من المؤكد ان الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح القطب الاخواني المعروف رئيس ما يسمي بحزب مصر القوية صاحب مسرحية الاستبعاد من مكتب ارشاد الجماعة قد عاني كثيرا في كتابة هذا المقال الذي تم نشره في احدي الصحف المستقلة يوم الخميس الماضي. وكما يقولون.. إن »الجواب يبان من عنوانه». فأن مضمون هذا المقال كشف عن الجهد الكبير الذي بذل من جانب أبو الفتوح لإخفاء شخصيته الإخوانية التي خُطط لها ان تمارس ما هو مطلوب منها في اطار عملية توزيع الادوار. من الغريب ان يتم استهلال هذا المقال بالحديث عن عملية خطف وسرقة ثورة 52 يناير من جانب من لم يكن لهم علاقة باندلاعها متجنبا الاشارة الي ان من بين هؤلاء كانت جماعة الارهاب الاخواني التي ينتمي اليها قلبا وقالبا. لجأ وفي مجال ادعائه بالبحث عن مخرج لما يراه أزمة في مصر الي الاستشهاد بفكر المستشار طارق البشري وما ادراك ما طارق البشري. المستشهد به يرتبط بجوهر النكبة التي تعيشها مصر منذ نجاح ثورة 52 يناير عندما كلفه مجلس عسكري حسين طنطاوي برئاسة لجنة اعداد الاعلان الدستوري . لقد قام البشري بإعداد هذا الاعلان المريب مع بطانته الاخوانية التي ضمت الدكتور البنا وصبحي صالح. كان من نتيجة ذلك وضع مصر علي طريق الاشواك بعد أن قرر ان يكون بداية بناء الدولة المصرية الجديدة بالانتخابات التشريعية ثم الرئاسية وليس باصدار دستور جديد متوافق عليه شعبيا وسياسيا. لم يكن خافيا ان هذا الاعلان الذي اتسم بالتواطؤ الاخواني استهدف فتح الطريق علي مصراعيه أمام سيطرة وهيمنة جماعة الارهاب الاخواني باعتبارها الجهة الجاهزة والمستعدة آنذاك للانتخابات دونا عن باقي القوي السياسية. فكر هذا البشري الذي استشهد به أبوالفتوح تحدث عن كتلة تاريخية تضم كل القوي السياسية والفكرية في مصر باعتبارها ركيزة بناء الدولة المصرية الحديثة التي تنبذ الاستبداد. تغافل متعمدا عن الأشارة من قريب أو بعيد الي فشل جماعة الارهاب الاخواني التي ينتمي اليها في تبني هذا الفكر عندما اتيحت لها فرصة سرقة ثورة 52 يناير والقفز علي سدة حكم مصر. حذر أبوالفتوح من سياسة الاستئثار والتفرد بمعني التهميش والاقصاء وسيطرة وهيمنة اتجاه واحد باعتباره يتعارض مع التحول الديمقراطي. لم يجرؤ متعمدا ان يدين التوجه الاخواني في هذا المجال اثناء حكمه لمصر. قال مهددا ان البديل لعدم التحرك نحو المصالحة مع جماعة الارهاب الاخواني رغم كل الجرائم التي ارتكبتها هو تواصل مسلسل الفوضي والارهاب بشكل يومي!! يُفهم من هذا الكلام انه يريد ان يتضمن أي تحرك سياسي ان يكون للجماعة دور فيه مع عدم المحاسبة علي ممارساتها ضد الوطن وشعب مصر. في النهاية علينا القول ان محصلة مقال الدكتور أبو الفتوح رغم كل محاولات اللف والدوران انها اتسمت بعمليات التورية التي تفضح وجهه الاخواني. لقد حاول اخفاء حقيقته عندما رشح نفسه في الانتخابات الرئاسية وجاء ترتيبه الرابع في الجولة الاولي.. ليعلن بعد ذلك سرا وعلانية انضمامه الي جوقة مرسي في الجولة الثانية. سلم لي علي ابوالفتوح الذي لايمكن ان يخرج من جلده الأخواني.