تسببت موجة من الاحتجاجات ضربت البرازيل في دق اجراس الخطر لدي منظمي كأس القارات ونهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها البلاد في العام المقبل. وخرج 200 الف شخص على الاقل الى شوارع عدة مدن برازيلية الاثنين في اكبر مظاهرات تشهدها البلاد منذ 20 عاما. واندلعت شرارة الاحتجاجات بفعل زيادة في تعريفة الحافلات لكنها امتدت لتشمل أمورا اخرى. وعبر الكثيرون عن غضبهم ازاء سوء حالة المواصلات العامة وتدني خدمات الصحة والتعليم بينما شكا اخرون من سوء حالة الخدمات البنكية والتأمين الصحي وشركات الهواتف المحمولة. وعبر الكثير من المحتجين عن غضبهم ازاء كلفة اقامة كأس العالم 2014 وكأس القارات التي انطلقت في ست مدن برازيلية يوم السبت الماضي. وحاول الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ان ينأى بنفسه عن القلاقل وقال المتحدث بيكا اودريزولا إن السلطات البرازيلية "مسئولة عن الامن خارج الاستادات ولدينا ثقة كاملة في السلطات المحلية." وأكدت الحكومة البرازيلية بوضوح انها تحترم حق المواطنين في التظاهر الا انها لن تتردد في اتخاذ اجراء لضمان أمن المشجعين لدى دخولهم وخروجهم من الملاعب. وقال لويس فرنانديز نائب وزير الرياضة "البرازيل بلد ديمقراطي وللجميع حق التعبير عن الرأي ... لكن من حق من يريد مشاهدة مباريات كأس العالم ان يذهب الى الاستادات ويفعل ذلك بأمان." وتعهدت الحكومة البرازيلية بانفاق 26.6 مليار ريال (12.3 مليار دولار) على الاستادات والمطارات والامن والاتصالات من اجل كأس العالم التي تنطلق في 12 مدينة برازيلية في يونيو المقبل. وحمل الكثير من المحتجين امس لافتات ضد الفيفا وكأس العالم وتم تدشين حملة لاقناع نحو 600 الف زائر اجنبي بعدم القدوم الى البرازيل. وقال الامريكي كريستوفر جافني وهو استاذ للتخطيط العمراني يعيش في ريو دي جانيرو ويدرس استعدادات البرازيل لكأس العالم "يعتقد الناس انه تم انفاق الاموال على اقامة منشات تليق بدول العالم الاول بينما معظم الشعب يعيش في اوضاع دول العالم الثالث." ووجه مشجعون صفارات الاستهجان الى ديلما روسيف رئيسة البرازيل وسيب بلاتر رئيس الفيفا اثناء افتتاح كأس القارات. وفي برازيليا أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على متظاهرين حاولوا الوصول الى الاستاد الذي يستضيف المباراة الافتتاحية للبطولة وخاضت معارك مع متظاهرين خارج استاد ماراكانا في ريو دي جانيرو واستاد مينيراو في بيلو هوريزونتي. ويقول جافني ومحتجون إن عدم قدرة معظم البرازيليين على حضور مباريات كأس العالم ليست أهم اسباب الاحتجاجات وانما عدم الحرص على تمويل الخدمات العامة المتهالكة بنفس السرعة في تغطية الكلفة الباهظة لكأس العالم. وعندما أعلن نادي كورنثيانز عن نيته اقامة استاد جديد يسع 48 الف متفرج عام 2010 قدرت التكلفة بمبلغ 350 مليون ريال. وبعد قرار الفيفا اقامة افتتاح كأس العالم على هذا الملعب ارتفعت الكلفة الى 820 مليون ريال ومن المتوقع ان تصل الى مليار ريال عندما ينتهي العمل به. وألقى كورنثيانز باللائمة على الفيفا في الزيادة قائلا إن الاتحاد الدولي يريد مساحات اكبر للرعاة والشخصيات المرموقة والمزيد من المصاعد بدلا من السلالم ونوعيات أفضل وأغلى من المواد الخام في الكثير من المناطق. وقال روماريو مهاجم البرازيل سابقا "مثلما قلت لكم سوف تكون كأس العالم 2014 اكبر عملية سرقة في تاريخ البرازيل."