندت الي باقي المتهمين تهم التحريض علي العنف والقتل واستمعت المحكمة الي طلبات الدفاع بضم مجني عليهم اخرين في القضية فيما اعترض اخرين علي تصوير وقائع الجلسة مع سبق تنوية المحمكة بعدم تصويرهاوحضر خالد ابو بكر المحامي الدولي وكيلا عن السفير مصطفي نجم ومينا فليب فيما حضر محمد سليم العوا عن اسعد الشيخة ومحمد الدماطي عن محمد البلتاجي وبهاء عبد الرحمن عن عصام العريان ومحمد طوسون عن احمد عبد العاطي وخالد ابو جريشة عن اوالد الصحفي الحسيني ابو ضيف فيما حضر سيد ابو زيد عن ضياء رشوان نقيب الصحفين وطالب العوا من هيئة المحكمة بالانفراد بالمعزول والمتهمين وقتا كافيا للدفاع عنه تحت طلب وتكليف حزب الحرية والعدالة له بالامر وبسؤاله " مرسي "عن الوكالة طلب من المحكمة ان يتحدث اليها قبل توكيل اي محام للدفاع عنه واستكمل العو بان مرسي لا يعلم اين هو طيلة فترة احتجازة منذ الثالث من يوليو الماضي وان احتجازة باطل كل هذه المدة دون اصدار قرار نيابيا بحبسة .. ودفع بالاختصاص الولائي الذي نصت عليه المادة 152 الخاصة بمحاكمة رئيس الجمهورية طبقا لدستور 2013 المعطل وقاطعة خالد ابو بكر معترضا علي دفوع العوا عقب تكرارة الانفراد بمرسي للحديث معة وقتا كافيا لعدم توكيل مرسي له حتي اللحظة وبسؤال مرسي من جديد اجاب قائلا " اولا ليست هذه محكمة .. هذه محكمة مع احترامي غير مختصة بمحاكمة رئيس الجمهورية وهذا انقلاب عسكري للبلاد ولابد وان يقدم قادته للمحاكمة طبقا للدستور.. انا رئيس الجمهورية طبقا لهذا الدستور والان أنا محتجز قسريا .. الانقلاب خيانه وجريمة .. انا رئيس الجمهورية ولا ينبغي للقاضي ان يرضخ للانقلاب ..رفعت الجلسة للمرة الثانية في تمام الثانية عشرة والنصف و5 دقائق وتم اخراج المتهمين من قفص الاتهام لتصدر المحاكمة قرارها بتأجيل اولي جلسات نظر الدعوي حتي تاريخ الثامن من يناير القادم واحالة المتهمين الي سجن طرة