يبدو أن مشكلة توافر مياه الري لزراعة الأرز لن تنتهي .. وستظل صداعا دائما في رأس المسئولين وقلقا لاينتهي للمزارعين. ورغم الخسائر السنوية التي تتحملها الدولة والمزارعون علي حد سواء من جراء محاولات حل المشكلة بالمسكنات وعدم البحث عن علاج حاسم لها إلا أن المشكلة هذا العام كانت أكبر وخسائر المزارعين كانت فادحة خاصة بمراكز شمال محافظة الدقهلية الأمر الذي اضطر المزارعون ولأول مرة في تاريخ مصر لتحرير محاضر ضد رئيس الوزراء ووزير الري ومسئولي الري بالمحافظة وذلك توطئة لرفع قضايا للمطالبة بالتعويضات عن الخسائر الفادحة التي لحقت بهم . بوار 10 آلاف فدان نسيم شوقي البلاسي نقيب الفلاحين بالمحافظة يخرج كومة من المحاضر التي تم قام بتحريرها وأكثر من 200 مزارع بمركز شرطة المنزلة . البلاغات تم تحريرها ضد رئيس الوزراء ووزير الري ووكيل وزارة الري بالمحافظة ومسئول الري بها لعدم وجود مياه ري بترعة الطوابرة التي تخدم الجمعية الزراعية بالعمارنة والتي تضم 10 قري لزارعة أكثر من عشر آلاف فدان مما تسبب في تلف وبوار الأرز في آلاف الأفدنة حسب معاينة وزارة الزراعة وعدم تمكن المزارعين من زراعة أي محصول آخر لعدم وجود مياه الري نهائيا. وأشار إلي أنه قام بتوكيل عدة توكيلات للمحامين لسرعة رفع قضايا للمطالبة بالتعويض عن تلك الأضرار البالغة خاصة أن معاينة الزراعة علي الطبيعة أثبتت صحة جميع بلاغات الفلاحين . خسائر فادحة عبد العزيز أبو المعاطي شمس الدين مزارع والحائز ل18 قيراطا بالعمارنة يؤكد بأنه خسر كل شيء هذا العام ورغم تكرار الشكوي للمسئولين من عدم وصول مياه الري إلا أنها ذهبت جميعا أدراج الرياح والزرع كما تراه .. ولا أعلم كيف سأسدد ديوني التي أنفقتها بعد أن حل الخراب بنا . صلاح بكر أحمد والحائز علي فدان و12 قيراطا يؤكد بأن ماحدث هذا العام تسبب في أضرار بالغة وخسائر فادحة الأمر الذي يستوجب إقالة الحكومة لعدم تطبيق المادة 15 من الدستور التي تلزم الدولة بتوفير متطلبات الإنتاج الزراعي للفلاح من مياه وأسمدة وبذور وسولار وعلي سبيل المثال تضاعف سعر السولار وارتفع سعر الصفيحة من 20 إلي 50 جنيها وارتفع سعر شيكارة السماد من 75 الي 180 جنيها في السوق السوداء مطالبا الحكومة بالرفق بالفلاحين . اعتراف رسمي بالكارثة هشام عبده علي وهيب والذي يمتلك فدان وقيراط أكد علي أنه تقدم وباقي الفلاحين ونقيبهم نسيم البلاسي بهذه البلاغات بعدما فاض بهم الكيل وطرق أبواب جميع المسئولين بداية من ديوان المظالم حتي أصغر موظف وكذلك مناشدة الجميع بتوفير مياه الري حيث لا توجد قطرة مياه بترعة الطوابرة لري الارض الزراعية منذ 7 مايو وأنهم حصلوا علي معاينات من الزراعة تأكد تلف الأرز نتيجة عدم وجود مياه وذلك بخمس قري وهي العمارنة والهنايدة وأولاد ريحانة وعزبة الشيخ وهيب الذين قاموا بزراعة الأرز ثم قاموا بحرث الأرض كما لاتوجد مياه بخمس قري أخري لري أي محصول آخر حتي ولو كان ذرة وتلك القري هي دار السلام والبصايلة وأولاد بانا والدقا نوة القديمة وعزبة البلاسي . مياه ملوثة أكد رزق فرج رئيس جمعية الفلاحين بمنطقة حفير شهاب الدين أن الفلاح لايري أي خدمة من الدولة بداية من السماد والري والتقاوي وأخيرا السولار والزرع يهلك من عدم وجود مياه وأن المنطقة هي أكثر أماكن المحافظة تعرضا للبوار خاصة في موسم الأرز لندرة المياه وإعتماد معظم الأراضي بالمنطقة علي مياه مصرف كوتشينر القادم من محافظة كفر الشيخ ويقوم الفلاحون هناك بإغلاق المصرف ومنع المياه عنا رغم أن المياه هي مياه صرف صحي وصناعي وزراعي ومن الأساس لا تصلح لري الأرض ولكن الفلاح مرغم علي الري بها ورغم ذلك فهي قليلة ونحصل عليها بالمشاكل وبالدم في بعض الأحيان. إهمال التطهير ويؤكد المزارع عبد الحميد بركات علي وجود مساحات منزرعة ببذرة القطن منذ أكثر من 25يوما ولم ترو حتي اليوم وأيضا يوجد مساحات ضخمة مزروعة بالأرز أصابها التلف ورغم شكوانا للمسئولين عن الري بالمنصورة مرارا وتكرارا إلا أن الردود كانت مخيبة للآمال . أحمد ماهر التميمي " فلاح " يؤكد بأنه لم يتم تطهير الترع من ورد النيل ورواسب الطين هذا العام ويوجد إهمال شديد بعملية التطهير ومن سوء التخطيط للمناوبات تفتح الترعة مع المناسيب المنخفضة رغم أن قاع الترعة مرتفع ولهذا السبب لم تصل المياه إلي أكثر من 10 كيلو المتبقية من الترعة الأمر الذي تسبب في الجفاف الجفاف حلول عاجلة من جانبة أكد المهندس يوسف إسماعيل وكيل وزارة الري بالدقهلية أن المخالفات وصلت نسبة 100٪ حيث المساحة المسموح بها 300 ألف فدان فقط الا أن الفلاحين لم يلتزموا بذلك وهي السبب في الازمة ورغم ذلك بذلت جهود مضنية لتجاوز الأزمة سيتم القضاء عليها خلال يومين علي أقصي تقدير حيث يتم التنسيق مع وكلاء وزارة الري مع محافظات الشرقيةوكفر الشيخ لضخ مياه بكميات كبيرة بمصرف كوتشينر لري زمام منطقة كفر الشيخ وكذلك ضخ مياه بمصرف حادوس مطالبا الفلاحين بالإتجاه لزراعة الذرة حيث يحتاج فدان الأرز الواحد ما يقرب من 9 الاف متر مكعب مياه وهذه الكمية تكفي ثلاثة أفدنة ذرة وأنه سيتم تنظيم مناوبات أربع أيام تشغيل وخمسة أيام بطالة وأضاف انه يتم حصر جميع المخالفات عن طريق مديرية الزراعة لتحرير محاضر تبديد مياه بها من جانب مديرية الري وإحالتها الي النيابات المختصة..المهندس أنور سالم وكيل وزارة الزراعة اعترف بوجود مشاكل في الري في عدد من المناطق لكن المساحات التي بارت محدودة للغاية حيث تم بالفعل حل الإختناقات في معظم المناطق.