دبت الحياة أخيرا في اوصال بطولة العالم لألعاب القوي اليوم الثلاثاء مع تدفق المشجعين لتوديع ايلينا ايسنباييفا فلم يكن من بطلة القفز بالزانة الروسية إلا أن أعادت عقارب الزمن للوراء محققة انتصارا مشوبا بالعواطف على عكس جميع التوقعات. ولم تحقق ايسنباييفا أي لقب عالمي منذ عام 2008 وعانت من تراجع المستوى ومن المقرر أن تعتزل المنافسات بعد هذه البطولة لكن البطلة البالغة من العمر 31 عاما كان لديها ما يكفي من الطاقة لتبهج الجمهور الذي ملأ استاد لوجنيكي أو يكاد ونالت الميدالية الذهبية بقفزة لارتفاع 4.89 متر. ولأن أداءها لا يخلو من الاستعراض أنهت ايسنباييفا الأمسية بتحدي الرقم القياسي العالمي الذي تحمله هي شخصيا والذي حققته حين نالت ذهبيتها الاولمبية الثانية في بكين عام 2008. وبينما دوت صيحات الجمهور وهو يهتف باسمها لم تنجح ايسنباييفا في القفزة الأخيرة لكن هذا لم يسبب لها أي إحباط ولا للجمهور ولا للمنظمين الذين شاهدوا أخيرا الجماهير تملأ مدرجات الاستاد. ولم تقف الإثارة عند ايسنباييفا إذ فاز الأمريكي لاشون ميريت بسباق 400 متر عدوا للرجال مستعيد اللقب الذي فقده في بطولة العالم في دايجو بكوريا الجنوبية. كما حصل مئات من المشجعين الاوكرانيين بأزيائهم الصفراء والزرقاء على ما يسعدهم بانتصار جانا ملنيتشنكو في مسابقة السباعي. وتوجت الروسية ايلينا لاشمانوفا بسباق المشي لمسافة 20 كيلومترا بعدما توقفت قبل لفة واحدة من النهاية معتقدة أن السباق قد انتهى. ونال الألماني روبرت هارتنج ذهبيته الثالثة على التوالي في رمي القرص وفاز الاثيوبي محمد أمان بسباق 800 متر وحصلت ميلكاه تشيموس تشيوا على ذهبية سباق الموانع لثلاثة آلاف متر للسيدات لكن الملصقات في مختلف أنحاء موسكو كان محورها ايسنباييفا والآن يعرف العالم كله السبب. ونالت ايسنباييفا لقبين اولمبيين ومثلهما في بطولة العالم وتوجت أربع مرات بطلة للعالم داخل القاعات وحطمت الرقم القياسي العالمي مرارا لتستحق لقب رمز هذه الرياضة. لكنها بعدما احتلت المركز السادس في بطولة العالم الماضية وحلت ثالثة في اولمبياد 2012 بدا أن أيام مجدها قد ولت. وحضرت الأمريكية جين سوره والكوبية ياريسلي سيلفا إلى موسكو مرشحيتن بارزتين للفوز. لكن الجمهور الروسي كانت لديه أفكار أخرى وقرر في النهاية الحضور إلى الاستاد بأعداد كبيرة. وانحصرت المنافسة بين أربع لاعبات عند ارتفاع 4.82 متر وهو رقم أقل من أفضل ارتفاع تحقق هذا الموسم. ونجحت ايسنبايفا في المحاولة الثانية وعبرت وراءها سور البطلة الاولمبية. وارتفع الحاجز إلى 4.89 متر وتخطته ايسنباييفا من المحاولة الأولى. وفشلت كل من سور وسيلفا في اجتياز الارتفاع وحصلتا على الفضية والبرونزية على الترتيب تاركتين البطلة الروسية لتقفز بين الجمهور وتعانق مدربها. وبعد محاولتها لتحطيم الرقم القياسي التحفت ايسنباييفا العلم الروسي في لفة شرف وظلت تتحدث إلى الصحفيين والمصورين لنحو 90 دقيقة بعد الانتصار. لكن قصة حالمة أخرى في موسكو لم يكتب لها النجاح بعدما فشلت براين ثيسن ايتون متسابقة السباعي في تقليد انتصار زوجها الفائز بلقب العشاري قبل يومين. وبذلت المتسابقة الكندية كل ما تستطيع في سباق 800 متر الأخير حين كانت بحاجة للفوز على ملنيتشنكو بفارق أربع ثوان لكن الفوز في النهاية كان من نصيب المتسابقة الاوكرانية. وحصلت ملنيتشنكو على الذهبية بعد أن جمعت 6.586 نقطة مقابل 6.530 نقطة لثيسن ايتون في حين حلت الهولندية دافني شيبرز ثالثة محققة رقما قياسيا لبلدها بعد أن جمعت 6.477 نقطة. وفي غياب الكيني ديفيد روديشا حامل الرقم القياسي العالمي وبطل الألعاب الاولمبية بسبب الإصابة اقتنص أمان الفوز بسباق 800 متر. وتفوق العداء الاثيوبي على الأمريكي نيك سيموندز بعدما قطع المسافة في دقيقة و43.31 ثانية. واحتل عين الله سليمان من جيبوتي المركز الثالث. وهذه هي أول ذهبية لاثيوبيا في أي سباق أقل من خمسة آلاف متر في بطولة العالم.