في ظل الظروف بالغة الدقة والحساسية التي تمر بها مصر الآن، وما تتعرض له من أخطار وتهديدات علي المستويين الداخلي والخارجي، أصبح من الواجب والمهم أن ننتبه بكثير من اليقظة، للمعاني والمؤشرات الظاهرة في التصريحات والتحركات المعلنة لبعض الدول تجاه مصر، وما تحمله من دلالات لما هو مستهدف لنا. وأحسب أنه بات واضحاً للجميع أن مصر تتعرض الآن، ومنذ التطورات والمتغيرات الجسام التي جرت بها بعد ثورة الثلاثين من يونيو، لحملة شرسة من جانب القوي الدولية الغربية وعلي رأسها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بتعليمات وتوجيهات أمريكية واضحة، وبالتعاون والتنسيق مع قوة اقليمية تابعة لهم وسائرة علي دربهم مثل تركيا، وبالمشاركة والتورط من دولة عربية صغيرة الحجم، قليلة الوزن، كانت ولاتزال متعلقة بأذيال الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومنفذة لإرادتها. ولم يعد خافياً علي أحد علي الإطلاق الآن، ما تمارسه الولاياتالمتحدةالأمريكية من ضغوط واضحة ومعلنة علي مصر بهدف دفعها للتراجع عما اتخذته من قرارات وإجراءات مستحقة، تنفيذاً واستجابة لإرادة الشعب التي أعلنتها جموع الجماهير المصرية، في خروجها الكبير وغير المسبوق بشوارع وميادين مصر في الثلاثين من يونية، ثم ما تلا ذلك من خروج تاريخي في السادس والعشرين من يوليو، وما تم فيه من تكليف وتفويض شعبي كاسح للقوات المسلحة والشرطة لمواجهة الإرهاب وحماية الدولة المصرية من تهديداته. وإذا ما دققنا في التصريحات والتحركات الصادرة عن الولاياتالمتحدة وتابعيها والمؤتمرين بأمرها، نجدها تطالب مصر بالتوقف التام عن مقاومة الإرهاب والإرهابيين، وغض الطرف عن الجرائم التي ارتكبوها، ليس هذا فقط، بل فتح الباب أمامهم لممارسة جميع الأنشطة السياسية والاجتماعية، دون التوقف كثيراً أمام أيديهم الملطخة بدماء الضحايا. ومن الواضح لكل من له بصر وبصيرة، أن ما تقوم به الولاياتالمتحدة، لا يعني غير شيء واحد، وهو أنها كانت ولاتزال تتمني بقاء الحال علي ما كان عليه في مصر قبل الثلاثين من يونية، بغض النظر عن كم المعاناة الهائلة التي كان يتحملها الشعب المصري في ظل ما كان موجوداً! ويبقي السؤال.. لماذا تريد أمريكا ذلك؟! (للحديث بقية)