يعتزم الفلسطينيون والإسرائيليون استئناف مفاوضات السلام اليوم لأول مرة منذ قرابة ثلاث سنوات بعد جهود مكثفة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لإقناع الطرفين بالجلوس إلي مائدة التفاوض، رغم أن هناك العديد من العقبات تحول دون التوصل إلي اتفاق نهائي حول إقامة دولة فلسطينية إلي جانب إسرائيل. ووجه كيري شخصياً الدعوة إلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإرسال فرق رفيعة المستوي إلي واشنطن للتفاوض لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي بشكل مباشر رسميا. جاء ذلك في اتصالين تليفونيين قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي في بيان صحفي إن كيري أجراهما مع عباس ونتنياهو. وأوضح بيان الخارجية الأمريكية أن وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني واسحق مولخو سيمثلان الجانب الإسرائيلي، بينما سيمثل الجانب الفلسطيني كبير المفاوضين صائب عريقات ومحمد شتيه. وأثني كيري مرة أخري في دعوته علي "الشجاعة" التي أبداها رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس عباس.. وقال، "كلا الزعيمين قد أثبت استعداده لاتخاذ قرارات صعبة كان لها دور أساسي في الوصول إلي هذه النقطة، ونحن ممتنون لقيادتهما ." وأوضح البيان أن الولاياتالمتحدة والطرفين يتطلعان إلي بدء هذه المناقشات الموضوعية وإلي المضي قدما نحو اتفاق للوضع النهائي. من جهة أخري، فجر قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بالإفراج عن 104 أسري فلسطينيين من المعتقلين قبل اتفاق أوسلو 1993 موجة حادة من الانتقادات داخل أوساط سياسية إسرائيلية وصفت القرار بأنه "ظالم وغير أخلاقي وماس بأمن إسرائيل". وقالت القيادية في حزب الليكود، ورئيسة لجنة الداخلية في الكنيست (البرلمان) ميري ريجف، في تصريح صحفي نشرته الصحف الإسرائيلية "سأعمل علي عقد اجتماع طارئ للجنة الليكود (الهيئة القيادية العليا في الحزب) من أجل اتخاذ قرار يسد الطريق أمام نتنياهو في الإفراج عن الأسري"، وأضافت، أن "حزب الليكود يعارض إطلاق سراح أسري أيديهم ملطخة بدماء إسرائيليين". واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن "قرار الإفراج عن الأسري الفلسطينيين، كشف حجم الارتباك في حزب الليكود وأحزاب اليمين الإسرائيلية تجاه استئناف عملية السلام مما قد يعيق التقدم نحواتفاق حقيقي خلال المرحلة القادمة".