السفاحون حصدوا أرواح 25 مجنداً وأصابوا 3 آخرين بلا رحمة أو ذنب 01 مسلحين استوقفوا ميكروباصين وقتلوا الجنود وهربوا في 4 سيارات دفع رباعي شاهد عيان: الإرهابيون قيدوهم بالحبال ثم أطلقوا النار من أسلحة آلية علي ظهورهم استيقظ اهالي ارض الفيروز صباح امس علي ابشع جريمة في حق الانسانية ادمت لها القلوب .. هاجم مسلحون مجهولون ميكروباصين يحملان مجندين أمن مركزي كانوا في طريقهم من مدينة العريش الي مدينة رفح وبالتحديد بمنطقة "سادوت" والتي تقع قبل رفح بحوالي 5 كيلومترات.. حيث قام المسلحون بانزال المجندين وعددهم 25 مجندا كانوا يرتدون ملابس عادية من الميكروباصين واوقفوهم بجانب الطريق واجبروهم علي اتخاذ وضع " القرفصاء" والبعض الاخر ابطحوهم علي بطونهم بالارض واطلقوا عليهم النيران من اسلحة نارية من الظهر وفروا هاربين وسط الدروب الصحراوية مما ادي الي استشهاد 25 مجندا واصابة 3 اخرين في حالة خطرة ..انتقلت علي الفور سيارات ومدرعات القوات المسحلة واكثر من 10 سيارات اسعاف في حوالي الساعة السابعة صباح امس وتم نقل الجثث والمصابين الي مستشفي القوات المسلحة بمدينة العريش.. كما قابلت الاجهزة الامنية الحادث بإلغاء كافة اجازات الجنود لمنع استهدافهم اضافة الي إغلاق معبر رفح البري.. فيما سادت حالة من الحزن الشديد والغضب بين اهالي شمال سيناء عقب علمهم بالجريمة البشعة .. وشهدت مدينة العريش حالة من الاستنفار الامني شديدة من نوعها حيث انتشرت المدرعات التابعة للقوات المسحلة والشرطة تجوب شوارع المدينة .. فيما انتشرت مدرعات للجيش علي طول الطريق الدولي العريش رفح وتم تشديد إجراءات الرقابة علي الأكمنة الأمنية وتفتيش جميع السيارات والركاب والمسافرين.. كما حلقت طائرات الهيلوكوبتر التابعة للقوات المسلحة فوق سماء العريش خاصة المناطق المتاخمة لموقع المذبحة . واكد مصدر امني ل " الاخبار" أن الجنود الشهداء تابعون لقطاع الامن المركزي بمنطقة الأحراش .. واضاف ان السيارات التي كانوا يستقلونها لم تكن تابعة لاي من وزارة الداخلية او القوات المسلحة وانما كانت عبارة عن ميكروباصين مملوكين لأشخاص مدنيين وقد تم التحفظ عليهما بجهة أمنية سيادية..وان الحادث وقع علي الطريق الدولي بمنطقة صحراوية غير مؤمنة من قبل الاجهزة الامنية وان اقرب نقطة امنية كانت اقرب لموقع الحادث هي نقطة شرطة ابو طويلة. انتقلت "الاخبار" الي موقع الحادث عقب وقوع المذبحة مباشرة لرصد المشهد المأساوي بالمنطقة التي تعرضت لأبشع مذبحة جراء عملية ارهابية مسلحة أستهدفت أمنهم وسلامتهم لننظر الي الارض التي وقعت عليها الجريمه الدنيئة وكأنها تغلي وتصرخ من وقع ماحدث عليها ..فالارض امتلأت ببرك دماء ال 24 جنديا تبدل خلالها لون "الاسفلت" الي اللون الاحمر..أنتشرت علي الارض ما تبقي من أحشاء لهؤلاء الجنود الذين لم يقترفوا شيئا سوي أنهم يحاربون الإرهاب بكل اشكاله ويحمون تراب الوطن ضد أي مخرب أو مدمر وذلك منذ أن أخذت هذه الجماعات الارهابية المسلحة علي عاتقها ترويع وتخويف المواطنين وتهديد السلم العام. وبمجرد وصولنا هناك وجدنا احد السكان رفض ذكر اسمه من أبناء المنطقه ويكتم دموعه التي تريد أن تخرج كالسهام الغاضبه علي هذه المذبحه التي استهدفت حماة الامن والأمان ممسكا بيده "خرطوم" كبير اندفعت منه سيل من المياه تحاول بمساعدة هذا الرجل علي إزالة أثار الجريمه والعدوان السافر.. اقتربنا منه والذي بدا أن يديه ترتعش من هول ما حدث ينظر بعينيه في كل مكان حاول بخرطوم المياه أن يزيل أثار الجريمه الحمقاء التي لن تنساها أرض الفيروز الدماء متجلطه علي الارض ناقمه علي ماحدث حزينه علي فراق أصحابها..