لم تعتبرها دول العالم الثورة الثانية في الشرق الأوسط بعد تونس.. بل نظرت إليها كثورة عالمية ملهمة للشعوب ومؤيدة لمباديء الحرية والديمقراطية والعدالة.. وتعجب العالم من أصرار الشعب المصري علي عدم الرجوع خطوة الي الوراء قبل تحقيق جميع مطالبه. تحقق أول مطالب الثورة بإسقاط النظام.. ومرت الأيام حتي كاد اليأس والاحباط يتسللا الي قلوبنا مرة أخري وشعر العالم بأوجاع ثورتنا العظيمة وخصصت مجلة التايم الأمريكية الشهيرة غلاف مميز رسمت فيه عين حورس الفرعونية الشهيرة علي الصفحة بأكملها ويتوسطها قبضة يد تعبر عن الاضرار والعزيمة.. وجاء العنوان يمزج بين مشاعر الفخر والاحباط »الثورة التي لم تكتمل«. الاسبوع الماضي فقط اقترب الأمل من جديد وتنفسنا جميعا الصعداء بعد سماع خبر حبس مبارك وولديه علي ذمة التحقيقات وكأنهم أشخاص عاديين »سبحان مغير الأحوال«!.. ومنذ تلك اللحظات لم تفارقنا مشاعر الدهشة والاستغراب بعد أن اعتقدنا طويلا أن عصر المعجزات انتهي بلا رجعة وانه مقتصر فقط علي العصور القديمة وعلي قوانيننا لأعظم القصص التي كنا نحاول التخفيف بها عن أوجاعنا قليلا.. ولكن تجلت ارادة الله وظهرت معجزات العصر الحديث وانزل عقابه الأليم بفرعون وحاشيته.. والآن لا نرغب في سماع السؤال المتكرر »عايزين ايه تاني؟« فسقف المطالب بلا نهاية لأن جذور الفساد كانت صلبة للغاية. ادين بالفضل للأستاذ الكبير محمود صلاح الذي تعلمت في مدرسته علي مدار 7 سنوات من العمل في أخبار الحوادث بعد تخرجي مباشرة من كلية الإعلام ولم اكن وقتها اعلم الكثير عن الصحافة إلا من خلال الكتب والمراجع.. وسأتذكر دائما تلبيته لرغبتي بالتخصص في المجال الذي احبه ونصائحه الراسخة في ذهني فكانت تلك السنوات القليلة مثل سنوات التعليم الأساسي لي في عالم الصحافة. في الفترة الاخيرة اختلفنا كثيرا.. ثم اكتشفنا في النهاية اننا نتفق جميعا علي حب »أخبار الحوادث«.. اشعر وكأن كل منا قد قطع عهد علي نفسه بأن يفعل كل ما في وسعه لاستمرار نجاح جريدتنا الحبيبة بمزيد من الجهد والعمل في جو يسوده الأمل والحيوية.