* تحتفل أسرة مسرح" الغد للعروض التراثية" ببطلات مسرحية "البيت" التي مثلت مصر في مهرجان "عشيات طقوس" بالاردن، وحصلت علي جائزة افضل عرض بالمهرجان، وجائزة أحسن ممثلة للفنانة عزة بلبع، المسرحية اعدها واخرجها سعيد سليمان عن مسرحية "بيت برناردا ألبا" للكاتب المعروف فيدريكو جارسيا لوركا، وقدمها برؤية خاصة في الاعداد والاخراج، شارك في البطولة إلي جانب عزة بلبع كل من عبير عادل، وبدور، وجيهان سرور، ونورهان، ومي رضا، والفيولينا رشا يحيي، ديكور وملابس صبحي عبدالجواد، موسيقي تصويرية محمد الوريث، وحققت المسرحية طوال عرضها بالقاهرة نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا، تقدم احداث المسرحية نموذجا لأحد البيوت المصرية التقليدية، يتكشف داخله صراع الزوجة التي فقدت زوجها فتفرض عليها العادات أن تعيش فترة حداد تمتد إلي ثماني سنوات تعيش مع أمها وبناتها الخمس اللاتي يتطلعن إلي الزواج والحب بما يتنافي مع الأعراف البيئية المنغلقة التي تقدس في الظاهر فقط العادات والتقاليد والمثل بينما تخفي في باطنها الحقد والغل والغيرة "بيت" منغلق علي نفسه بفعل مخاوف حياتية مصطنعة ومتوارثة عبر أجيال، يصارع من بداخله الفكر المجتمعي الحالي الذي يسعي للخروج من درب الاشياء النمطية المعتادة ليخلق لنفسه مسارات الانفتاح والتفتح الذي يتطلبه رتم الحياة المتسارعة، "البيت" تحيطه قواعد العادات والتقاليد القديمة الصارمة التي تمثلها غطرسة الأم التي تفرض قيود المعيشة علي بناتها الخمس، حرصاً منها علي عدم اختلاط سيرتهن بألسنة الناس، ظناً منها أن العادات المحافظة تحميهن من واقع الحياة يكشف هذا البيت للعيان عبر مشاهد العرض المتتالية حقيقة تلك الحياة القاسية للفتيات الخمس، ممن حرموا من المتعة الدنيوية البسيطة، لتتجسد أفكارهن في أخلاق متدنية، تفضح بانحرافهن مسار التقاليد الطاغية، التي تجسد مأساة واقع المجتمع الذي يعاني من قيود العادات الشرقية الصارمة، والانفتاح علي التقاليد المستوردة، ويتميز العرض بالاداء المبهر لجميع بطلاته وخاصة الفنانة صاحبة الصوت الرنان عزة بلبع التي استحقت جائزة افضل ممثلة من المهرجان واستحق العرض جائزة الافضل في المهرجان لتكامل عناصره وتناغم الرؤية الاخراجية للتوفيق بين هذه العناصر وبناء العرض علي تنويعات موشح "يا بهجة الروح" من البداية للنهاية ليتناسب مع تباين المشاعر بين الفرح والحزن ورؤية المخرج المتميزة في الإيقاع المصاحب لعزف الفيولا في أثناء "العديد" في شكله التقليدي القديم من خلال ضربات الأيدي علي اليدين والرأس لرسم تابلوه فني رائع واستغلاله للأبعاد والمساحات والإضاءة القاتمة والملابس السوداء التي خلقت الحالة الوجدانية عند المتلقي.