بدأ هذا الرجل حديثه معنا بصوت مرتعش وقال ابشع جريمة ومذبحة يمكن أن أراها في حياتي كلها.. الجنود الذين قتلوا هم أبناءنا بأي ذنب قتلوا..وسكت برهة من الوقت وبدأ في سرد حكاية الاعتداء علي الجنود أثناء ركوبهم ميكرباصين حيث قال إنهم قاموا باستيقاف هذه الميكروباصات التي تنقل هؤلاء الجنود الابرياء وأنزلوهم حتي يتمكنوا من القضاء عليهم نهائيا وجعلوهم يتخذون وضع القرفصاء وبعضهم ابطحوهم علي وجوههم بالارض من يهود يتعاملون مع جنود عزل من السلاح وصوبوا تجاههم بنادقهم وأسلحتهم الالية وأطلقوا عليها وابلا من طلقاتهم الخسيسة التي اودت بحياتهم في الحال وسالت دماؤهم الذكية الطاهرة علي الأرض وفروا هاربين..اضطررت أن أختبئ في مكان بعيد بعد ان رأيتهم حتي لا يتمكنوا مني ويقتلوني حتي حضرت قوات الجيش و الشرطه لمعاينة موقع الحادث. في الاتجاه الاخر لمنطقة مربع السادوت الذي شهد المذبحة الذي يقع علي بعد 4 كيلو من نقطة شرطة أبو طويلة وقف مجموعة من الاطفال رأد الحادث بأعينهم ..طفولتهم البريئة جعلتهم سببا في كشف الحقيقه الاليمه للمذبحه التي تعرض لها 24 جندي للأمن المركزي حضروا الينا مسرعين وسردوا لنا قصة الاعتداء و قاموا بتمثيل الحادث الاليم كما وقع تماما حيث قام أحد الاطفال بالجلوس في وضع القرفصاء كما فعل الارهابيون مع الجنود ووقف بجانبه طفل آخر وكأنه يمسك في يديه أحدي البنادق مصوبها تجاه الطفل الذي أتخذ وضع القرفصاء و علي بعد 10 أمتار وقف طفل آخر يمسك بيديه جاكيت أحد الجنود الذين لقوا ستشهادهم حمله بيده والذي ظهرت بقع الدماء الحمراء عليه أثناء تساقطها من هذا المجند. وقال شاهد عيان اخر يقع منزله علي مسافة قريبة من موقع الاحداث انه استيقظ علي صوت اطلاق الرصاص وكان ذلك في حوالي الساعة السادسة والنصف صباحا .. فحاول الخروج مسرعا من منزله ليتفقد الامر ونظر مسبقا من النافذة فشاهد حوالي 10 مسلحين بعضهم كان يرتدي جلبابا والاخر مرتديا ملابس عادية يحملون الاسلحة النارية و 4 سيارات دفع رباعي كانت متوقفة بالقرب منهم اضافة الي الميكروباصين .. واضاف شاهد العيان رفض ذكر اسمه انه عندما شاهد هذا المشهد رفض الخروج من المنزل بعد ان تملكه الخوف والرعب معتقدا ان هؤلاء المسحلين اذا رأوه فسيقتلونه ايضا .. وقال انه شاهد الجنود ال 28 كانوا في وضع "القرفصاء" ويقف خلفهم المسحلون واطلقوا النار عليهم وبعد دقائق معدودة استقلوا سياراتهم وفروا هاربين وسط الدروب الصحراوية . والتقط طرف الحديث منه أحد المواطنين الذين يقطنون بالقرب من موقع الحادث وقال انه في حوالي الساعه 7 صباحا سمع صوت إطلاق طلقات في كل مكان وبعد انتهاء سماع الصوت خرجت مسرعا وجدت جثث هؤلاء الجنود ملقاة علي الأرض غارقين في دمائهم -علي حد قوله- وعلي الفور حضرت سيارات الاسعاف ونقلت الجثث و 2 من الجنود مصابين الي المستشفي العسكري وحضرت مدرعات الجيش والشرطه لمعاينة موقع الحادث ومنعوا أي سيارة من العبور أو الاقتراب من موقع الحادث. كما التقت الاخبار بعض المسعفين الذين قاموا علي نقل جثث الضحايا الي مستشفي القوات المسلحة .. وقال انهم تلقوا اشارة من مرفق الاسعاف بسيناء بالتوجه الي موقع الحادث وانتلقت علي الفور ما يقرب من 10 سيارات من عدة نقاط اسعاف منتشرة علي الطريق الدولي .. واشار احد المسعفين رفض ذكر اسمه الي انهم وصلوا الي مكان الجريمة في حوالي الساعة السابعة صباح امس .. وكانت قوات الجيش قد وصلت الي الموقع وقامت بعمل كردون امني حول جثث الضحايا فيما قام افراد الجيش بتحويل سير السيارات الي الاتجاه الاخر من الطريق .. وقال انهم ظلوا ينقلون في الجثث لمدة لا تقل عن نصف ساعة .. واستطرد المسعف قائلا ان الضحية ال 25 التي قام بنقلها الي سيارة الاسعاف وكان مصابا الان فارق الحياة عقب وصوله المستشفي .