بالمعلومات تستنير الشعوب، وبالمعرفة تتقدم الأمم... وبالوعي يسعد الإنسان... المعلومات ليست رفاهية وهي ليست للخاصة أو لفئة محدودة ولكنها حق لكل المجتمع. وعدم توفير البيانات والمعلومات المرتبطة واللازمة للعمل ولتقدم المجتمع هو حرمان من حق الحياة والمواطنة... - وعدم نشر المعلومات - التي هي حق المجتمع - هو تقصير في حقه - وفي حالة تعمدها - هو جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون. ويسأل المسئول عن حجبها أو تحويرها أو تلوينها... وأري انه يجب أن يتم تفعيل وتطوير القوانين التي توجب نشر المعلومات وتلزم الشفافية والإفصاح... ومن جهة أخري يجب أن تراعي قوانين المجتمع ومؤسساته قدسية وحرمه وحماية المعلومات والبيانات الشخصية للمواطن خاصة التي تمس حرية الفرد وعمله وحياته... بمعني آخر ومباشر المعلومات للشعب كله وليس للبعض منه. مع احترام لحرية وذات كل فرد فيه طالما ملتزما بالقانون... نشر المعلومات يجب أن ينظمه القانون ويسنه المشرع ويقره الشعب بل ويري المواطن فيه جهة الاختصاص والمسئول عن نشر المعلومات بوضوح فيستطيع الحصول عليها أو طلبها أو السؤال عن معناها ومدلولها، فعلي وجه المثال أولا : إذا أراد معرفة أسعار السلع -مثلا- يكون لديه متوسطات أسعار السلع فلا يستغله تاجر أو موزع أو وسيط، وثانيا : وإذا أراد معرفة أين فرص العمل ومتطلباتها فانه يستطيع أن يعرف أين الفرص الحالية وتوقعات الفرص القادمة نوعا ودخلا ومكانا، بل يستطيع أن يربط بين وضع سياسات الاستثمار والتشغيل للحكومة وإقدام قطاع الاعمال علي الاستثمار والتوسع فيه وفرصة العمل الحقيقية من أين يبدأ رحلة العمل وهل هي باقتراض من صندوق اجتماعي أم من بنك أم بفرصة تدريبية أم بماذا؟، وثالثا : إذا أراد شباب حديث الزواج معرفة كيفية الحصول علي مسكن ملائم وفي حدود إمكاناتهم المحدودة فانه تتوافر لديهم المعلومات عن المساكن وأسعار الإيجار أو الشراء وإمكانات التقسيط مع العلم بأن نصف المجتمع لا يقدر علي معظم ما يعرض ويختفي بسرعة في سوق الإسكان، ورابعا: المواطن أيضا يحتاج -ببساطه- أن يعلم ويعرف إذا كان يومه وغده سيكون أفضل أم أسوأ من الأمس خاصة فيما يتعلق بمحدودية ميزانية الأسرة واستخدامها في غذاء ومسكن وغيره خاصة في عصر ضغوط الدروس الخصوصية وتأثيره علي ميزانية الأسرة بالإضافة لما أحدثته فاتورة الموبايل من تأثير جديد علي ميزانية الأسرة المصرية المحدودة0 وهناك تغير في توجه ميزانية الأسرة يجب التوعية به لمزيد من الرشد وليقرر المواطن والمجتمع ما يشاء. والمعلومات والبيانات هامة (1) لتوصيف الواقع، و(2) لتحديد بدائل التعامل مع الواقع... وقد أصبحت كل وزارة ومحافظة وهيئة في مصر قادرة علي نشر المعلومات منذ أوائل التسعينيات بل وبدأت ونضجت في نشر المعلومات... فهل تنشر البيانات والمعلومات اليوم؟ من أهم مسئوليات أي حكومة ووزارة استخدام المعلومات بكفاءة لمواجهة قضايا الفقر والبطالة والتشغيل والدعم وتحقيق انطلاقة القطاع الخاص والتحول الهادئ لما تبقي من قطاع الأعمال فهو أساسا لنقل مجتمع، يجب أن يري بالمعلومات ويستثمر بالمعلومات ويعمل بالمعلومات بل ويتعلم ويعيش بالمعلومات... نشر المعلومات علي المجتمع أهم أهداف المرحلة الحالية لكي تري... وتحلل... وتأخذ القرار الملائم في الوقت المناسب.