الموقف يزداد خطورة في سوريا بعد أن أصبحت المجموعات التابعة لتنظيم »القاعدة» تشكل القوة الرئيسية في صفوف المسلحين الذين يقاتلون ضد النظام الحاكم في دمشق. فقد قامت كل من جماعة «ثوار الرقة» والرقة هي محافظة سورية خاضعة تماما لسيطرة «القاعدة» و»المنتصر بالله»، وهما تابعتان في الأصل للجيش السوري الحر، بمبايعة «جبهة النصرة» (إحدي مجموعات تنظيم القاعدة)، كما قام «لواء صلاح الدين» و»الكتيبة 313» بمبايعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وهي المجموعة الرئيسية لتنظيم القاعدة في حين قام «لواء أمناء الرقة» بمبايعة تنظيم «أحرار الشام» التابع للقاعدة أيضا. وسبق ل»جبهة النصرة» ان بايعت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. وعلي النطاق العالمي، يزداد الاقتناع بأن هذه التنظيمات تشكل خطرا كبيرا علي وجود الدولة السورية، خاصة بعد وصول مقاتلين محترفين ومخضرمين شاركوا في حروب أفغانستان والعراق إلي سوريا، بعد ان أصبحت محافظة الرقة الخاضعة لتنظيمات القاعدة أشبه بإمارة أفغانية. وكان قد سبق إعلان مدينة «الدانا».. «إمارة إسلامية». هكذا شرع أتباع القاعدة في رسم حدود «دولتهم الإسلامية». ويسيطر المسلحون المناهضون للنظام الحاكم علي ستين في المائة من الأراضي السورية الآن بينما يسيطر النظام علي أربعين في المائة من الأرض التي تضم ستين في المائة من السكان.. ويؤكد خبراء الشئون السورية ان النظام الحاكم يتقدم في ساحة القتال، ولكنه لا ينتصر، وان المعارضة تخسر ولكنها لا تنهزم. أما عن «الجيش السوري الحر» المناوئ للنظام. فإنه يتفكك وينفرط عقده بينما تمتد خريطة نفوذ «القاعديين» في مساحة تبدأ من دير الزور والحسكة، مرورا ب»حلب» و»ادلب» وريف «حمص» و»حماه».. وتنتهي بريف اللاذقية. ويريد «القاعديون» ان تكون سوريا علي نمط أفغانستان أو الصومال، ويرفضون الحل السياسي حتي لو كان يشمل اقصاء الرئيس بشار الأسد! وهكذا يصبح الهدف هو ممارسة القتل من أجل القتل! والدليل علي ذلك هو التطور الجديد الخطير الذي ظهر من خلال بيان صدر في وقت متأخر من ليلة 24 سبتمبر الجاري تحت عنوان «البيان رقم واحد» ليفاجئ العالم بأن «الائتلاف الوطني السوري» وحكومته المؤقتة قيادة المعارضة السياسية لا يمثلان التنظيمات الموقعة علي هذا البيان ولا تعترف بهما هذه التنظيمات! وهذا يعني اسقاط شرعية المعارضة السياسية من جانب أكبر الكتائب المقاتلة في «الجيش الحر» إلي جانب جماعات القاعدة. ويحمل البيان توقيعات «لواء التوحيد» و»جبهة النصرة» و»أحرار الشام».. إلخ. ومعظم الموقعين علي البيان لا يعترفون أصلا بالتيارات السياسية ويعتبرون الأحزاب والانتخابات مسألة محرمة في الشريعة. وترفض هذه التنظيمات مؤتمر جنيف الذي تعد له كل من روسيا والولايات المتحدة لكي ينعقد في الشهر القادم، وتعتبر الذهاب إلي ذلك المؤتمر.. «خيانة»! ومعني ذلك انه لا يلوح في الأفق أي حل للمأساة السورية أما «الحل الكيميائي» تجريد سوريا من الأسلحة الكيميائية فإنه لمصلحة إسرائيل فقط. كلمة السر: تدمير الدول والجيوش العربية